Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النزعة الإنسانية عند نيكولاى برديائيف /
المؤلف
بكرى، سامى حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / سامى حسن محمد بكرى
مشرف / محمد عبد الحفيظ
مناقش / محمد حسن حماد
مناقش / محمد عبد الحفيظ
الموضوع
الفلسفة نظريات.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
128 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - فلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 128

from 128

المستخلص

المعرفة عند برديائف تقوم علي تفاعل مبادئ ثلاثة هي : المبدأ الإنساني ، والمبدأ الإلهي ، والمبدأ الطبيعي . والمأساة التي تواجه الفيلسوف مصدرها القيود التي يتم وضعها في طريقة من قبل الكنيسة والتي تعد بمثابة عائق يحول بينه وبين ممارسة التفكير بحرية . وهنا ينبغي أن نلاحظ أن برديائف لا يتفق مع المسيحية الرسمية ، أي أنه لا يتفق مع رؤية رجال الدين لأنهم فرغوا الدين من مضمونة الروحي الذي يؤكد عليه برديائف . ينطبق هذا الموقف أيضاً مع الموقف الشامل للضرورة الطبيعية ، والفيلسوف بطبيعته لا يحيا إلا في ظل الحرية ، وأية ضرورة تحت أي مسمي لا يعترف بها ، ويتعامل معها علي أنها مأساة تحدق بالإنسانية . ويعتبر التحرر من الإستعباد هو الحقيقة الأساسية للحياة . ولكن الخطأ يكمن في أفتراض أن التحرر يأتي من المادة ومن الطبيعة ، ولكن الحرية تأتي من الروح. وهكذا نجد أن الله والطبيعة موضوعين من موضوعات البحث الفلسفي ، ولكن لا يمنع ذلك من تعارض الفلسفة مع ما يقدمه رجال الدين من تفسير جامد ، وكذلك تتعارض مع الطابع الجامد للضرورة الطبيعية . ولكن نجد أن الميدان الحقيقي للبحث الفلسفي هو الوجود الإنساني ، والمصير الإنساني . والإنسان هو الموضوع الحقيقي لمعرفة الفيلسوف ، ومن خلال الإنسان يستطيع الفيسلوف أن يفهم الله والطبيعة معاً .
ومن المحال أن تجرد الفلسفة من طابعها الإنساني . ومن الحق أيضاً أن كل المحاولات التي بذلت لإبعاد الفيلسوف بوصفه إنساناً ثبت أنها وهمية خيالية . فالفلسفة إذن يجب أن تكون إنسانية ، طالماً أن معرفتها بالوجود مستمدة من الإنسان ومشكلتها الرئيسية هي تطهير طبيعة الإنسان .
والفلسفة إنسانية أيضاً بمعني أنها لا يمكن ان تتجرد من الحياة ، وأن تستحيل الي فلسفة نظرية صرفه.فهي أساساً إيجابية ، وعليها أن تقوم بوظيفة نافعه في تحسين الحياة ، كما حاول دائماً كبار الفلاسفة وعشاق الحكمة الحقيقية .والفلسفة الحقة لا يمكن أن تكون مشتقة من شئ آخر لأنها قائمة علي أساس من الحكمة والتجريد الخالص يجعل موقف الفيلسوف زائفاً معرضاً للإنهيار . وكما أن لغة الفيلسوف تشترك إلي حد ما مع اللغة الدارجة ، فكذلك الفلسفة يجب أن تنمو من التجربة ، فهي قبل كل شئ وظيفة حيوية ، وتعبير متكامل عن الحياة الروحية .
يقع الإنسان التعيس القلق المتوتر بين لا نهايتين ألا وهما الوجود المطلق ، والعدم المطلق، ولذا كان وجوده ممزوجاً من كلا النقيضين، علي تفاوت في نصيب كليهما منه وفقا للحظات الزمانية بكل ما تضمنه من إمكانيات غير الواضحة في تيار المصير الغامض غير محدد الملامح .لكن مهما يكن من كم هذا التفاوت وكييفيته، فالينبوع الدافق للوجود الحي هو دائما الإنسان، والإنسان فحسب، لأنه يمثل المحور الأساسي للوجود ولم لا ؟ فهو المبدع الحقيقي لكل ما هو موجود.