Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
رعاية الفئات المحتاجة فى المغرب الأقصى خلال عصر بنى مرين (668-869هـ/1268-1469م) /
المؤلف
العوضى، ساره السيد السيد.
هيئة الاعداد
باحث / ساره السيد السيد العوضى
مشرف / محمد عيسى صابر سليم الحريرى
مشرف / أحمد محمد عبدالحميد محمد
مناقش / عفيفي محمود إبراهيم عبدالله
مناقش / عبدالرحمن على محمد بشير
الموضوع
المغرب - تاريخ - المرينيون - 1268-1469. المغرب - أحوال اجتماعية - تاريخ - المرينيون - 1268-1469.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر إلكترونى (246 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 246

from 246

المستخلص

يعد العصر المريني من أزهى عصور المغرب الأقصى، حيث تميز بالازدهار الاقتصادى والفكري والعلمي، فكانت بلاد المغرب تعج في عهدهم بالتجارة والخيرات التي كانت تأتيها من كل مكان، كذلك شهد عصرهم نهضة فكرية واسعة عمت كل أرجاء المغرب الأقصى، وذلك لتشجيع سلاطينهم وأمرائهم للعلم والعلماء، كما شهدت بلاد المغرب في عصرهم نقلة نوعية فى الخدمات الاجتماعية، حيث انتشرت المدارس والكتاتيب ودور الرعاية للفقراء والبيمارستانات للمرضى، مما شجع الكثير من أهل الأندلس إلى الانتقال إلى بلاد المغرب للعيش فى مدنها وقراها. وسينصب حديثنا في هذه الدراسة على رعاية الفئات المحتاجة فى عصر بني مرين، ولا نقصد الفئات المحتاجة بمعنى رعاية المحتاجين من الفقراء والمساكين والمرضى وذوى الحاجات فقط، بل رعاية كل فئة تحتاج للرعاية مثل طلبة العلم والعلماء وغيرهم ممن يحتاجون إلى الرعاية من قبل الدولة. فقد كان لبني مرين دور كبير في الرعاية الاجتماعية لكافة فئات المجتمع المغربي، فقد حظيت جميع الفئات المحتاجة في عهدهم بالرعاية الكاملة، سواء كانت فئات فقيرة تحتاج إلى الرعاية الاجتماعية، أو فئات تحتاج إلى الرعاية العلمية كطلبة العلم والعلماء، أو فئات تحتاج إلى الرعاية الصحية كالمرضي والأسرى والسجناء وغيرهم، وقد أثبتت الدراسة أن كل تلك الفئات نالت قسطا وافرا من الرعاية في عهد بني مرين،وهذا ما أثبتته الدراسة بين ثنايا فصولها. المنهج المتبع في الدراسة : تعتمد تلك الدراسة على المنهج التاريخي فى كلياته وجزئياته المتمثلة فى جمع المادة التاريخية، ثم تصنيفها وتحليل ما يمكن تحليله منها، للوصول إلى نتائج منطقية تتناسب مع ما تم التوصل إليه من معطيات تاريخية. وانقسمت الدراسة إلى تمهيد وخمسة فصول مزيلة ببعض الملاحق وثبت بقائمة المصادر والمراجع. واشتمل التمهيد على التعريف بمصطلح الرعاية من حيث اللغة والاصطلاح، وتعرضت فيه للحديث عن الإسلام ورعاية الفئات المحتاجة، وبينت فيه قيمة راية المحتاجين في الاسلام، من خلال بعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، ثم تتطرقت للحديث عن الأوضاع العامة ببلاد المغرب الأقصى في العصر المريني، وأهم هذه المؤسسات ودورها في رعاية كافة الفئات المحتاجة في عصر بني مرين. وخصص الفصل الأول والذي جاء بعنوان ( موارد ونفقات رعاية الفئات المحتاجة) لدراسة أهم موارد الدولة التي كانت تنفق منها على المحتاجين والتي كان منها الزكاة والخراج والجزية والغنائم والضرائب، وريع الوقف والصدقات وأعمال البر، وتبين لنا أن هذه الموارد ساعدت إلى حد كبير في مزيد من الرعاية للمحتاجين، لاسيما ريع الأوقاف الكثيرة التي أوقفها سلاطين بني مرين لرعاية الفقراء والمساكين والمرضي وذوي الحاجات الخاصة. أما الفصل الثاني فقد خصصته لدراسة مؤسسات الرعاية الاجتماعية ،والتي تمثلت في المدارس والزوايا،والأوقاف والأربطة والبيمارستانات، فقد اهتم بني مرين بمؤسسات الرعاية فبنو المدارس الكثيرة في شتى ربوع المغرب لاسيما مدينة فاس لرعاية طلبة العلم والعلماء، كما خصصت الزوايا لرعاة الصوفية الفقراء ووفرت لهم الطعام والشراب للغرباء منهم وأهل المدينة، كما كانت البيمارستانات التي أنشأها سلاطين بني مرين خير دليل على ما قاموا به من أعمال جليلة في سبيل رعاية المرضى وتوفي الرعاية الحية للمحتاجين. وجاء الفصل الثالث بعنوان( الرعاية الدائمة للفئات المحتاجة في العصر المريني، وقد تناولت فيه دور الدولة في رعاية الايتام والفقراء والعلماء وطلبة العلم والمرضى، ويقصد بالرعاية الدائمة أي الرعاية طوال العام، وليس في مواسم بعينها، فقد خصصت الدولة المرينية الرعاية طوال العام للايتام والفقراء والمساكين من خلال توفير المرتبات الراتبة لهم شهريا،أو توزيع الطعام والكسوة لهم بصفة دورية، وهذا كفل لهؤلاء مصدر رزق دائم يتقوتون منه يغنيهم ذل السؤال. وخصصت الفصل الرابع لدراسة الرعاية المؤقتة من قبل الدولة للمحتاجين في وقت الأزمات، وثم الحديث فيه عن دور الدولة والمجتع في رعاية المنكوبين من الكوارث الطبيعية، ودورهم في رعاية المنقطعين والمرضى والموتى والفقراء الحجاج، وهو من الفصول الهامة في الدراسة، إذ عمل بني مرين جهدهم على رعاية الفئات المحتاجة ليس فقط في المواسم ولكن في وقت الأزمات التي كانت تعصف بالناس في بعض الأوقات،كالسيول والزلازل والأوبئة، وسنوات القحط، فكثفوا جهودهم في تلك الأوقات لكي يخففوا عن الناس ما هم فيه من ضنك وشقاء. وتناول الفصل الخامس دراسة الآثار المترتبة على رعاية الفئات المحتاجة، والتي تمثلت في الآثار الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. فقد كان للرعاية التي قام بها بنو مرين آثار كبيرة على كل مناحي الحياة ،فقد كان لها آثار اجتماعية جيدة حيث كفلت للناس الحياة الكريمة، كما حققت لهم الأمن الاجتماعي، ومن الآثار الاقتصادية توفير فرص العمل لهم والحد من البطالة،وتحسين ظروف الناس المعيشية. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها : سلاطين بني مرين كانوا على درجة كبيرة من البر والتقوى ما يكفلهم إلى تبني المحتاجين ورعايتهم، فكثير من الأمراء كانت لهم من أعمال البر والصدقات التي خصصوها للانفاق على الفقراء والمحتاجين، وقد ذكرنا الكثير من أعمال البر التي قدموها للمجتمع. رعاية الفئات المحتاجة كانت تزيد في أوقات الأزمات والكوارث، فقد ضربت بلاد المغرب الكثير من الكوارث تسببت في حالة كبيرة من الفوضى والعوز، الأمر الذي جعل الدولة تكثف من جهودها للتخفيف عن الناس وعن الفقراء والمحتاجين. ان للرعاية أثر على الحياة الاقتصادية في المجتمع، فقد كفلت مؤسسات الرعاية للكثير من الناس وظائف يعملون فيها، وكفلت لهم مرتبات راتبة لتساعدهم على معيشتهم، وهذا بطبيعة الحالة حسن من حالتهم الاقتصادية. لرعاية الفئات المحتاجة أيضًا أثر كبير في المجتمع، فعلى الصعيد الاجتماعي خلقت حالة من الأمن الاجتماعي لدى عامة الفقراء والمحتاجين في الدولة، الذين كانت الدولة تتكفل بهم وترعاهم، لذلك اختفت حالات السرقة واللصوصية، وقل الحقد والحسد بين الناس.