Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر العادات الغذائية علي التحصيل الدراسي لطلاب التعليم الأساسي :
المؤلف
خضر، اماني السيد محمد علي.
هيئة الاعداد
باحث / اماني السيد محمد علي خضر
مشرف / دينا محمد السعيد أبوالعلا
مناقش / ثروت علي الديب
مناقش / يحيى ناصف
الموضوع
الأطفال - تغذية. الأغذية والصحة. التعليم الابتدائي.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
مصدر إلكتروني (326 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم علم الإجتماع.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 326

from 326

المستخلص

إن الحاجة إلى التحصيل من أي نوع كان تتوافر لدى جميع الأفراد على اختلاف أجيالهم وأجناسهم وأعرافهم، والحاجة للتحصيل هي مجموعة من القوى والجهود التي يبذلها الطالب للتغلب على العقبات حتى يستطيع إنجاز المهام والفعاليات التي تطلب منه، ويدل إنجازها على مدى المستوى المعرفي الذي يمتلكه الطالب والقدرة على الوصول إلى التحصيل المفضل. وبالاعتماد على هذه الدرجات التحصيلية التي يحصل عليها كل طالب نستطيع معرفة نسبة التحصيل والتي نصل إليها من خارج قسمة العمر التحصيلي على العمر الزمني مضروبا في مائة. وحتى نستطيع معرفة التحصيل المعرفي والعلمي يجب أن نستعمل الاختبارات التحصيلية المدرسية والتي تقيس قدرة الفرد على القيام بأداء عمل معين ومدى استفادته من المعلم والتعليم الذي حصل عليه في غرفة الصف، والخبرات التي استطاع أن يحققها بالنسبة لزملائه في الصف. وهذه الاختبارات التحصيلية تهدف إلى قياس استعدادات الفرد الطالب للأداء او الانجاز أو التحصيل، ويتوقف مدى التحصيل على مدى الاستعداد الموجود لدى الطالب، ولكن يجب أن نذكر أنه من المكن أن يوجد الاستعداد وبالرغم من ذلك فإن التحصيل الذي يصل إليه الطالب لا يتناسب معه بسبب ضعف وتدني الدافع إلى التحصيل والذي قد يرتفع لأسباب عدة، تتعلق بالمعلم أو المادة أو الطالب والأسرة وطموحاتها. وتوجد علاقة مباشرة بين الظروف الاقتصادية التي يعيشها الفرد وبين التحصيل الدراسي حيث يتأثر الأفراد وطموحاتهم بالظروف الاقتصادية التي يعيشون فيها والتي تجبرهم في معظم الحالات على التخلي عن هذه الطموحات والرغبة في التحصيل، والاتجاه إلى الأعمال الأخرى التي توفر لهم إمكانيات اقتصادية أفضل وحياة كريمة، وهكذا نرى أن التحصيل بصورة عامة والتحصيل الدراسي بصورة خاصة يتأثر بعوامل عديدة تؤثر على الفرد أو الطالب بصورة مباشرة فإما أن ترفعه إلى أعلى أو تجعله متدنياً جداً. وكان ينظر إلى التحصيل الدراسي على أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالقدرات العقلية، وذلك باعتقاد أن الجوانب العقلية تعد أكثر تأثيرا على تحصيل التلميذ دراسية زيادة أو نقصاناً، وعندما يتفوق الطالب في مواده الدراسية فإن المجتمع المدرسي يصفه بصفة الذكاء، وأصبحت صفة الذكاء وصفة التفوق متلازمتين، مع انه يمكن لصفة التفوق أن تغيب على الرغم من وجود صفة الذكاء وذلك لعدم توفر العوامل والشروط المناسبة لتوظيف هذا الذكاء، ولذلك تعد دراسة العادات الغذائية والصحية والعوامل الأخرى ضرورية ولا تقل أهميتها عن أهمية العوامل العقلية. وقد أشارت الكثير من الدراسات والبحوث التي أجريت في مجال التغذية الحيوية إلى وجود علاقة ارتباطية دالة بين التغذية ووظائف المخ فزيادة أو نقص مكونات غذائية معينة تسهم أو تؤثر على أداء الجهاز العصبي المركزي لوظائفه، ومن ثم تؤثر تأثيرا مباشرا على الأداء المعرفي والسلوكي للفرد، كما أن نقص البروتين والسعرات الحرارية في الحياة المبكرة للطفل يمكن أن يؤدي إلى تغيرات تشريحية ووظيفية دائمة في المخ؛ فالذكاء لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية منخفض نتيجة لنقص العناصر الغذائية، وهذا يدعم الافتراض القائل بأن صعوبات التعلم قد تكون نتيجة لنقص أو سوء التغذية. فالكثير من الدراسات اعتمدت في تفسير تدني مستوى التحصيل الدراسي في معظمها على الجوانب المادية والتعليمية، ومن النادر أن تؤخذ السلوكيات والعادات الغذائية ومدى تركيز العناصر الغذائية لدى الفرد في الاعتبار، رغم أنها تعد الأساس في النمو الجسمي العضوي والعقلي المعرفي، ومن ثم النمو التربوي للطفل، كما أن الاهتمام بتدريب الطلاب وأسرهم على إتباع نظام غذائي واكتساب عادات غذائية صحية ليس موضع اهتمام وتركيز سواء في إطار التنشئة المدرسية أو التنشئة الأسرية والاجتماعية. وتعبر العادات الغذائية عن الممارسات والسلوكيات اليومية والتي يقوم بها الشخص في التعامل مع الغذاء أثناء الإعداد أو في أسلوب التناول كما وكيفا ولتوضيح هذا الدور سنتناول السلوكيات الغذائية بالتحليل والتي تمثل أهم قواعد العادات الغذائية. والغذاء هو المادة التي تجمع بين اللذة والحاجة، وهو الذى يؤمن حاجة الجسم للنمو والتكاثر والتجدد، كما أن الغذاء كان وسيبقى محور الحياة، والتغذية تلعب دورا أساسيا في صحة الإنسان، فكثير من أمراض العصر كمرض القلب والسرطان والسمنة، لها علاقة مباشرة بنوعية الغذاء وكلمة السر للتغذية الصحية تكمن في الاعتدال بكمية الطعام المستهلك والتنويع من الأصناف المتوفرة، والتوازن بين جميع المغذيات، إذ أنه لا يوجد طعام واحد يحتوي على جميع المغذيات الضرورية. إن المسئولية الأولى لصحة الفرد أن كانت تقع على الأسرة، إلا أن الأسرة لا تستطيع وحدها أن تؤدى دورها بكفاءة والسبب تعقد المشاكل الصحية، وجهل الكثير من الأفراد بالأسس الصحية السليمة، وعندما يذهب الطفل إلى المدرسة فإنه يتواجد في بيئة جديدة يتأثر فيها بزملائه ومدرسيه، وهنا يجب أن يكون التعاون قائماً بين المدرسة والمنزل، فإذا كانت عادات الطفل الغذائية سليمة فيجب أن يجد في بيئته الجديدة كل التشجيع على الاستمرار في ممارسة تلك العادات، لذا يجب تطبيق برامج التوعية والتثقيف الغذائي في المراحل الأولى من الدراسة على أن يستمر بعد ذلك في جميع مراحل التعليم. ومن العادات ما هو سليم وصحي ينتقل غالباً إلى الفرد من أبويه أو بيئته عن طريق التقليد اللاشعوري لتصرفات الأسرة أو الأفراد مثل : المحافظة على نظام مواعيد الوجبات، والاعتقاد السائد بأن انتظام الوجبات يريح السدة والهضم ويسهل عملية الامتصاص، واكتساب الطفل لعادات النظافة : ونعني بذلك نظافة هندامه وشعره وأظافره، وغسل يديه قبل الأكل وبعده، وغسل الفاكهة قبل تناولها ، وعدم الشرب من كوب زميله، وعدم تناول طعام وقع على الأرض، وعدم شراء طعام من الباعة الجائلين، وتنظيف الأدوات بعد استخدامه لها، وغسل يديه بعد مداعبته للحيوان ، وعدم ترك طعامه للذباب. والعادات الغذائية السليمة لا تعني بالضرورة أننا نحب جميع الأطعمة ونقبل عليها بنفس الدرجة وإنما تعني أننا على استعداد لتذوق وتناول الأطعمة الجديدة غير المألوفة لتجربتها قبل اتخاذ أي قرار بصددها والعادات الغذائية ليست ورائية كما يعتقد الكثيرون، فكثير من الآباء عندما يرفض طفلهم نوع من الطعام الذي لا يحبه ولا يتناوله الأب أو الأم نجد أنهم يرجعون سبب الرفض إلى عوامل وراثية أي أن الطفل ورث عن أمه وأبيه عدم حب هذا النوع من الطعام ، هذا الاعتقاد خاطئ لأن العادات الغذائية ليست وراثية وإنما تتكون لدى الشخص في الصغر والوالدان هما المسئولان عن تكوين هذه العادات في الأبناء، ورفض الطفل لأي نوع من الطعام في بداية تقديمه يعني فحسب أنه ذا الطعام جديد على الطفل وغير مألوف ولذلك فهو يقاوم عملية التجديد لرغبته في الاستمرار في تناول الأطعمة التي يألفها . ولكن بمداومة تقديم هذا النوع من الطعام سيألفه الطفل ويقبل عليه. يلعب الغذاء دوراً في التأثير على سلوكيات التعلم والتحصيل عند الطلاب والطالبات وذلك عن طريق عدة أساسيات حيث أن قلة العناصر الأساسية أو الطعام وعدم توفره وخاصة الإفطار. أو يكون وذلك في توفر الطعام ولكن لنوعية طعام غير صحي أو مغذي - غذاء غير كاف. قد يشك بعض أو قليل من الناس أن عدم توفر الطعام وخاصة الإفطار له تأثير على التعليم والسلوك، ولكن يجب أن نعلم أن للطعام والغذاء تأثير في كيمياء وأعصاب الدماغ وكذلك في تطوير وتكامل النظام العصبي عند الأطفال والتلاميذ. ومن العادات ما هو ضار يرتكز على معتقدات لا أساس لها من الصحة مثل : تحريم بعض الطعام لمعتقدات دينية، أو تحريم بعض الطعام للاعتقاد بأنه ضار، كالخوف من الإكثار من الطماطم بحجة أنها تسبب السرطان، أو منع الأطفال من الأمل في حالات الإسهال، أو الإكثار من التوابل والمواد الحريفة لفتح الشهية، أو عادة حذف وجبة الإفطار أو تناول وجبة إفطار خفيفة أو السرعة في تناول الوجبات لضيق الوقت فهي عادة غذائية سيئة. واكتساب الطفل لبعض العادات الغذائية غير السليمة يجب ألا يزعج الأبوين أو يثنيهما عن محاولة تعديل الأوضاع ، بل إنهما كلما أسرعا في إعادة تدريب الطفل وتقويم عاداته الغذائية كان المجهود اللازم أقل والنتائج مرضية. وقد أكدت دراسة الدراسات التي اهتمت بالتغذية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي - ترى أن التلاميذ الذين يعانون من نظام غذائي قاصر يفتقرون إلى الطاقة الضرورية للاشتراك في مهام عقلية أو بدنية بارزة . حيث يمكن للتغذية الفقيرة أن تؤدي إلى حدة الطبع ، قلة الانتباه والتركيز والتعب المبكر واضطرابات الرؤية، صعوبة في الحفظ وتذكر المعلومات ، عدم الدقة في المهارات الحركية ، والعديد من الآلام البدنية والتي يمكن أن تؤدي إلى تشوش تركيز التلاميذ. وبالإضافة لذلك، فإن التغذية الفقيرة قد تخفض فرص تعلم التلاميذ نتيجة المرض الذي يجبر التلاميذ على البقاء في المنزل بعيد عن المدرسة فترة من الوقت. ومن خلال ما سبق يتضح إن تنمية الوعي الغذائي تقع على كاهل عدد من المؤسسات التربوية الرسمية مثل المدارس والمؤسسات غير الرسمية مثل الأسرة والأندية ووسائل الإعلام المختلفة، والمدرسة هي المسئولة الأولى على نشر الثقافة والوعي الغذائي للتلاميذ بأشكاله المختلفة على أيدي المعلمين. وتمثل المناهج الدراسية المكون الأهم في مدخلات العملية التعليمية، وهي التي تسهم بالدور الرئيسي في تشكيل شخصية المتعلم وإعداده للحياة ، وإذا كانت هناك مناهج للتغذية بالفعل فيجب تقييمها ومعرفة ما إذا كانت متمشية مع التطور السريع في العلم أم أن هناك نقص أو قصور في تقديم المادة العلمية السليمة وخاصة المشكلات الغذائية الشائعة في المجمع. وقد سعت الدراسة الى تحقيق العديد منها محاولة التعرف على العادات الغذائية الصحية والسيئة للطفل في مرحلة التعليم الاساسي، ومحاولة الكشف عن حجم العلاقة الارتباطية بين السلوكيات والعادات الغذائية والتحصيل الدراسي، ولتحقيق هذه الاهداف تم الاستعانة بالمنهج الوصفي وأداة الاستبيان والتي طبقت على عينة بلغت (379) من أولياء امور طلاب بعض مدارس التعليم الاساسي في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة. وقد خلصت الدراسة الى العديد من النتائج ومن أبرزها : * اتضح من نتائج الدراسة الميدانية وجود علاقة قوية بين العادات الغذائية الصحية وزيادة معدل التحصيل الدراسي للطفل، وذلك من خلال النمو الطبيعي للمخ وقدراته المعرفية والمحافظة عليه، ونمو الذاكرة والادراك المعرفي، وتطوير الإدراك والفهم والتحصيل، وزيادة مستويات النشاط لدى الطفل وقدرته على التعلم، وأخيراً تحسن في الطلاقة اللفظية والحساب والانتباه والذاكرة والإبداع. * اتضح من نتائج الدراسة الميدانية موافقة الغالبية من إجمالي عينة البحث على أن المستوى الاقتصادي للأسرة يؤثر بشكل سلبي على اختيار نوعية الاطعمة ذات القيمة الغذائية للطفل ومن أهم هذه الاثار السلبية: نقص فيتامين ”أ” وهذا يؤثر على عمليات النمو في الأطفال، والنقص الغذائي العام الناتج من عدم كفاية كميات الأطعمة، ونقص فيتامين ”د” مع نقص الكالسيوم بين الأطفال يسبب الكساح، والنقص الواضح في عدد السعرات وفي البروتين، وأخيراً نقص اليود الذي يتسبب في تضخم الغدة الدرقية. • اتضح من نتائج الدراسة الميدانية أن الغالبية العظمى من إجمالي عينة البحث ترى وجود تأثير لسوء التغذية والعادات الصحية السيئة على التحصيل الدراسي للطفل، ومن بين هذه الاثار صعوبة في الحفظ وتذكر المعلومات، والتشوش على تركيز التلاميذ، والافتقار الى القابلية للتعلم والاشتراك في الانشطة المدرسية، وقلة الانتباه والتركيز والتعب المبكر، واضطراب الرؤية، وتؤثر في التطور العقلي للطفل، وأخيراً انخفاض فرص تعلم التلاميذ. * أشارت نتائج الدراسة الميدانية إلى كيفية معالجة العادات الغذائية السيئة للطفل من جانب الاسرة وذلك من خلا: تجنب الأطعمة السريعة والمملحة والمحفوظة لأنها لا تناسب الطفل، واشراك الطفل في تحديد واختيار الوجبات من قوائم الأطعمة، وعلاج العادات الغذائية السيئة عن طريق منح مكافاة، وأن يكون الوالدين نموذج جيد يحتذى به من قبل الأبناء، واشراك الأبناء في شراء الغذاء عن طريق اصطحابهم إلى محال الأغذية، وأخيراً الحرص الشديد عند مناقشة الموضوعات الخاصة بالغذاء والتغذية أمام الطفل. * اتضح من نتائج الدراسة الميدانية العادات الغذائية التي يجب أن تتمسك بها الاسرة في تغذية الطفل من أجل تحصيل دراسي جيد ومن أهمها : التنويع في تناول الغذاء الصحي المتكامل، ومضغ الطعام جيدا، واختيار الأطعمة المناسبة لعمر الطفل وجسمه، واشتمال وجبة الإفطار على البروتين بنوعيه وعلي الكالسيوم والحديد، وتحديد مواعيد منتظمة للوجبات، وتناول وجبات خفيفة صحية بين الوجبات الأساسية، وأخيراً تقديم الوجبة للطفل في جو هادئ دون إزعاجه أو تدليله. كما خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات ومن أهمه: * تعليم التلاميذ في المدرسة القواعد الأساسية للتغذية السليمة وضرورة الاهتمام بتنوع الموضوعات الغذائية المقدمة لتلاميذ مرحلة التعليم الاساسي وارتباط معظمها بالاتجاهات الحياتية حتى تتيح الفرصة لتنمية الوعي الغذائي لديهم، وأن تقدم هذه الموضوعات بطريقة بسيطة ومبتكرة ، على أن يتم ذلك بطريقة تطبيقية. * توفير الكتيبات المبسطة التي تعالج موضوعات الثقافة الغذائية بمكتبات المدارس والمكتبات العامة وتشجيع التلاميذ على القراءة.
* الاهتمام بنشر الثقافة الغذائية بين الأمهات لتحسين معلوماتهن ووعيهن في تخطيط الوجبات الغذائية السليمة وتنفيذها، وتعديل بعض السلوكيات الخاطئة مما ينعكس على تغذية أفراد الأسرة جميعا. * تشجيع الباحثين على إجراء المزيد من البحوث المتعلقة بالسلوك والعادات الغذائية وعلاقتها بالعمليات المعرفية والتحصيل الدراسي.