Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر تطبيق نموذج التميز المؤسسي على تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة:
المؤلف
عبد البصير, ألفت السيد احمد.
هيئة الاعداد
باحث / ألفت السيد احمد عبد البصير
مشرف / محمود محمد عبد الهادى صبح
مشرف / إبراهيم سعد المصري
مشرف / جيهان عبد المنعم رجب
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
309 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم البيئة
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الاقتصادية والقانونية والإدارية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 309

from 309

المستخلص

أصبحت الحاجة للتغيير في أساليب عمل المؤسسات الحكومية أمراً حتميًا في ظل تنامي الوعي لدى المواطنين بالمطالبة بالاهتمام بالجودة والمرونة في تقديم الخدمات العامة، وهذه المطالبة تزداد يومًا بعد يوم خاصة في ظل المتغيرات المحلية والعالمية المتسارعة، وقد أدركت المؤسسات العامة أنه لا يكفي أن تقدم الخدمة بالجودة المطلوبة من حيث تقديمها بدون أخطاء وإنجازها بالسرعة الملائمة وبالشكل الصحيح من أول مرة؛ حيث إنه لا حديث عن التنمية ونجاحها أي كان مجالها دون الاعتماد على مؤسسات حكومية قادرة على تحمل عبء العمليات التنموية مرتكزة في ذلك على المفاهيم الإدارية الحديثة.
في هذا الإطار ظهرت مجموعة من المفاهيم الإدارية والتي تشكل مدخل حديث لتطوير الأداء الحكومي والبلوغ به إلى مستويات التميز والتفوق، ومن أبرزها مفهوم التميز المؤسسي، والذي يهدف إلى تحرير القدرات والطاقات الكامنة لدى العاملين من خلال مسابقات تتنافس فيها الأجهزة الحكومية استنادا إلى تميزها في جودة الخدمات التي تقدمها والارتقاء بالنظم وأساليب العمل والعلاقات التنظيمية السائدة بها، والتي تتيح فرص التحسين والتطور المستمر في ضوء معايير ومؤشرات مصممة لهذا الغرض.
تعتبر وزارة الأوقاف المصرية أحد أهم الوزارات الخدمية في مصر، والتي لا يقتصر دورها على تقديم الخدمات الدينية فقط، بل يمتد ليشمل المساهمة الجادة في رفع معدلات التنمية الاقتصادية للدولة بصفة عامة والتنمية المستدامة بصفة خاصة؛ نظراً لما تمتلكه هذه المؤسسة من أصول واستثمارات، وبما توفره من خدمات اجتماعية، وبتمويلها المشروعات الخدمية في مجالات عدة كالتعليم، الصحة، وغيرها من الخدمات والمنافع العامة، وتساهم مؤسسة الوقف في مصر بجزء كبير من إيراداتها في برامج التنمية المستدامة على المستوى القومي من خلال إسهاماتها الفعالة ببرامج مختلفة لمكافحة الفقر والرعاية الاجتماعية رفع درجة الوعي بالقضايا المجتمعية المختلفة.
ركزت الدراسة الحالية على الاعتماد على مفهوم نماذج التميز المؤسسي في تحسين الأداء الخدمي بالمنظمات الحكومية ومواجهة كافة التحديات بتوفير بيئة عمل مثالية تقل فيها عوائق تحقيق أهداف المنظمة إلى أقل حد ممكن وتهيئة مناخ وأجواء العمل بها؛ مما يؤدي إلى تحسين وتطوير الأداء الخدمي، وبما ينعكس إيجابيا على معدلات التنمية بصفة عامة والتنمية المستدامة بصفة خاصة.
أولاً مشكلة الدراسة:
على الرغم من ضخامة الاستثمارات والمهام الموكلة إلى وزارة الأوقاف المصرية إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات تشمل تحديات خاصة بالقطاع الحكومي المصري بصفة عامة وتحديات تتعلق بالطبيعة الخاصة بمؤسسة الوقف في مصر، فعلى المستوى القومي: تواجه المؤسسات الحكومية المصرية بمجموعة من التحديات تتمثل في ضعف الأداء وصعوبة التعامل مع المتغيرات المحيطة في ظل تصاعد الشكوى المواطنين (متلقي الخدمة) من بطء الخدمة وضعف الجودة، وذلك على الرغم من وضع خطط الإصلاح الإداري على مدى العقود السابقة، حتى أصبح تطوير الأداء الحكومي ينظر إليه باعتباره مصفوفة مخاطر تهدد ببقاء أجهزة الدولة، وتفتح الباب للتلاعب بموارده بسبب وجود سياسات مشوهة وغير مرتبطة بالواقع، وغير مستجيبة للاحتياجات؛ مما أدى إلى عدم تكامل خطط وبرامج تطوير الأداء الحكومي، كما تواجه مؤسسة الوقف في مصر بمجموعة من التحديات بصفة خاصة، حيث أكدت بعض الدراسات وجود بعض التحديات التي تواجهها في سبيل تحقيق أهداف ها والتي تتمثل في حسن استخدام رؤوس الأموال التي وضعت تحت سلطة إدارة مؤسسة الوقف من قبل المتبرعين، إضافة إلى الحاجة إلى زيادة ثقة المجتمع في مؤسسة الوقف.
في سبيل محاولة التصدي لتلك التحديات (العامة والخاصة) تكمن مشكلة الدراسة في بيان كيفية المساعدة في مواجهة تلك التحديات التي تواجه مؤسسة الوقف في مصر من خلال تطوير الأداء بتلك المؤسسات بالاعتماد على نموذج التميز المؤسسي المصري.
مما سبق فإن مشكلة الدراسة تبلورت في محاولة التعرف على أثر تطبيق نماذج التميز على تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويمكن الوصول إلى مشكلة الدراسة الرئيسية من خلال التساؤلات الفرعية التالية:
1. ما العلاقة بين تحسين الأداء بالمؤسسات الحكومية ومفهوم التنمية المستدامة؟
2. كيف يمكن الاستفادة من تطبيق نماذج التميز المؤسسي على تطوير الأداء بالجهات الحكومية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتطبيق على وزارة الأوقاف المصرية؟
ثانياً: أهداف الدراســـة:
هدفت الدراسة إلى تحقيق الآتي:
1. توضيح دور تطبيق معايير نموذج التميز المؤسسي على تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية الخدمية.
2. بيان أثر تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية على تحسين معدلات التنمية المستدامة على المستوى القومي.
3. توضيح أثر تطبيق معايير نموذج التميز المؤسسي على معدلات التنمية المستدامة.
4. تقديم بعض التوصيات التي أملت الباحثة أن تساهم في زيادة فاعلية الأداء بالمؤسسات الحكومية بالاعتماد على مفهوم التميز المؤسسي كأحد الأساليب الإدارية الحديثة بالمنظمة محل الدراسة (وزارة الأوقاف المصرية).
ثالثاً: أهمية الدراسة:
يمكن إبراز أهمية الدراسة في كل من النقاط التالية:
1- الأهمية العلمية:
‌أ- مواكبة التطورات العالمية بعد إن حظيت نماذج التميز باهتمام عالمي للفوائد الكبيرة التي حصلت عليها المنظمات الاقتصادية على اختلاف أنواعها عند تطبيقها خاصة بُعد نجاح ممارسات التميز في تحقيق العديد من الإنجازات الباهرة في العديد من المنظمات العالمية، والإقليمية والعربية في الآونة الأخيرة التي عملت على تبني هذا المفهوم وتطبيقه.
‌ب- الدور الهام لعملية التطوير الإداري للمؤسسات الحكومية حيث إن جزءًا كبيرًا من الأهداف التنموية المستدامة يقع على عاتق الجهاز الحكومي ذاته؛ مما يستلزم البحث عن السياسات الإدارية الحديثة بما يعمل على رفع معدلات التنمية المستدامة على المستوى القومي.
‌ج- محاولة سد الفجوة العلمية الخاصة بالتعرف على أثر نموذج التميز المؤسسي- خاصة النموذج المصري- في تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية، ومدى أثر ذلك على تحسين معدلات التنمية المستدامة في مصر.
‌د-
2- الأهمية العملية:
‌أ- تزايد الضغوط بتطوير الأداء الخدمي بالمؤسسات الحكومية المصرية وبناء الثقة بين الحكومة والمتعاملين عن طريق الاعتماد على الطرق الإدارية الحديثة التي تساهم في بناء المنظمة المتعلمة القادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية.
‌ب- اختيار وزارة الأوقاف المصرية للتطبيق العملي للدراسة؛ لما تلعبه من دور حيوي في مجالات التنمية بما تملكه من استثمارات وبما لديها من قدرة على تطوير حجم تلك الاستثمارات بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
رابعاً: فروض ومتغيرات الدراسة:
1- فروض الدراسة:
في ضوء مشكلة الدراسة وأهميتها وتحقيقًا لأهداف ها سعت الباحثة إلى اختبار الفروض التالية:
‌أ- يوجد أثر ذو دلالة معنوية إحصائية للتميز المؤسسي على تطوير الأداء بالمؤسسي.
‌ب- يوجد أثر ذو دلالة معنوية إحصائية لتطوير الأداء المؤسسي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
‌ج- توجد أثر ذو دلالة معنوية إحصائية للتميز المؤسسي على التنمية المستدامة بوجود تطوير الأداء المؤسسي كمتغير وسيط.
2- متغيرات الدراسة:
يمكن الوصول إلى اختبار الفروض السابقة من خلال المتغيرات التالية:
‌أ. المتغير المستقل: التميز المؤسسي وقد قامت الباحثة بتطوير استبانة كأداة للدراسة، والذي يضم سبعة أبعاد للتميز المؤسسي (القيادة، التركيز على المتعاملين، الخدمات وقنوات تقديمها، تجربة المتعامل، كفاءة الخدمة والابتكار، تمكين الموارد البشرية، التكنولوجيا المتكاملة).
‌ب. المتغير الوسيط: تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية وقد قامت الباحثة بتطوير استبانة كأداة للدراسة، والذي يضم الأبعاد (الاعتمادية، ‌ملموسية الخدمة، ‌الاستجابة، الثقة، التعاطف).
ج‌- المتغير التابع: أهداف التنمية المستدامة (البُعد الاجتماعي) وقد قامت الباحثة بتطوير استبانة كأداة للدراسة، علاوة على الاعتماد على بعض البيانات التاريخية لدور المنظمة محل البحث.
خامساً: حدود الدراسة:
تمثلت حدود الدراسة فيما يلي:
1- الحدود المكانية للبحث:
هدفت الدراسة إلى بيان أثر العلاقة بين نماذج التميز المؤسسي وتطوير الأداء الحكومي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتطبيق على وزارة الأوقاف المصرية (الديوان العام).
2- الحدود الزمانية:
هدفت الدراسة إلى بيان أثر نماذج التميز المؤسسي وتطوير الأداء الحكومي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (متغير التنمية المستدامة) خلال فترة الدراسة من 2018م حتى 2021 م .
3- الحدود البشرية:
اقتصرت الدراسة على العاملين بوزارة الأوقاف المصرية (الديوان العام) الذين لهم علاقة مباشرة بتقديم الخدمات للمتعاملين بمختلف مستوياتهم الإدارية.
4- الحدود الموضوعية:
اقتصرت الدراسة على دراسة المتغيرات التالية:
‌أ. تطوير الأداء الحكومي بالتركيز على دراسة مدى تحقيق أبعاد جودة الخدمات الحكومية المتمثلة في (الاعتمادية؛ ملموسية الخدمة؛ الاستجابة، الثقة؛ التعاطف) بالمنظمة محل الدراسة.
‌ب. أبعاد التميز المؤسسي والمتمثلة في (القيادة؛ التركيز على المتعاملين؛ الخدمات وقنوات تقديمها؛ تجربة المتعامل؛ كفاءة الخدمة والابتكار؛ تمكين الموارد البشرية؛ التكنولوجيا المتكاملة) بالمنظمة محل الدراسة.
‌ج. أهداف التنمية المستدامة (البُعد الاجتماعي) بالمنظمة محل الدراسة .
سادساً: منهجية البحث:
في سبيل تحقيق هدف البحث واختبار فروضه اتبعت الباحثة ما يلي:
1- المنهج الاستقرائي:
حيث اعتمدت الباحثة على المنهج الاستقرائي في تكوين الإطار النظري من خلال تجميع المادة العلمية المتعلقة بموضوع الدراسة بالاعتماد على الكتب والدوريات والمجلات العلمية والمقالات العربية والاجنبية وكذلك المؤتمرات وما تم نشره من أبحاث ودراسات على الشبكة العنكبوتية للمعلومات (الانترنت) والتي تناولت موضوع أثر تطبيق نماذج التميز على تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
2- المنهج التطبيقي:
اعتمدت الباحثة على تطبيق المنهج التطبيقي في الدراسة على العاملين بالمنظمة محل الدراسة (ديوان عام وزارة الأوقاف ) من خلال: توزيع قائمة الاستقصاء على عينة من مجتمع الدراسة لقياس متغيرات الدراسة .
3- المنهج الإحصائي:
قامت الباحثة بتطبيق المنهج الإحصائي من خلال تحليل كافة البيانات التي تم الحصول عليها والتي تشمل ما تم جمعه من قوائم الاستقصاء الموزعة على عينة من العاملين لقياس متغيرات الدراسة ،وإخضاعها للتحليل الإحصائي باستخدام الحاسب الالي من خلال بعض الأساليب الإحصائية التي توفرها مجموعة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) وكذلك برنامج (Amos).
سابعا: مجتمع وعينة الدراسة:
1- عناصر مجتمع الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة من 850 موظف وموظفة وذلك بُعد استبعاد العاملين الذين ليس لهم علاقة بتقديم الخدمات للمتعاملين بصورة مباشرة (الخدمات المعاونة / السائقين).
2- مجتمع وعينة البحث:
تمثل مجتمع الدراسة في جميع العاملين بوزارة الأوقاف المصرية والذين يبلغ عددهم (850) عاملاً، وقد تم اختيار عينة عشوائية من هذا المجتمع، وقد تم تحديد حجم العينة الميدانية لتكون (265) عاملًا وتم توزيع عدد (325) استمارة عليهم وتم تجميع الاستمارات المرتدة الصحيحة والبالغ عددها (288) استمارة بنسبة بلغت (88.6%) من الاستمارات الموزعة.
ثامناً: النتائج والتوصيات:
1- نتائج خاصة بالدراسة العملية:
‌أ- وجود أثر ذي دلالة إحصائية موجبة وقوية للتميز المؤسسي بأبعاده المختلفة على تطوير الأداء المؤسسي، حيث كان أفضلها في مجال (تمكين الموارد البشرية) وأدناها في مجال التكنولوجيا المتكاملة، وأن أبعاد المتغير المستقل (التميز المؤسسي) تفسر ما مقداره (78.9%) من التغير الحادث في المتغير (تطوير الأداء المؤسسي).
‌ب- وجود أثر ذي دلالة إحصائية موجبة وقوية لتطوير الأداء المؤسسي بأبعاده المختلفة على التنمية المستدامة، حيث كان أفضلها بُعد (الثقة) وأدناها بُعد (ملموسية الخدمة).
‌ج- وجود أثر ذي دلالة معنوية إحصائية للتميز المؤسسي على التنمية المستدامة بوجود تطوير الأداء المؤسسي كمتغير وسيط.
2- نتائج خاصة بالدراسة النظرية:
‌أ- يمكن الاعتماد على عناصر نموذج التميز المصري في تطوير الأداء بالمؤسسات الحكومية
‌ب- يلعب تطوير الأداء الخدمي بالمؤسسات الحكومية دورا هاما في الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة خاصة البُعد الاقتصادي والبُعد الاجتماعي.
‌ج- أن مؤسسة الوقف في مصر تلعب دورا هاما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بصورة مباشرة وغير مباشرة.