الفهرس 
الاطار النظرى للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 313 |  |  |
| | | from | 313 | | |
المستخلص
مقدمة:
مع تزايد أهمية الاعلام ودوره في صنع السياسة الدولية و التأثير عليها يجمع الكثيرون علي أن أغلب الصراعات الدائرة في عالمنا المعاصرهي ثقافية وحضارية ليس بحكم التأثير الواسع لوسائل الإتصال أو الانتشار للقنوات الفضائية فحسب ولكن لأن الإعلام أصبح سلاحا اجتماعيا سياسياله وظيفة مكملة للسياسة بل ويعد انعكاسا لها بأسلوب معلن، كما أنه يعد من أخطر الاسلحة التي تستخدم في مجال الحرب النفسية إذ يعمل علي تغيير المفاهيم والمواقف في مجمل القضايا المطروحة سلبا و إيجابا.
ومن هنا أصبحت القنوات الفضائية الموجهةعن قصد ،لتحقيق هدف معين عبر الحدود الدوليه مستهدفة شعوبا بذاتها وبلغاتها القومية سلاحا من أسلحةهذه الحرب النفسية وأداة رئيسية في العلاقات الدولية وفي نظام الاتصال الدولي.
مشكلة الدراسة:
تسعي هذه الدراسة إلي تحليل التغطية الإخبارية للقضايا الداخلية المصرية في القنوات الموجهة بالعربية وسمات هذه المعالجة وطرح مقارنة بين السياسة الإعلامية الأمريكية والبريطانية و الألمانية تجاه القضايا المصرية وذلك لبحث كيفية المعالجة الإخبارية للقضايا الداخلية المصرية وحجم الإختلاف بين كل من الأداء الأمريكي و البريطاني و الألماني.
أهداف الدراسة
وتتحدد أهداف الدراسة في النقاط التالية:
1- رصد و تحليل المعالجة الاخبارية المقدمة بالقنوات (البي بي سي البريطانية –و الدويتش فيللي الألمانية و الحرة الأمريكية ) و المقارنة بينهم في تناولهم للقضايا الداخلية المصرية في النشرات الإخبارية.
2- تحديد القضايا المصرية البارزة التي تتناولها النشرات الإخبارية في القنوات محل الدراسة والتعرف علي حجم الإهتمام الممنوح لها علي الخريطة الإخبارية للفضائيات موضع الدراسة، وتحديد الفروق بين هذه الفضائيات في هذا الإهتمام ومحاولة تفسير أسبابه.
3- تطبيق نظرية الأطر الاخبارية علي بيئات اتصالية متفاوتة من حيث نقاط التشابه و الاختلاف متمثلة في الفضائيات موضع الدراسة بهدف التوصل إلي فهم دقيق للعلاقة بينها
منهج الدراسة:
تم الاعتماد في هذه الدراسة علي منهج المسح الإعلامي لمضمون القنوات محل الدراسة (قناة الBBC والحرة الأمريكية والدويتش فيللي الألمانية)
أدوات الدراسة:
تحليل المضمون الإخباري المتعلق بالقضايا الداخلية المصرية ، وذلك بهدف الرصد الدقيق و الشامل للمعالجات الإعلامية بشأن القضايا المصرية وسيتم هذا التحليل علي مرحلتين:
ت- التحليل الكمي للمعالجة الإخبارية للقضايا موضع الدراسة في قنوات البي بي سي البريطانية و الحرة الأمريكية والدويتش فيللي الألمانية .
ث- تحليل أطر التناول الإخباري للقضايا المصرية بكل قناة وفقاً للنماذج المفسرة لنظرية الأطر الإعلامية.
مجتمع الدراسة:
يتمثل مجتمع الدراسة في القنوات الموجهة باللغة العربية من دول أجنبية ، وقد اختارت الباحثة ثلاثة من القنوات الأجنبية الموجهة وهم قناة الBBC البريطانية وقناة الحرة الأمريكية وقناة الدويتش فيللي الألمانية
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
1- كشفت الدراسة محدودية الإهتمام بالأخبار المصرية في التغطية الإخبارية التي تقدمها القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية محل الدراسة فمن بين ما يقرب من (1000) خبر تم تقديمهم في فترة إجراء الدراسة ، كان نصيب الأخبار المصرية (121)خبراً وحسب.
وتعد هذه النتيجة مفاجئة نظراً لمكانة وثقل مصر عربياً و إقليمياً مما يفترض أن ينعكس علي حجم التغطية الإخبارية في القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية محل الدراسة وخاصةً قناة الدويتش فيللي الألمانية حيث كانت تغطيتها الإخبارية للقضايا المصرية ضعيفة بالرغم من وجود علاقات اقتصادية و ثقافية و إجتماعية كبيرة بين الدولتين .
وقد تعزف هذه النتيجة إلي تراجع الدور الإقليمي لمصر إثر ثورتين وأزمة إقتصادية لم تتعاف مصر منها بعد، كما أن التطورات التي شهدتها الأزمة السورية في فترة إجراء الدراسة وجهت الإهتمام الأسبق للقنوات الموجهة باللغة العربية إلي متابعة هذه التطورات .
2- إحتلت القضايا السياسية و الأمنية الإهتمام الأوفر في تغطية القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية بنسبة 26,4% و 25,6% علي التوالي و يمكن تفسير ذلك في سياق الأوضاع السياسية و الأمنية المتقلبة في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي و التهديدات الإرهابية التي تواجه مصر و العالم العربي خاصةً ، والعالم بأسره بشكل عام،يليهما القضايا الإجتماعية و الإقتصادية و العسكرية، ثم الثقافية و البيئية و الدينسة بنسب بسيطة .
3- إعتمدت القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية محل الدراسة علي المصادر الرسمية في جمع المعلومات و التيقن من صحتها بنسبة بلغت 52%، تلاها رأي الخبراء بنسبة 24,2%،ثم الجمهور وشهود العيان مع ملاحظة عرضها لبعض الأخبار مجهولة المصدر مما يثير بعض التساؤلات حول مهنية تلك الممارسة.
4-تصدر إطار الصراع للقضايا التي عرضتها القنوات الفضائية الموجهة الناطقة باللغة العربية
محل الدراسة تلاه إطار الإهتمامات الإنسانية ثم إطار المسئولية ثم إطار النتائج الإقتصادية ثم
الأطر مسبقة التكوين ثم الإطار الأخلاقي في النهاية وتتفق هذه النتائج مع المتوقع عند تغطية
قضايا مجتمع يمر بتغيرات وتحولات بنيوية جسيمة عقب ثورتين متتاليتين ووضع اقتصادي وسياسي حرج.
5-أثبتت الدراسة التحليلية غلبة الجانب السلبي علي صورة مصر في القنوات عينة الدراسة وهو ما يعكس التراجع الكبير لنسبة التغطية الإخبارية المتوازنة وأن الإتجاه الرئيسي في التغطية هو التركيز علي الأخبار السلبية ، ويظهر هنا تأثير السياسة الخارجية للدول المالكة للقنوات عينة الدراسة علي السياسة التحريرية للقناة المالكة لها، ويمكن تفسير هذه الصورة و فهم أبعادها بالنظر إلي وضع مصر إقتصادياً وسياسياً.
6-تنوعت أساليب عرض الأحداث في نشرات الأخبار التي تقدمها القنوات الموجهة الناطقة باللغة العربية حيث جاء عرض الأخبار بدون وسائل إيضاح مصاحبة له في المرتبة الأولي ثم جاء استخدام التقارير مما يؤشر علي وجود مراسلين في موافع الأحداث
7-وعن أساليب معالجة الأخبار اتفقت قناتي البي بي سي و الحرة في عرض الأخبار البسيطة وهذا لا يعني انخفاض الإهتمام بالتغطية الإخبارية ، وإنما قد يكون نابعاً من السياسة التحريرية للقناة ،بينما اختلفت معهما قناة الدويتش فيللي في عرضها للأخبار المركبة .
8-كشفت الدراسة أن ما يقرب من نصف الأخبار عينة الدراسة يحقق الإتساق بين الصورة و النص حيث إرتفعت نسبة الصور التي تمثل إضافة و إستكمال و توضيح للأخبار بنسبة 45% وهو ما يعكس إهتمام القنوات الثلاثة بإبراز الصورة التليفزيونية كعنصر خبري.
9-كما أظهر التحليل أن الوظيفة التشخيصية للإطار هي الأكثر إستخداماً في القنوات الثلاثة عند معالجتها للأفكار المتعلقة بالقضايا موضع الدراسة و بفارق نسبي كبير جاءت الوظيفة التفسيرية للإطار ، كما يلاحظ إنخفاض الوظائف الأخري للأطر ، وهي نتيجة منطقية من وجهة نظر الباحثة لأن المعالجة الإخبارية كانت أغلبها أخباراً.
10-كما أظهر تحليل الأطر للمعالجة الإخبارية للقضايا موضع الدراسة إرتفاع نسبة إستخدام الإطار العام وعلي وجه الخصوص في المعالجة الإخبارية للقضايا موضع الدراسة في قناة الحرة ، ولوحظ أن قناة الدويتش فيللي هي الأكثر إستخداماً للإطار المحدد في المعالجة الإخبارية للقضايا موضع الدراسة.