Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادى لتنمية وعي الأمهات بأساليب تنشئة الأبناء فى ظل الثورة المعلوماتية وعلاقتها بمهاراتهم الإجتماعية /
المؤلف
سعد، رانيا محمود عبد المنعم.
هيئة الاعداد
باحث / رانيا محمود عبد المنعم سعد
مشرف / وفاء محمد فؤاد شلبى
مشرف / كامل عمر عارف عمر
مناقش / لمياء محمد الإمبابي
الموضوع
الاقتصاد المنزلى.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
492ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اقتصاد منزلي
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية النوعية - الاقتصاد المنزلى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 490

from 490

المستخلص

تشهد الثورة المعلوماتية تطورات متلاحقة وسريعة، ويتجه العالم كله نحو الإستفادة القصوى من تكنولوجيا الإتصالات وشبكات المعلومات في شتي مناحي الحياة اليومية، وأصبحت المعلومات في تزايد وتطور مستمر وبالتالي لم تعد الطرق التقليدية ملائمة لإكتساب المعلومات.
ومع ظهور التكنولوجيا الرقمية وإنتشارها واستخدمها في شتى المجالات كان لابد من مواكبة هذا التقدم المطرد والإستفادة منه في مجالات الحياة المختلفة (أحمد المغزي، 2007) (فاطمة أبو الفتوح، 2008).
ويعد الإنترنت أحد مصادر تكنولوجيا المعلومات والإتصالات الحديثة وأبرز مستحدثات تكنولوجيا التعليم التي فرضت نفسها على المستوى العالمي خلال السنوات الماضية حتى أصبح أسلوباً للتعامل اليومي ونمط للتبادل المعرفي (أشواق فرحات، 2009).
كذا أصبح للإنترنت دوراً مؤثراً في تشكيل حياة الإنسان وكيانه وإذا كانت هذه الوسائل تمثل قوى هامة وفعالة ومؤثرة في المجتمع الحديث بفضل ما تقدمه من معلومات وما توفره من أساليب تحمل في طياتها قدرة هائلة على الإقناع بشكل واضح وصريح أو بشكل خفي ومستتر يمكنها من أن تدخل كثيراً من التعديلات على حياتنا ومفاهيمنا ومعتقداتنا (إيمان عز العرب، 2003).
وأصبحت الثورة المعلوماتية اليوم من الآليات الهامة التي تقوم بإدخال تغيرات اجتماعية على مستخدميها من خلال إكساب الأفراد معارف ومعلومات ومفاهيم تؤثر بدور حيوي في تربية الأبناء وتنشئتهم (أمال كمال، 2012).
والأبناء من أهم الموارد التي تمتلكها الأسرة وهم غاية عملية التنمية المجتمعية مما يتعين النهوض بقدراتهم المعرفية والعلمية والإجتماعية (محمد الهادي، حامد عمار، 2005).
وتلعب الأسرة دوراً كبيراً فى تشكيل ونمو شخصية الطفل من خلال العلاقات الإجتماعية الحميمة، حيث أنها وحدة ديناميكية تهدف إلى نمو الطفل اجتماعياً(Stien, 2005) .
فللأسرة أهمية كبيرة فى تنشئة الأبناء من خلال التفاعل بين الأبناء وأسرهم حيث يكتسبوا عاداتهم وتقاليدهم وقيميهم ، وإذا كانت الأسرة بصفة عامة والأم بصفة خاصة يؤثران فى الأسلوب الذى يضبط به الأبناء سلوكهم، وفى تنمية سماتهم وقيمهم، فإنهم يمدوهم أيضاً بالخبرات التى يحتاجونها لتفهم قدراتهم وحاجاتهم وطرق استجابتهم للآخرين (جيهان أبو ضيف، 2011).
ويأتي فى مقدمة العلاقات الأسرية التى تؤثر فى نمو الطفل علاقته بأمه، لأن تربية الطفل فى سنواته الأولى المبكرة مسئولية الأم ، وأي تأثير يحدث على سلوك الطفل الإجتماعي ينشأ من الخبرات الإجتماعية المبكرة مع الأم، ليس ذلك فقط بل تتأثر شخصيتة وإتجاهاته نحو المجتمع الذي يعيش فيه (فاطمة عواد، 2005).
ولاشك أن إدارة عملية التنشئة التى تقوم بها الأم ليست من الأمور السهلة، فقد تحول أحيانا بعض العوائق دون نمو هذه العلاقة نمواً سوياً وسليماً، وبالتالى تؤثر على صحة الطفل النفسية، وقد تتمثل هذه العوائق فى ممارسة الأم لبعض الأساليب الخاطئة فى التعامل مع أبنائها، أو عدم معرفتها بالأساليب الفعالة والصحيحة لمساعدة الطفل فى النمو السوي، أو نقص فى المعارف والمعلومات التي تساعد الأم على التعرف على طبيعة المرحلة العمرية لنمو الطفل وكذلك متطلبات النمو (سامية منيسي، 2001).
ولكي تنجح الأم في القيام بهذا الدور الحيوي في حياة الطفل لا يكفي أن تعتمد على ما لديها من غرائز ودوافع الأمومة التي فطرها الله عليها، بل يجب أن تضيف عليها وتدعمها بما تحصل عليه من المعارف والمعلومات والمهارات عن طريق التجربة والاستماع لآراء المتخصصين في مجال علم النفس والتربية والإسترشاد بنصائحهم وتوجيهاتهم فى حل كل ما يصادفها من مواقف مشكلة مع الطفل، وعلى الأم أن تدرك أن دورها هذا له قواعده وأصوله، ولابد وأن يكون هناك تخطيط واع دقيق للقيام به، وكذلك تدخل فى حسبانها أن مقومات القيام بهذا الدور هو امتلاك المعارف والمعلومات التي تساعدها على ذلك (Hale, 2002) ، (Ferrer, Hillie & Mccr, 2001).
فتنمية قدرة الأم على تحقيق دورها بشكل أفضل يعتبر بمثابة عوامل وقائية لحماية أطفالها من المشكلات والمخاطر التي يمكن أن تنجم عن عدم إمتلاك الأم لمهارات التعامل مع أبنائها، فوعي الأمهات بأساليب التنشئة يجنبها الأساليب الخاطئة وغير الفعالة لضبط سلوك الطفل(Spoth & Redmond, 1995)، كما يجب على الأم أن تعرف ما هي الأساليب السوية والفعالة في عملية التقويم وتهذيب السلوك وتأثيرها القوي على مهارات الأبناء الإجتماعية، لأن هذه الأساليب ستساعد الطفل على النمو بطريقة سوية (Farrington & Baladry, 2000).
وللمهارات الاجتماعية أهمية كبيرة في حياة الناس اليوم، فالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي يمر بها المجتمع تتطلب من الأفراد أن يكونوا على وعي بالمهارات التي تمكنهم من التلاؤم والتكيف مع ظروف المجتمع، فهي ضرورية في جميع مواقف الحياة المختلفة. حيث لا يمكن تصور أن يعيش الإنسان في كهف منعزل عن العالم، ولا يمكن تحقيق وجود إنساني سليم دون إدراك الوجود الاجتماعي بكل صوره، فالإنسان كائن إجتماعي مفطور على الحياة الاجتماعية، يحمل في أعماق نفسه غريزة حب الاجتماع والعيش ضمن الجماعة (خولة البلوي ، 2004).
وتعتبر المهارات الاجتماعية من العناصر المهمة التي تحدد طبيعة التفاعلات اليومية للفرد مع المحيطين به في السياقات المختلفة، والتي تعد في حالة اتصافها بالكفاءة من ركائز التوافق النفسي على المستوى الشخصي والمجتمعي. ومن أبرز المزايا المترتبة على ارتفاع مستوى تلك المهارات: تمكين الفرد من إقامة علاقات وثيقة مع المحيطين؛ والحفاظ عليها، من منطلق أن إقامة علاقات ودية يعد من بين المؤشرات الهامة للكفاءة في العلاقات الشخصية . فالفرد يحيا في ظل شبكة من العلاقات التي تتضمن الوالدين والأقران والأقارب والمعلمين ومن ثم فإن نمو تلك المهارات ضروري للشروع في إقامة علاقات شخصية ناجحة ومستمرة معهم (عبد الحليم محمود وآخرون، 2003).
ويؤكد (حامد زهران، 2005)، ودراسات (نادية الزيتي، 1993)، (محمد بخيت، 1999) ، (سمية جميل، 2003) ، (اعتماد عبد الحميد، 2003)، (إسماعيل بدر، 2004)، (ريماء عبد العزيز، 2015)، (دعاء عبد السلام، 2017)، (Turner, 2002)، (Dyson & lily, 2002) ، (Summers ,et .al, 2003) على أهمية البرامج الإرشادية التدعيمية لتوعية أمهات الأطفال بأساليب التنشئة لتغيير إتجاهاتهن وأرائهن نحو تلك الأساليب في المواقف الحياتية المختلفة، وإكسابهن المعلومات والمهارات الحياتية المختلفة.
مشكلة البحث :
لما كان أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل، فإنه قد رسخ لدينا قناعة بأهمية إعطاء هذه المرحلة من العمر القدر الكافى من الدراسة والبحث محاولين التعرف على العلاقة بين الأم والأبناء، فمن أهم العلاقات التى ينشأ فيها الطفل وخاصة فى السنوات الأولى من حياته علاقته بوالديه وعلى الخصوص علاقته بأمه. حيث تبدأ هذه العلاقة فى الشهور الأولى من حياته فهى تعتبر من أهم العلاقات التى يكونها الطفل خلال السنوات الأولى من عمره، حيث تحدد خبرات الطفل الأولى مع أمه علاقته بباقى أفراد الأسرة، فالأم ليست أول خطوات الفرد نحو الإرتباط بالغير فقط ولكنها أيضاً نموذج لعلاقات إجتماعية تالية (إيمان عبد الحليم، 2012).
وتعتبر السنوات الأولى فى حياة الطفل فترة حيوية وهامة إلى أقصى الحدود فمن خلالها يوضع الأساس من أجل بقاء الطفل ونموه وإنجازاته اللاحقة فالأطفال يحتاجون إلى التنشئة الصحية السليمة وإلى البيئة الآمنة الفعالة لذلك فإن التنشئة المبكرة للأطفال تقع فى صميم التنمية البشرية السليمة كما أنها حق إنسانى أساسى للغالبية العظمى من أطفال العالم منذ ولادتهم (سناء زهران، 2011).
ويعد بناء وتنمية المهارات الإجتماعية لدى الأبناء هي أحد متطلبات الصحة النفسية السليمة وذلك لأنها تتيح للفرد التعرف على قدراته وإمكانياته بحيث يستخدمها فى حل ما يصادفه من مشكلات وصعوبات مما يترتب عليه تقبل الفرد لذاته وتقديره لها وشعوره بتقدير الآخرين وهي أمور تكسب الفرد مزيد من الثقة بالنفس والإحساس بتأكيد الذات (نبيه إسماعيل، 2001).
يضاف إلى ذلك أن ذوي المهارات الاجتماعية المنخفضة لديهم صعوبة في فهم وتفسير سلوك ومقاصد الآخرين على نحو قد يستدعي ردود أفعال دفاعية قد تؤثر سلبا على العلاقة معهم، كان من الممكن تجنبها في حالة الفهم الدقيق لسلوكهم. ومن هذا المنطلق فقد أصبح من المتفق عليه أن المهارات الاجتماعية من المحددات الرئيسية لنجاح الفرد أو فشله في المواقف المتنوعة، فهي التي تمكنه في حالة ارتفاعها من أداء الاستجابة المناسبة لموقف بفاعلية وفي المقابل فإن ضعفها يعد أكثر العوائق في سبيل توافق الفرد مع الآخرين (سليمان عبد الواحد، 2010).
وحيث أن الأم تعد هى المسئولة الأولى عن تنشئة الأطفال وتربيتهم وتلبية إحتياجاتهم خاصة فى سنوات عمرهم الأولى حيث لا يستطيعون خدمة أنفسهم بأى صورة من الصور (كاوردل بيلامى، 2000) ، لذا فإن نقص الوعي لدى الأمهات بمطالب النمو وحاجات الطفولة وعدم معرفة الأساليب السليمة فى تربية الأطفال يوقعهم عن غير قصد فى كثير من الأخطاء التى تؤثر على أطفالهم أسوأ الأثر، وأيضاً يؤثر المستوي الثقافى والإجتماعي على إنتقاء الأمهات الأدوات التربوية التى يستخدمونها مع تنشئة الطفل، فمستوي تعليم الأم يعتبر خلفية ثقافية تساعد الأم على بناء وصقل شخصية الطفل وتكوين الإطار المرجعي للأم من القيم والعادات والأخلاق ويساعدها على اتباع أساليب تعامل سوية مع الأبناء، كما أن خروج الأم للعمل يثير جدلاً كبيراً فى مدي تأثيره على تماسك الأسرة وعلى أساليب المعاملة التى تستخدمها الأم العاملة مع أبنائها (إيمان عبد الحليم، 2012).
فالتنشئة الإجتماعية للأطفال لابد أن تتم وفق أسس وقواعد تتميز بالسواء في وجود علاقة خاصة قوية يشعروا من خلالها بتشجيع الوالدين وتقبلهم لهم، كما يجب أن تبتعد عن أساليب المعاملة التي يسودها الإهمال والرفض والتسلط والنبذ والكراهية وإثارة الألم النفسي (نجوي عبد الجواد، 2003).
وتوضح فيولا الببلاوي (2009) أن العلاقات الأسرية تؤثر على سلوك الأبناء، فالأم المتسلطة الرافضة تنتج أبناء خاضعين غير واثقين في أنفسهم وغير قادرين على الإستقلال وحرية إتخاذ القرار وغير متوافقين، ويعتمدون على الآخرين في حل مشاكلهم، كما لا يشعرون بالأمن فيكذبون أو يعتدون على ممتلكات الآخرين، بينما الرعاية الأسرية السوية للطفل على أساس ثقة الطفل بنفسه تخلق لديه السلوك الإجتماعي الناضج في التعامل مع الآخرين.
وأكدت (نجوي عبد الجواد، 2003) على ضرور إتباع الوالدين الأسلوب الديمقراطي في تنشئة الأبناء حيث يسمح بمنح حرية التصرف والتعبير وتعبير الطفل عن نفسه حتي يكون على درجة من الصدق في التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين في إتخاذ القرارات وتحمل المسئوليات.
وأتفقت دراسة (Chen, 2000) ، (Mukillips, 2002) في أهمية دور الأم في تدعيم المسئولية الإجتماعية من خلال ممارستها وتعويد الأطفال عليها، وأنه كلما أتيحت فرص اتخاذ القرارات كلما زادت القدرة على تحمل المسئوليات لدى الأبناء وأكدت دراسة (Barney, 2003) وجود ارتباط دال بين الإلمام بالمعلومات عن المسئوليات الإجتماعية والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسئوليات لدي الأطفال
كما وجدت كلا من (نادية أبو سكينة، 1984) (وفاء شلبي وفاطمة إبراهيم، 1996) علاقة إرتباطية موجبة دالة بين المستوي الإقتصادي والإجتماعي للأسرة وقدرة الأبناء على إتخاذ القرارات وتحمل المسئوليات.
وتوصلت دراسة كامل عمر(2012) إلي أن أنماط المعاملة الوالدية للأبناء تؤثر على قدرتهم على إدارة الوقت، ووجدت علاقة إرتباطية سالبة دالة بين كلاً من تعليم الأب، ودخل الأسرة، والوعي بقيمة الوقت، وأنماط المعاملة الوالدية الإيجابية.
وأشارت كلا من (وفاء شلبي، 1990)، (زينب حقي، 1996) ، (رشا زاكور، 2005) إلي ضرورة تشجيع الآباء على مشاركة الأبناء في إتخاذ القرارات وتحمل المسئولية داخل المنزل مما يسهم في رفع مستوي المسئولية الإجتماعية لديهم.
وحيث أن الفترة الأخيرة شهدت تطوراً هائلاً في وسائل الإتصال بفضل التقدم العلمى والثورة التكنولوجية التى يشهدها القرن، ففرضت وسائل الإتصال نفسها ودخلت البيوت وأصبح لها دور لا يستهان به كأحد المؤسسات الهامة لمصادر المعلومات (سامية جابر ونعمات عثمان، 2003). فقد أصبح لوسائل الإتصال دوراً فعالاً فى انتشار الأفكار والمعلومات الجديدة مع التطبيق على المجالات العامة والمتخصصة (حسن محمد، 2001) .
حيث يكتسب الإنسان تسعة أعشار معلوماته عن طريق البصر، كما ان استيعابه للمعلومات يزداد بنسبة 35% عند استخدام الصورة والصوت في آن واحد. كما تطول مدة احتفاظه بهذه المعلومات عندئذ بنسبة 55% (داليا حنفي، 2003).