Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ضـغـوط الـبـيـئة الـفـيـزيـقـيـة وعـلاقـتـهـا بالاحـتــراق النـفسـي لــدى
الأطــفـال الـمـعرضـيـن للـخـطـر بـالـمـناطـق الـعـشـوائـيـة /
المؤلف
إبراهيم، بسنت عدلي حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / بسنت عدلي حسن محمد إبراهيم
مشرف / جمال شفيق احمد
مشرف / فاطمة يوسف القلينى
مشرف / أحمد فخري هاني
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
185ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة (العلوم الاجتماعية)
تاريخ الإجازة
24/5/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - معهد الدراسات والبحوث البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

الملخص
- الـمـقـدمـــة :
نرى يوميًا أطفال ملابسهم رثة ممزقة لا تحمي من برد ولا حر ولا مطر وأجسادهم نحيلة هزيلة يعانون من الجوع والبؤس وعيونهم زائغة تبحث عن الأمان المفقود, ويخافون بل مرعوبون من مستقبل مظلم هؤلاء هم أطفال محترقون نفسيًا إنهم أطفال المناطق العشوائية.
وقد نرى البعض منهم يبحث عن بقايا طعام فاسد لحياته المحطمة في صناديق القمامة, هم أطفال معرضون للاستغلال والاتجار بهم, وهم الذين نتأفف منهم من إلحاحهم ثم نتأسى شفقة عليهم ثم نمضي ونعود إلى منازلنا نأكل ونحتضن أبناؤنا نسمع نشرات الأخبار, نقرأ الصحف ونشاهد البرامج التليفزيونية التي من الممكن أن يكون بها أحاديث ومناقشات علمية عن حماية هؤلاء الأطفال (الأطفال المعرضون للخطر) ونستمتع بهذه الحوارات العلمية المثمرة ثم ننام في دفء وأمان لنرى نفس المشاهد في اليوم في اليوم التالي ... وهكذا.
- مـشـكـلـة الـدراســــة :
يواجه الطفل المصري العديد من المشكلات التي تؤثر سلبًا على حياته وأسرته, ونظرًا لعديد من العوامل ظهرت لنا فئة أطفال تخلت عنهم أسرهم أو تخلوهم هم عن أسرهم, هؤلاء الأطفال يعيشون معرضين لكافة أنواع المشكلات والانحراف والأمراض والاعتداءات بدون أي حماية أو اهتمام ليواجهوا مصيرهم المجهول.
وهكذا ظهرت هذه المشكلة لتمثل إحدى مشكلات الطفولة في مصر وقد بدأت تتفاقم نظرًا لما يمر به المجتمع المصري من تغيرات اقتصادية واجتماعية بصورة سريعة ومضطردة وعلى هذا ظهرت مشكلة الأطفال المعرضين للخطر أو الانحراف وقد يصبح كل منهم مشروعًا لمجرم خطير في المستقبل من المشاكل الهامة التي يجب أن تشغل اهتمامات المجتمع المصري لما لها من أبعاد وما يترتب عليها من آثار في شتى النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والأمنية لأنها تعني أن مجموعة غير قليلة من أ[نائه في طريقهم إلى عالم الجريمة والانحراف وما تكشفه عن وجود خلل واضح في أجهزته وأساليب التنشئة وأهمها الأسرة والمدرسة بالإضافة إلى ما تعكسه بصدق من مشاكل عدم التكيف الاجتماعي ومشاكل الأسرة والبيئة في كل مظاهرها وأسبابها والتي تؤدي في النهاية إلى تعرض هؤلاء الأطفال للانحراف ومما لا شك فيه أن هذه المشكلة تستحق الدراسة والبحث وذلك في وجود ندرة من الدراسات التي تناولت تلك المشكلة وعلى هذا فقد تحددت مشكلة الدراسة في التعرف على ضغوط البيئة الفيزيقية وعلاقتها بالاحتراق النفسي لدى الأطفال المعرضون للخطر والانحراف.
كما إن الإقامة في بيئة عشوائية فقيرة توجد مفاهيم وأخلاقيات وأساليب معيشة وأنماطًا سلوكية تتوافق مع المظاهر السائدة في هذه البيئة التي تتفاقم فيها الأوضاع من الناحية الصحية والتعليمية والأخلاقية ومن الطبيعي أن تعكس هذه الظروف السيئة أثرًا سلبيًا على الطفل أخلاقيًا وعلميًا وصحيًا تحول دون قيمة بدوره المنوط به كما يتوقعه هو أو يتوقعه الآخرون مع ظهور بعض المشاكل سواء فيما يتعلق بالتكيف أو السيطرة على التحديات التي تواجهه.
ويمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية :
1. هل توجد علاقة ارتباطية بدالة إحصائيًا بين مستوى ضغوط البيئة الفيزيقية والاحتراق النفسي لدى عينة من الأطفال المعرضين للخطر بالمناطق العشوائية ؟
2. هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الأطفال الذكور والإناث في مستوى الاحتراق النفسي لدى الأطفال المعرضون للخطر بالمناطق العشوائية ؟
3. هل توجد فروق دالة إحصائيًا بين الأطفال الذكور والإناث في مستوى الإدراك البيئي الفيزيقي من المعرضين للخطر بالمناطق العشوائية ؟
- أهــداف الــدراســــة :
تهدف الدراسة الحالية إلى الإجابة على التساؤل الرئيسي الآتي :
• هل هناك علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين ضغوط البيئة الفيزيقية ودرجة الاحتراق النفسي لدى الأطفال المعرضون للخطر في المناطق العشوائية ؟
ولتحقيق هذا الهدف فلابد للباحثة التعرف على الآتي :
1. المظاهر البيئية الحياتية والأسرية التي يعيش فيها الطفل في المناطق العشوائية.
2. مدى ارتباط المسكن والمنطقة والمدرسة بالاحتراق النفسي للأطفال المعرضين للخطر بالمناطق العشوائية.
3. التعرف على الفروق بين الأطفال المعرضين للخطر من الجنسين في درجة الاحتراق النفسي.
- أهـمــيــة الـــدراســة :
ما من أمة تسعى لأن تحتل مكانًا مرموقًا بين الأمم, إلا وأولت أطفالها اهتماما بالغًا نستطيع من خلالهم بناء جيل واع متمثلاً في ثقافته أولاً ثم قادرًا على التكيف مع ظروف البيئة الخارجية ومعطيات التكنولوجيا الحديثة, ولكن الضغوط الداخلية والمتمثلة في ظروف البيئة الفيزيقية بالإضافة إلى ظروف المجتمع ومشكلاته التي يتعرض لها الطفل تؤدي إلى استنزاف جسمي وانفعالي وأهم مظاهر هذا الاستنزاف فقدان الاهتمام بالذات أو بالآخرين وتبلد المشاعر ونقص الدافعية والأداء النمطي ومقاومة التغيير وفقدان الابتكارية والشعور المتكرر بالإحباط والنظرة السلبية الذات والإحساس باليأس والعجز والفشل ويضاف إلى ذلك أعراض فسيولوجية, وافتقاد الأطفال للدعم الاجتماعي ومهارات التكيف يؤدي إلى وقوع هؤلاء الأطفال فريسة للاحتراق النفسي Psychological Burnout.
إن الضغوط النفسية والفيزيقية كما يرى بعض الباحثين هي بشكل عام تعتبر سمة من سمات الحياة منها في بعض مستوياتها قد تكون مطلوبة إن لم تكن ضرورية وذلك لتحفيز الفرد ودفعه إلى الانحياز وتحقيق النجاح غير أن زيادتها عن الحد المناسب قد تفضي إلى مشكلات يصعب حلها لما لها من آثار سلبية على الصحة النفسية والعقلية والبدانية, ذلك أن عدم الاهتمام بهذه الضغوط بشتى أنواعها وبشكل مناسب وقد يؤدي إلى تفاقم الوضع وحدوث حالات الاحتراق النفسي Psychological Burnout.
ولعل نقطة البدء في تناول مشكلة الأطفال المعرضين للخطر يكون من خلال تعميق الإحساس بخطورتها حيث تكتسب أهمية خاصة في الوقت الراهن في ضوء الحقائق التالية :
1. إن مشكلة الأطفال المعرضين للخطر تمس قضية احترام حقوق الإنسان الاجتماعية والحفاظ عليها, حيث أن الحقوق الممنوحة للطفل قد تكون غير حقيقية في معظمها, ولا تعتبر عن الاحتياج الحقيقي للطفل لأنها عبارة عن مجموعة الأنشطة والبرامج التي وضعت للرعاية الاجتماعية والتي يتلقاها الطفل من المجتمع, ومحددات منح الحق, والإستراتيجيات والسياسات التي يتبناها المجتمع.
2. الطفل منتج اجتماعي بمعنى أنه حصيلة مدجلات اقتصادية, واجتماعية, وسياسية وبيئية من جانب ومخرجات اقتصادية, واجتماعية, وسياسية من جانب آخر, وهذا يعني أن مشاكل الطفل هي حصاد لتراكمات تاريخية ومجتمعية ممتدة من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتجسد حصادها في المواطن العامل المنتج للمجتمع.
3. إن اتساع الفجوة الاقتصادية الاجتماعية سيقود حتمًا إلى ازدياد مشكلة الأطفال المعرضون للخطر أو الانحراف في الحاضر والمستقبل, وهذا بدوره سيؤدي إلى انتشار العنف والبلطجة, وذلك من خلال استفادة الكيانات الإجرامية المنظمة والإرهابية من هؤلاء الأطفال, إذ تتخذ هذه الكيانات من هؤلاء الصغار أدوات مساعدة في الترويج والتوزيع للمنوعات أو إحداث الاضطرابات والعنف والبلطجة للاستفادة من ميزة الأنظمة الخاصة المقررة لمساءلتهم أو استغلالهم في الأعمال المتصلة بالدعارة والفسق والتسول والأعمال الهامشية.
وهكذا أصبحت ظاهرة الأطفال المعرضين للخطر من الظواهر التي يجب أن تشغل مساحة كبيرة من اهتمامات المجتمع المصري لما لها من أبعاد وما يترتب عليها من آثار وخطورة شديدة في شتى النواحي الاجتماعية والأمنية وما تكشفه عن وجود خلل واضح في أجهزة وأساليب التنشئة الاجتماعية وأهمها الأسرة والمدرسة, هذا بالإضافة إلى ما تعكسه بصدق من مشاكل عدم التلطيف الاجتماعي ومشاكل الأسرة والبيئة في كل مظاهرها وأسبابها, فينقلبون شرًا على أنفسهم وعلى المجتمع مما يكلف المجتمع تكلفة باهظة في الحاضر والمستقبل نتيجة عدم التصدي لمشكلة هؤلاء الأطفال وتشير بالتحديد إلى النتائج السلبية لهذه المشكلة على الاستقرار السياسي والأمني الذي تتطلع إليه البلاد, فوجود أعداد متزايدة من الأطفال الساخطين الذين يفقدون الرعاية أو التوجيه أو الانتماء يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي وتهديد كل إنجاز اجتماعي أو اقتصادي للبلاد.
وبالرغم من اهتمام العديد من الدراسات والبحوث المصرية بقضايا الطفل التي تناولت مشكلة أطفال الشوارع, وذلك لحداثة استخدام مصطلح (الأطفال المعرضون للخطر) على المستوى الأكاديمي في مصر, وإنما يتم الاستدلال عليه من مصطلح المعرضين للانحراف كما يتمركز اهتمام معظم الدراسات بمشكلة انحراف الأحداث وأنماط الرعاية التي تقدم لهم من خلال منظور صحي وأخلاقي, أما في مجال علم النفس قد جرى التركيز على بحث ودراسة السمات الشخصية أو المزاجية للحدث الجانح وكذلك برامج التوجيه والعلاج النفسي للأحداث الجانحين. وفي مجال القانون اهتمت الدراسات القانونية ببحث المعاملة العقابية لجناح الأحداث والتكيف القانوني لانحرافهم وأنماط الرعاية والتدابير القانونية لهذه الفئة من فئات المجتمع والجمع بين المعرضين للانحراف والمنحرفين من الصغار في قانون واحد أدى إلى غلبة الصبغة الجنائية عند صياغة المشرع للقانون وضع أحكامه, وانعكس ذلك بأن حجب المشرع نفسه عن تطوير الأحكام المتعلقة بالمعرضين للانحراف وابتكار أساليب وسياسات أكثر بالنسبة لهم واكتفاء منه بما قام به بشأن الصغار المنحرفين, والذين طبقت عليهم الأحكام الخاصة بالمجرمين, كما خلطت نتائج البحوث والدراسات بين مشكلة الأحداث المعرضين للانحراف وبين الأحداث الجانحين وذلك إعمالاً بأن القانون يجمع بينهم في قانون واحد وإزاء أوجه القصور في الدراسات التي عنيت بهذه المشكلة, وفي إطار هذه الأهمية وغياب الاهتمام بموقع مشكلة الأطفال المعرضين للانحراف وعدم تحديد موقع المشكلة وملامحها وخصائصها والعوامل والأسباب التي قد تساعد على فهم المشكلة والتصدي والحد منها لأن الوقاية من الانحراف هي أقصر الطرق لمنع الجريمة وعلى هذا تبدو الحاجة ماسة إلى تناول جديد للمشكلة مع الوضع في الاعتبار الأبعاد المختلفة لها.
ومن هنا برزت الحاجة إلى تسليط الضوء على الاحتراق النفسي الذي يعد إحدى نتائج الأزمات النفسية الخطيرة على الأطفال الذين من المفترض أن يصبحوا من الكوادر البشرية العاملة في يوم ما والذي يؤثر سلبيًا في الجانب الاجتماعي, والصحي, والنفسي للأطفال الذين يعانون منه, وبناءً على ما تقدم فإن البحث الحالي يمثل أهمية وحاجة علمية تطبيقية وعلمية نظرية يمكن تلخيصها في الآتي :
1. تمثل الدراسة الحالية إضافة علمية متواضعة في مجال البحث العلمي مما يمكن له أن يقدمه من مادة علمية لموضوع الاحتراق النفسي والأطفال المعرضون للخطر.
2. للدراسة الحالية أهمية علمية تتعلق بما يمكن أن يتوصل إليه من نتائج من خلال التطبيق الميداني الذي تقوم به الدراسة على عينة من مجتمع البحث لمعرفة الاتجاه السائد لدى هذه العينة ومدى معاناتهم من الاحتراق النفسي.
ومن هنا جاءت الدراسة الحالية للتعرف على علاقة بعض المتغيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية بمشكلة الأطفال الذين تعرضوا للخطر أو الانحراف في المجتمع المصري للتعرف على الخصائص والأسباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية والتعليمية والصحية لهذه المشكلة لإيجاد فهم واقعي شمولي لطبيعة المشكلة وهذا ما تهدف إليه الدراسة للوصول إلى إمكانية صياغة رؤية أو تصور لكيفية مواجهة المشكلة والتصدي ها.
مـفـاهـيـم الــدراســة :
تتحدد مفاهيم الدراسة فيما يلي :
1- الاحتراق النفسي Psychological Burnout :
مصطلح يستخدم في وصف عرض من الإرهاق الانفعالي وتعابير تظهر كاستجابة للضغوط والإجهاد, ويمكن تحديد ثلاثة عناصر رئيسية عند دراسة الاحتراق النفسي :
• الإجهاد الانفعالي : حيث يشير الفرد أنه لم يعد لديه ما يقدمه للآخرين سواء كان ذلك انفعاليًا أو نفسيًا, تبلد المشاعر : فالفرد يتعرض للعزلة النفسية والتباعد الاجتماعي التي تؤثر سلبًا في حياته الشخصية والمهنية فقد يضع الفرد مسافة بينه وبين الآخرين المتعاملين معه وقد عمل بداخله اتجاهات سلبية تجاه الآخرين, نقص الإحساس بالانحياز الشخصي : حيث يشعر الفرد بأنه لم يعد فاعلاً أو مؤثرًا مع زملائه أو غيرهم ويعد الاحتراق النفسي عبارة عن مجموعة من الأعراض المتمثلة في الإجهاد الذهني والاستنفاذ الانفعالي والتبلد الشخصي والإحساس بعدم الرضا, فهو المحصلة النهائية للضغوط البيئية منها والنفسية, كما يتسم الاحتراق النفسي بحالة من الثبات النسبي فيما يتعلق بالتغيرات فغالبًا ما يكون نتيجة للضغوط النفسية التي لا تحظى بالاهتمام ولا تجد المساندة الفردية على الوجه الذي يؤدي إلى تلطيف آثارها والحد من مضاعفاتها, فالضغوط النفسية يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية ولكن الاحتراق النفسي يكون دائمًا وأبدًا سلبيًا.
ويجب الإشارة إلى أن مصطلح الاحتراق النفسي وردت فيه تعريفات كثيرة في الأبحاث والدراسات التي تناولت هذه الظاهرة ولكن بالرغم من ماهية الاختلاف بين هذه التعريفات إلا أن هناك نقاطًا تجمع عليها معظم الباحثين وهي أن الاحتراق النفسي عبارة عن خبرة نفسية سلبية داخلية تتضمن المشاعر والاتجاهات والدوافع وتشمل استجابات سلبية وغير ملائمة نحو الغير ونحو الذات وأن الاحتراق النفسي يحدث على المستوى الفردي.
ويعد فرويد بزجر Freudend Berger أول من استخدم هذا المصطلح في أوائل السبعينات للإشارة إلى الاستجابات الجسمية والانفعالية لضغوط العمل لدى العاملين في المهن الإنسانية الذين يرهقون أنفسهم في السعي لتحقيق أهداف صعبة والتي تخص مساعدة الآخرين.
وأشارت ماسلاش (Maslach, 1982) إلى أن الاحتراق النفسي يعرف بأنه ” متلازمة أو مجموعة أعراض الإجهاد العصبي واستنفاد الطاقة الانفعالية, والتجرد عن الخواص الشخصية, والإحساس بعدم الرضا عن الإنجاز الشخصي في المجال المهني, وهي مجموعة أعراض يكن أن تحدث لدى الأشخاص الذين يؤدون نوعًا من الأعمال التي تقتضي التعامل المباشر مع الناس.
حــدود الــدراســة :
تتحدد الدراسة بالعينة التي تقتصر على مجموعة من الأطفال المعرضين للخطر بالمناطق العشوائية ” منطقة مشية الصدر ” في المدارس الإعدادية للعام الدراسي 2012 – 2013 م.
تـسـاؤلات الـدراســـة
1. هل توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائية بين مستوي ضغوط البيئة الفيزيقية والاحتراق النفسي لدي عينة من الأطفال المعرضين للخطر بالمناطق العشوائية ؟
2. هل توجد فروق دالة إحصائية بين الأطفال الذكور والإناث في مستوي الاحتراق النفسي لدي الأطفال المعرضون للخطر بالمناطق العشوائية ؟
3. هل توجد فروق دالة إحصائيا بين الأطفال الذكور والإناث في مستوي الإدراك البيئي الفيزيقي لدي الأطفال المعرضون للخطر بالمناطق العشوائية ؟
مــنـهـج الــدراســــة :
• استخدمت الباحثة المنهج الصوفي الإرتباطي في الدراسة.
عـيـنـة الــدراســة :
طبقت أدوات الدراسة على مجموعة من أطفال العشوائيات المعرضون للخطر بلغ عددهم (300) طفل من الذكور والإناث, منهم (150) من الذكور, وتتراوح أعمار الإناث ما بين (9 - 12) عامًا بمتوسط عمري قدري (10.8) وانحرافا معياريًا قدره (1.21) عامًا.
وقد أخذت العينة من مدرستين من المدارس الابتدائية والإعدادية من منطقة منشية ناصر ومراكز الإقامة المؤقتة بالمقطم والطوب الرملي بجمعية قرية الأمل وذلك في النصف الثاني من العام الدراسي (2012 - 2013).
ضــوابـط ومـعـايـيـر اخـتـيــار الـعـيـنــة :
1. أن تكون عينة الدراسة من الأطفال المقيمين في المناطق العشوائية مثل منشية ناصر بالقاهرة.
2. أن تكون العينة من الأطفال المعرضون لخطر الذين يعيشون في بيئة فيزيقية متدهورة ومتدنية لحد كبير من مسكن وتهوية ونظافة .. الخ, داخل المنزل والمدرسة ومستوى اقتصادي وثقافي واجتماعي متدهور.
3. أن تكون عينة الدراسة خالية من الإعاقة البدنية أو الحسية أو العقلية.
4. أن تتراوح أعمار العينة ما بين (9 - 12) عامًا.
5. أن تضم عينة الدراسة أعدادًا متقاربة من الذكور – الإناث من الأطفال المعرضين للخطر من القاطنين في المناطق العشوائية, على أن يتم التجانس بين أفراد العينة من حيث (العمر الزمني – بيئة فيزيقية متدهورة – مستوى اقتصادي واجتماعي متدني).
6. كما روعي عند اختيار عينة الدراسة أن تكون هؤلاء الأطفال ملتحقين بالمدرسة ومنتظمين, وتم استبعاد التلاميذ الباقون للإعادة لأن ذلك قد يسبب أثر سيء في نفوسهم من حولهم ويؤثر على نتائج الدراسة الحالية.
7. كما روعي أيضًا في اختيار العينة استبعاد من ينقص أو يزيد عمرهم الزمني عن الفئة العمرية المحددة.
8. كما روعي عند اختيار العينة أن يكون عدد أفراد العينة متساوي بين الذكر والأنثى حتى تكون العينة متجانسة.
9. ورغم توقع الباحثة أن تكون الأعداد مختلفة إلا أنه بعد مراعاة الشروط السابقة الواجب توافرها في العينة فقد كانت المختارة من الذكور (150) ذكر ومن الإناث (150) أنثى.
10. روعي عند اختيار العينة أن تكون في المراحل الدراسة الآتية :
1. السادس الابتدائي والأول الإعدادي حيث أن هذه المراحل تقع في المرحلة العمرية من (9 - 13) سنة هي الفئة العمرية المحددة في الدراسة الحالية.
تم تقسيم العينة إلى مجموعتين الأولى من الأطفال المعرضين للخطر ضمت (150) من الذكور والإناث منهم (75) من الذكور و (75) من الإناث, والثانية من غير المعرضين للخطر من المقيمين في مدينة نصر ضمت (150) طفلاً من الذكور والإناث منهم (75) من الذكور و (75) من الإناث.
جدول (1)
يوضح دلالة الفروق بين متوسطي الأطفال المعرضين لضغوط البيئة الفيزيقية والأطفال غير المعرضين على مقياس الاحتراق النفسي
المتغير المجموعة العدد م ع قيمة (ت) مستوى الدلالة
الاحتراق النفسي التجريبية 150 173.06 10.11 6.67 0.001
الضابطة 150 92.88 25.87
وللتحقق من صحة الفرض, حسبت الباحثة قيمة ” ت ” للعينات بين متوسطي درجات مجموعة الأطفال المعرضون للضغوط البيئية الفيزيقية وبين مجموعة الأطفال غير المعرضين ويوضح الجدول رقم (5) دلالة الفروق بين المجموعة المعرضين لضغوط البيئة الفيزيقية وغير المعرضين بالنسبة لمستوى الاحتراق النفسي حيث أتضح أن قيمة ت = 6.67 وهي قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة 0.001 حيث تشير هذه النتيجة إلى صحة الفرض.
ويشير الجدول إلي فروق دالة إحصائية بين متوسطي درجات الأطفال المعرضين لضغوط البيئة الفيزيقية والأطفال غير المعرضين علي مقياس الاحتراق النفسي .
جدول (2)
يوضح دلالة الفروق بين الذكور والإناث من المجموعة التجريبية في مستوى
الاحتراق النفسي
المتغير المجموعة العدد م ع قيمة (ت) مستوى الدلالة
الاحتراق النفسي الذكور 75 124.6 10.11 8.41 0.001
الإناث 75 173.9 12.71
إجمالي العدد 150
يتضح من الجدول رقم (2) صحة الفرض الثاني حيث أن الإناث يعانين من مستوى أعلى من الاحتراق الذاتي أكثر من الذكور نتيجة لتعرضهم لضغوط البيئة الفيزيقية التي يعيشون فيها والمتمثلة في (المسكن – المدرسة – الحي).
جدول رقم (3)
يوضح العلاقة الارتباطية الدالة إحصائيًا بين درجات ضغوط البيئية الفيزيقية والاحتراق النفسي.
المتغير معامل الارتباط مستوى الدلالة
ارتباط مستوى الاحتراق النفسي بالإدراك البيئي الفيزيقي 0.87 0.001
يتضح من الجدول السابق أنه توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيا بين درجات ضغوط البيئة الفيزيقية والاحتراق النفسي لدي كلا من الأطفال الذكور والإناث في المناطق العشوائية ويشير إلي مدي الارتباط بين درجات الضغط البيئية الفيزيقية والاحتراق النفسي.
الـنـتـائـج الـعـامـة للـبـحـث :
11. الأطفال المعرضون لبيئة فيزيقية سيئة يعانون من ضعف في البناء النفسي مما يتيح للمحفزات العدوانية أن تعبر عن نفسها.
12. عدم النضج الاجتماعي والانفعالي والاعتماد الدائم علي الأجرين.
13. عدم الوعي بالمفاهيم الصحيحة للطفولة أو الأمومة أو الأبوة أو التعليم أو التربية.
14. قلة التواصل الاجتماعي والانفعالي مع الأبناء أو التلاميذ.
15. الفقر والبطالة وانخفاض مستوي التعليم.
16. عدم الثبات الانفعالي وارتفاع درجة الاضطراب الانفعالي لديهم.
الـتوصـيـات :
في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج أمكن للباحثة الخروج بالتوصيات التربوية الآتية :
1. الاهتمام بالأطفال من جميع الجوانب المحيطة بهم لأن إحساسهم بالاهتمام والمساندة يقلل من الاحتراق النفسي لديهم.
2. محاولة فهم الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال في المناطق العشوائية ومساعدتهم في التغلب عليها لكي يؤدون وظائفهم التعليمية والاجتماعية بالشكل المطلوب.
3. إقامة دورات تثقيفية تأهيلي بصورة مستمرة للمعلمين بالمناطق العشوائية لغرض الوقوف على آخر المستجدات في العملية التعليمية مما يشجع ويساعدهم في أداء عملهم بصورة أكثر إيجابية.
4. إجراء ندوات في المناطق العشوائية مع أولياء أمور الأطفال من أجل تعاونهم مع المدرسة خصوصًا في هذه المرحلة الدراسية والعمرية لما لها من أهمية كبرى في حياة الفرد وهذا يساعد المعلمين على الانتباه والتركيز على دورها التعليمي ويشجعها على العمل.
5. العمل من الجهات المعنية على تحسين مستوى المعيشة التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال.
6. إجراء دورات تدريبية للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس بالمناطق العشوائية متدنية البيئة الفيزيقية حتى يستطيعون الوصول بالأطفال إلى مستوى عالي من الإدراك البيئي الفيزيقي, والعمل على تجنب المخاطر وكيفية مواجهة االاحباطات التي من شأنها أن تقلل من تقديرهم لذواتهم.
7. توجيه الجهود البحثية لدراسة الاحتراق النفسي في شتى مجالات الحياة ولدى جميع فئات الشعب.
8. تصميم برامج علاجية على نطاق واسع لعلاج هذه الظاهرة وللحد من انتشارها في المناطق العشوائية.