الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تحتل قضايا الطفولة مرتبة متميزة على المستوى المحلى والعالمي نظراً لأهمية هذه المرحلة حيث تنمو فيها قدرات الطفل ومواهبه ويكون قابلاً للتأثر والتوجيه وتعد هذه المرحلة فترة مؤقتة يمر بها الإنسان وتتشكل فيها جوانب شخصيته الجسمية والنفسية والمعرفية والاجتماعية، فالأطفال هم مستقبل الأمم ومرآة المجتمع تُعد مرحلة الطفولة التى تبدأ من الميلاد إلى البلوغ، أهم المراحل العمرية على الإطلاق فى صدد تكوين الشخصية الإنسانية، وتحديد اتجاهاتها المستقبلية، ففي هذه المرحلة تتكون وتتبلور وتتفاعل العوامل المساهمة فى توجيه مسار نمو وتطور شخصية الطفل، وهو الأمر الذي يحدد اتجاهه لسلوكه فى المستقبل كما يوضع فى مرحلة الطفولة أساس بناء شخصية الفرد دينامكيا ووظيفياً ويوضع أساس السلوك المكتسب الذي يساعد الفرد فى توافقه فى مراحل النمو وفى مرحلة الطفولة يكون الفرد مرناً يمكن تعليمه وتشكيل سلوكه حسب ما هو سائد فى بيئته الاجتماعية فالطفل الذي يعيش بعيداً عن أسرته، أي الطفل الذي يتعرض للحرمان من الوالدين ومن جو الأسرة الطبيعي، يفقد كل الأمور والمميزات التى يكتسبها من خلال الأسرة والجو الأسرى الطبيعي، فالطفل الذي يعيش فى أسرة أصابها التفكك أو يعيش محروماً بعيداً عن أسرته كأطفال المؤسسات هو طفل حُرمَ من عائد نفسي كان المفروض أن يعود عليه من خلال وجود الأسرة وتأديتها لوظائفها الأساسية ولا يقتصر تأثير الحرمان على مرحلة الطفولة بل يمتد إلى الرشد، والراشدون الذين يفتقدون أحد الوالدين أو كليهما فى الطفولة يميلون إلى الاكتئاب عند الرشد وعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية. وتوجد بعض الفئات فى المجتمع لا تنعم بدفء الأسرة ورعاية الوالدين نتيجة انفصالهما أو وفاتهما أو التعرض لجهل النسب مما يعرض الأطفال إلى كثير من الاضطرابات السلوكية والمشكلات الانفعالية والاجتماعية، والأطفال مجهولى النسب [اللقطاء] من الفئات التى تعانى من الحرمان وهناك أطفال لا ينعمون بدفء الأسرة وتنشئتها لهم ذلك لأنهم حرموا من والديهم وقد ينتج عن حرمان الطفل من والديه إيداعه إحدى المؤسسات الاجتماعية، فقد يكون الطفل يتيماً أو مجهول النسب أو سُجن أحد والديه أو كلاهما، وقد يكون طفل ضال تائه عن أهله وتم إيداعه بمؤسسة لرعايته وكل هؤلاء الأطفال يعانون من الحرمان من الوالدين، والحرمان من العطف والحب من أشد العوامل خطراً على الأطفال فهو يؤدى إلى القلق والاضطراب النفسي وفقدان الثقة والشعور بالتعاسة وقد يؤدى إلى الانحراف. ومن هذا المنطلق كان اختيار مشكلة الدراسة وهي التعرف علي العلاقة بين المتغيرات النفسية والبيئية وظهور سمة القلق لدي الأطفال مجهولى النسب النزلاء بدور الإيواء. |