Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ابراهيم باشا ودوره في بناء مصر الحديثة(1807-1848) /
المؤلف
الجنايني، عبد الله فوزي عبد الله.
الموضوع
مصر تاريخ العصر الحديث ابراهيم باشا (1848-1848 م).
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
357 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 129

from 129

المستخلص

بعد أن تناولنا بالدراسة شخصية إبراهيم باشا ودوره في بناء مصر الحديثة (1807- 1848)، في إطار فصلٍ تميديٍ ومحورين أساسيين، تمثل الأول في ”جهود إبراهيم في الداخل”، بينما انصب الثاني على ”جهود إبراهيم في الخارج”، يمكننا تسجيل عدد من النتائج، أهمها:
- أثبتت الدراسة التمهيدية أن مرحلة البداية والتكوين تُعد من أهم المراحل في حياة إبراهيم، وإن كانت أقلها ذخراً بالنشاط والعمل، حيث تكون فيها فكره الذي أصبح المنطلق الأساسي لنشاطاته المتعددة طوال حياته، كما ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تكوين شخصيته، ومن ثم في تشكيل أحداث تاريخ مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
- أن سفره إلى إستانبول ما بين عامي (1806-1807) قد شكل بدرجة كبيرة اتجاهاته نحو الدولة العثمانية طوال حياته، ففد خلقت سوء المعاملة التي تعرض لها هناك طوال هذه الفترة موقفه العدائي تجاه العثمانيين، إذ كان دائماً ما يدحض الصبغة العثمانية عنه، ويصف نفسه بأنه مصرياً وليس تركياً، وقد أثبت ذلك من خلال أعماله، فكثيراً ما أظهر ميله للمصريين بصفة خاصة، وللعنصر العربي بصفة عامة.
- أزالت الدراسة الغموض الذي أحاط بإشكالية النسب من خلال دراسة نقدية لشواهد الإثبات والنفي، التزم فيها الباحث بالقواعد المنهجية للبحث التاريخي.
- وفيما يتعلق بالمحور الأول ”جهود إبراهيم في الداخل” فقد ثَبُتَ من خلال الدراسة تعدد اهتماماته ونشاطاته سواءً أكانت إدارية أو اقتصادية أو اجتماعية، وذلك منذ مرحلة النشأة والتكوين وحتى وفاته.
- أن تعيينه دفترداراً لمصر في أواخر عام 1807، وهو في سن السابعة عشر كان بمثابة نقطة تحول في حياته، إذ أثبت من خلاله مدى ما يتمتع به من كفاءة إدارية نال بها ثقة أبيه والسلطان العثماني، ثم تبع ذلك توليه للعديد من المناصب الإدارية التي ساعدت بشكل كبير في تدعيم سلطة أبيه، وفي الفترات التي تخللت حروبه أثناء وجوده على أرض مصر شارك أبيه في إدارة البلاد والنهوض بأعبائها.
- لم تقتصر أعمال إبراهيم على الناحيتين الإدارية والحربية فقط, بل تجلت أيضاً في دوره الاقتصادي, فكانت لآرائه وتوجيهاته فضلاً في النهوض باقتصاديات البلاد، وخاصة ما يتعلق بالزراعة.
- أنه كان أكثر اعتدالاً من أبيه في تطبيق نظمه الاقتصادية، ولكنه لم يكن يرغب في مواجهته والتصادم معه خاصة في مسألتي الضرائب والاحتكار.
- أثبتت الدراسة رغبته الصادقة في نشر التعليم، وأنه كان أكثر توجهاً من أبيه إلى توسيع قاعدته ليشمل طبقات المجتمع، لأنه أراد أن يتخذ منه إحدى الوسائل للارتقاء به, ليس فقط أداة لإمداد الحكومة بمَنْ يلزم من الموظفين، فكانت لأعماله وآرائه دورٌ كبيرٌ في تدعيم هذا المجال، وقد ظهر ذلك بصفةٍ خاصةٍ منذ أن تحمل عن أبيه أعباء الحكم.
- كما اتضح من خلال الدراسة أن خروجه من بلاد الشام لم يكن انكساراً ونهايةً له كما تخيل الكثيرون، فعقب عودته إلى مصر شرع من جديد في تدعيم الاستقلال الذي حصل عليه أبيه بموجب تسوية 1840/1841، فتولى العديد من المناصب أظهر من خلالها مدى ما يتمتع به من كفاءة إدارية، حيث استطاع من خلال مشاركته لمحمد علي في إدارة البلاد أن يحمل عبئاً ثقيلاً, حيث تحمل عنه جزءاً كبيراً من المتاعب الإدارية, وتمكن من خلال ذلك تحقيق السياسة العليا الرامية إلي النهوض بالبلاد, فعاد ذلك بدوره بالمنافع على مصر, وهذا النجاح حقق له المكانة المتميزة.
- أن إبراهيم كان يمثل التيارَ الإصلاحي في عصر محمد علي، وقد بذل مساعي مضنية لإصلاح الإدارة في مجالاتها المختلفة، حيث كان أكثر تحرراً من أبيه الذي كان يميل إلى حكم الفرد المطلق، فكان ذلك سبباً في توتر العلاقة بينهما على فترات، كما نال أيضاً معارضة شديدة من قبل التيار الرجعي الذي كان يرأسه عباس ابن أخيه.
- أثبتت الأحداث أن ميول إبراهيم كانت لفرنسا مثله في ذلك مثل أبيه.
- وفيما يتعلق بالمحور الثاني ”جهود إبراهيم في الخارج”، فقد أثبتت الدراسة أن إبراهيم اقتنص كل الفرص التي أتيحت له، وسخر كل ما يملك لتحقيق أهدافه، ليسجل اسمه في التاريخ الحربي الحديث في مصاف القواد العظام، وليحقق لمصر المكانة المرموقة، وكانت أول ميادينه الخارجية التي أثبت فيها ذلك هي شبه الجزيرة العربية، حيث أظهر فيها للجميع كفاءته كقائد حربي فذٍ من خلال ما حققه من نجاحات على الوهابيين.
- بعد استيلاء إبراهيم على شبه الجزيرة العربية احتل المكانة الأولى على خريطة القوى السياسية والعسكرية في مصر بعد أبيه.
- أظهرت حرب الموره للجميع مدى ما يتمتع به إبراهيم من كفاءةٍ عسكريةٍ، وعظمةٍ في فن القيادة، وقد كانت هذه الحرب أول حرب أوروبية يخوض غمارَها، برهن فيها للجميع على كفاءته وقوته، وحسن نظامه، وشجاعة جنوده، وأنه أرفع شأناً وأشد بأساً من القواد العثمانيين، إذ استطاع أن يحقق ما عجزوا عن تحقيقه، فقد أخضع معظم معاقل الثوار في جزيرة الموره، وبينما كان يتأهب للقضاء على آخر معاقلهم في جزيرتي هيدرا واسبيزيا، هبت أوروبا لنجدتهم.
- أثبتت حرب الشام أن إبراهيم كان أكثر تطلعاً من أبيه في مسألة تحقيق الاستقلال، وأشد كرهاً وعداءً للدولة العثمانية، كما كانت له آراء وخطط صائبة، إذا استطاع تطبيقها في بلاد الشام، لكان من الممكن أن تنتهي مسألتها بنهاية أفضل مما انتهت عليه.
- أن الموقف البريطاني منه لم يكن ثابتاً طوال فترة الدراسة، وإنما كان يتغير وفقاً لما تقضيه مصالح حكومة هذه الدولة، وحسب المتغيرات الدولية، ففي البداية رأت في انتصاراته في شبه الجزيرة العربية والموره وبلاد الشام والأناضول أنها شأن داخلي، ولكنها سرعان ما أدركت أنها خطر كبير على مصالحها في هذه المناطق، لذلك قادت تحالفاً أوروبياً ضد إبراهيم، وبذلت مساعٍ مضنية للوقوف في وجهه، حتى تمكنت في النهاية من تجريده من ثمرة انتصاراته العسكرية، واستطاعت تحجيم قوته.
- لم تكتفِ بريطانيا بذلك بل قامت بفرض رقابة شديدة عليه أعقاب عودته إلى مصر من بلاد الشام عام 1841، وأخذت في رصد جميع تحركاته من خلال قناصلها الموجودين بها، خاصة وأنها كانت تخشى من قيامه بمحاولة توسعية جديدة، وأن يعيد الكَرةَ من جديد ليستعيد ما سلبته منه الدول الأوروبية بالقوة، هذا إلى جانب أنها كانت تعلم تماماً أنه ولي العهد وفقاً لتسوية 1840/1841، فضلاً عن أنها نظرت إليه آنذاك على أنه الشخص الوحيد القادر على النهوض بأعباء البلاد بعد أبيه، ولذا حاولت استقطابه إليها وخطب وده، خاصة أثناء زيارته العلاجية لأوروبا أواخر عام 1845، حيث تسابقت مع فرنسا في الاحتفاء به، في محاولة منها لإبعاد المؤثرات الفرنسية عنه من ناحية، ولتوطد علاقاتها معه من ناحية أخرى، باعتباره حاكم مصر القادم، والشخص الذي سيملك كل أوراق اللعبة في يديه، ولكنها سرعان ما أدركت أن مصالحها لا تتفق مع بقائه في الحكم، بل تتطلب وجود عباس ابن أخيه بدلاً منه، لأنه سار على درب أبيه في مواجهة التغلغل البريطاني داخل مصر، واستمر في تعنته، حيث قام بوضع العديد من العراقيل والعقبات في وجهها، ولذلك ظلت تنظر إليه بعين من الشك والريبة إلى أن قضى نحبُه.