الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 131 |  |  |
| | | from | 131 | | |
Abstract
تعتبر أورام الكلى السرطانية هي الأكثر شيوعاً بين أورام الكلى المختلفة، ويمثل سرطان الكلية حوالي 2-3% بين أسباب الإصابة بالسرطان بصفة عامة حول العالم، كما تحتل المركز العاشر بين أسباب موت الرجال نتيجة السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدر عدد الحالات التي أصيبت به عام 2012 ب 64770 والتي توفت نتيجة الإصابة به ب 13570 حالة.
تلك الزيادة في معدل الإصابة بسرطان الكلية حول العالم ترجع إلى انتشار استخدام تقنيات الأشعة المقطعية على البطن والتي عادة تستخدم لأغراض تشخيصية أخرى، وقد وصلت مؤخراً نسبة سرطانات الكلى التي يتم تشخيصها مصادفة تقريباً إلى 70%.
نتيجة الزيادة الملحوظة في نسبة سرطانات الكلية التي تشخص عن طريق الصدفة، حدث تغير جوهري في الخصائص المرضية لتلك الأورام، حيث يتم تشخيص الغالبية العظمى منها مبكراً، مما ينعكس على فرصة حدوث الوفاة الناجمة عن الإصابة بها بعد 5 سنوات من تاريخ التشخيص والتي تتراوح مؤخراً ما بين 90% للحالات المتقدمة إلى 10% فقط للحالات التي تشخص مبكراً.
منذ الستينات كان الاستئصال الجذري للكلية جراحياً هو العلاج الأمثل لسرطان الكلية وخصوصاً للأورام الكبيرة حجماً أو التي تسبب أعراض للمريض سواء نتيجة وجودها فقط أو نتيجة انتشارها في الدم، ولا يزال هذا العلاج يستخدم إلى الآن بنسبة 30% من حالات سرطان الكلية.
حتى أوائل التسعينات كان الاستئصال الجزئي للكلية يستخدم فقط في حالات معينة، وهي تلك الحالات التي يحدث فيها الورم لمريض يملك كلية وحيدة موجودة أو عاملة، أو يظهر الورم في الكليتين في نفس الوقت، وقليلاً كان يستخدم مع بعض المرضى الذين يعانون من قصور شديد في وظائف الكلى.
ثبت مؤخراً أن حوالي 70% من أورام الكلى التي يتم تشخيصها يقل حجمها عن 4 سم، وتبلغ نسبة الأورام الحميدة بها حوالي 20%، كما أن حوالي 25% من هذه السرطانات محدودة نسبياً بطبيعتها وليس لها قابلية كبيرة للانتشار، بالإضافة إلى أنه حتى النسبة التي تشغلها الأورام السرطانية القابلة للانتشار والتي تمثل حوالي 54%، تقل قابليتها للانتشار حينما يقل حجمها عن 7سم، وتحدث فقط في حوالي 10% من الحالات.
كل هذه العوامل مجتمعة جعلت الاستئصال الجزئي للكلية يتسع نطاق استخدامه في علاج حالات الأورام السرطانية للكلية حتى على أساس اختياري حينما يصيب شخص لا يعاني من أي مشاكل طبية في الكلية الأخرى، وخصوصاً مع الجراحين ذوى الخبرات العالية.
يعتبر الآن الاستئصال الجزئي للكلية هو العلاج الأمثل لحالات سرطان الكلية المحدود، لأنه يحافظ على وظائف الكلية ويعتبر بديلاً مكافئاً للاستئصال الجذري دون أن يؤثر على النتائج العلاجية وخصوصاً فيما يتعلق باحتمالية وفاة المريض الناجمة عن الإصابة بالورم.
منذ السبعينات بدأ الجراحون في استخدام تقنيات الحقن الانسدادي للشريان الكلوي وفروعه، ولكن اقتصر استخدامه على علاج حالات أورام الكلية الكبيرة حجماً أو المنتشرة والتي كانت تشخص في مراحل متأخرة للمرض، وتسبب أعراض للمريض لأن الاستئصال الجذري للكلية في تلك الحالات كان ينتج عنه مضاعفات خطيرة منها النزيف الحاد الشديد.
مع نمو الخبرات والتقدم الهائل في مجالات التصوير بالأشعة وتقنيات الحقن نتيجة استخدام مواد أكثر دقة وقساطر أقل سمكاً، اتسع نطاق استخدام الحقن الانسدادي إلى ما هو أبعد من مجرد علاج الحالات المتأخرة لسرطان الكلية.
مؤخراً أصبحت تقنية الحقن الانسدادي لشرايين الكلى تستخدم في علاج العديد من المشاكل الصحية ومنها أورام الكلى الحميدة والوصلات الوريدية الشريانية وأمراض الكلى المزمنة وكذلك مشاكل النزيف بعد جراحات حصوات الكلى، بالإضافة إلى مضاعفات زراعة الكلى.
فيما يخص علاج سرطانات الكلى فقد تطور استخدام تقنية الحقن الانسدادي لشرايين الكلى ليصبح علاجاً مكملاً لجراحات الاستئصال، حيث تشمل فوائده في هذا المجال تقليل كميات النزيف المصاحبة للجراحة وتقليل حجم الورم وتسهيل عملية الاستئصال وتقليل حجم أي جلطات وريدية إن وجدت.
كما أظهرت بعض الدراسات أن استخدام تقنية الحقن الانسدادي لشرايين الكلى قبل جراحات الاستئصال يقلل من احتماليات الوفاة نتيجة الورم مقارنة باستخدام الحل الجراحي فقط.
على الرغم من ذلك لا يوجد إجماع داخل الدوائر الطبية على كيفية وفوائد استخدام تقنية الحقن الانسدادي لشرايين الكلى كعلاج مكمل لجراحات استئصال أورام الكلى، وذلك نتيجة النقص الشديد في عدد الدراسات التي توضح أفضلية استخدامه، كما أن معظم الدراسات الموجودة بنيت على نتائج تم رصدها في مراحل سابقة للتقدم الواضح الذي يشهده هذا المجال حالياً، مما يقلل من استخدامه عن ما هو متوقع ومأمول.
الهدف من الرسالة
إن الهدف من الرسالة هو تقييم استخدام تقنيات الحقن الانسدادي الانتقائي للشرايين المغذية لأورام الكلى في تحسين كفاءة جراحات الاستئصال الجزئي للكلى وكذلك في مد نطاق انتشار هذه الجراحات.