الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 264 |  |  |
| | | from | 264 | | |
المستخلص
”يعد الأدب بنية خصبة لتنمية الثروة اللغوية والفكرية وإدراك المعنى بحيوية الكلمة وتدفق المشاعر مما يسمح للقارئ بالاستمتاع بجمال اللغة وسحر بيانها ، والإلهام والظلال والدلالات التي تحملها الكلمات فيما بينها ، مما يترك انطباعًا على نفسه ، فيشعر بالسعادة والرضا، فله دور في تشكيل الثقافة الإنسانية وتعزيز السلوك القائم على الوعي والتقدير واحترام الذات والآخرين، ويعتمد عليها في تكوين الهوية الثقافية وتعميقها وصقلها ، وتكوين الروح الوطنية ، وتكوين الاتجاهات ، وإيقاظ الحماس بالإضافة إلى ما يقدمه من الخبرات الإنسانية التي تزيد من خبراته وتعلم ثروته اللغوية، وتنمي الإحساس بجمال اللغة وقوة تأثيرها.إن وعاء الأدب هو النصوص الأدبية التي أطلق عليها العلماء القدماء المادة الحية التي أنتجها الكاتب، والتي تحتل مكانة مهمة بين فروع المعرفة والثقافة ، ومكانة خاصة وأساسية في برامج تعليم فنون اللغة العربية، بالإضافة إلى تنمية مهارات الطلاب اللغوية والفكرية والتعبيرية القائمة على العمق والإحاطة والنقد والتحليل والاستنتاج والتأمل لمعرفة مجالات الجمال في الفكرة والخيال والعاطفة والأسلوب. إن الدراسات البلاغية التطبيقية لنتاج شاعر من الشعراء من أهم الدراسات التي تطلع القارئ على لغة عصره الذي عاش فيه، ومدى التطور الذي حدث في الاستعمالات اللغوية، فإذا كان شعراء عصر النهضة قد أحيوا الشعر أعادوه إلى سابق عهده في عصور الازدهار في العصر الأموي والعباسي، فإنهم لم يتمكنوا من التجديد وبلوغ الجوهر والصميم إلا فيما ندر، ومع ذلك فإن شعراء المدرسة التجديدية قد استطاعوا بلوغ جانب من التطور والتجديد. والشاعر علي محمود طه قد أحرز شيئًا من هذا التجديد في الصياغة والتصوير، فكان مجددًا في شعره ومن الواضح أنه تناول فنون البلاغة ببراعة ودقة لا تُعهد إلا عند أكبر الشعراء، فقيمة علي محمود طه البلاغية تكمن فيما قدمه من أشعار منظومة وصلت في نظمها أعلى درجات الفصاحة والبلاغة والجودة والإتقان.