Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المضامين القيمية في فكر التنوير لدى الامام محمد عبده مدخل لتحديد دور التربية في تعزيز النهوض الحضاري في شخصية مصر :
المؤلف
السكري، محمود ابراهيم منصور حسن.
هيئة الاعداد
باحث / محمود ابراهيم منصور حسن السكري
مشرف / عبدالودود محمود مكروم
مشرف / أمل معوض الهجرسى
مناقش / عبدالعظيم السعيد مصطفي السيد
مناقش / محمد السيد محمد الأخناوي
الموضوع
التنوير. النهوض الحضاري. التربية.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر إلكترونى (258 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية - قسم أصول التربية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

تُعد المرحلة الراهنة التي نعيش تفاصيلها، والتي اصطلح الباحثون علىَ تسميتها بالعولمة، من أصعب الحقب التاريخية التي عاشتها الأمم والشعوب على اختلافها. وبالكشف عن المضمون الفكري التربوي للأفكار التنويرية والاصلاحية للإمام محمد عبده يكتسب أهمية قصوي في وقتنا المعاصر ، ذلك أن الفكر التربوي والنظام التعليمي يُعاني عدداً من المشكلات تتعلق بالقيم والنظم التعليمية التي يُعبر عنها . وبينما يذهب البعض علي الدفاع عن هذه القيم والنظم التعليمية والتربوية وإلي القول بأنها صالحة لكلْ عصر وزمان ، ويُشكك فريق آخر في جدوي مُلاءمتها للعصر الحالي .ويُعد فكر الإمام محمد عبده مصدراً خصباً لِمن يولي شطر هذا الموضوع حيث يُقدم رؤية متميزة وقدوة للجيل المعاصر . كان الإمام رائداً من رواد الإصلاح والتنوير ، وعَلماً من أعلام الدعوة إلي التجديد علي أكثر من صعيد ليس في مصر وحدها ، وإنما في العالم العربي والإسلامي.نحن في مصر بحاجة أولاً وأساساً إلي إطار فكري تنويري تميزهُ خصوصية الواقع وأحداث التاريخ،قرين رؤية نقدية ذاتية لتراثنا الثقافي والسياسي ويكون بوصلة موجهة للسلوك وقادراً علي حشد زخم القوي الاجتماعية وحفز الحركة قدماً علي طريق التطوير.إن مصر بما لها من سبق حضاري فإن الشخصية المصرية هي شخصية لها جذور راسخة في عمق التاريخ، مما يمنحها هوية عريقة في الزمن، وعميقة الجذور، ويعطي الشخصية المصرية هوية راسخة .. ويعطيها صلابة، وثبات، ورسوخ. وإن إرادة المصريين هي إرادة صلبة لا تنكسر ولا تلين، إرادة شعب صنع حضارة وتاريخ .. شعب له سبق حضاري وإنجاز حضاري .. وإرادة الشعب المصري تظهر في كثير من أحداث التاريخ، في الحروب والانتصارات وفي تجاوز الانتكاسات، شخصية لديها صبر واحتمال .. وقد تعلم النبي موسى الكثير من حكمة المصريين، وكان العالم القديم ينهل من معرفة قدماء المصريين وحكمتهم وفلسفتهم، وقد جاء عدد ليس بقليل من فلاسفة اليونان إلى مصر من أجل التعلم من حكمة المصريين، وللمصريين القدماء كتابات وأقوال وحكم ومأثورات تدل على حكمتهم وفطنتهم .فالنهوض الحضاري يبدأ من خلال وعي الأمة الجمعي بذاتها الحضارية وبتاريخها الممتد ، ومن خلال الوعي الحضاري يتبلور لدي الأمة تعريف عن ذاتها ” يجمع قواها ويحقق وجودها التاريخي ومن أهم متطلبات النهضة في شخصية الأمة : أن تعيد الوعي بذاتها الحضارية ، وتلك هي النقطة التي تنطلق منها الأمة لتحقيق صورة جديدة تعبر عن الأصول الحضارية ، وعنها تتولد طاقات الفعل ” البعث الحضاري الجديد.وعلي ضوء ذلك تبدأ نهضة الأمم من المستوي الذي يُعبر عن نضج الثقافة والوعي الحضاري بما يشتمل عليه ذلك من التميز الحضاري ومؤشراته من جهة والتعريف الجيد بالذات الحضارية والعمق التاريخي الداعم لهُويتها من جهة أخري وإذا كان النهوض الحضاري في شخصية الأمة يستند إلي عَاملين” الرؤية & القدرة ” فإن الدراسة الحالية تستند إلي فكر التنوير كما جاء في إبداعات المفكرين والمثقفين في تشكيل الرؤية الداعمة للنهوض الحضاري .وإسقاط فكر التنوير علي شخصية الأمة ممر يلعب دوراً كبيراً في تشكيل الوعي الجمعي ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر استدعاء القيم والقدرات المعنوية من شخصية الأمة كطاقات دائمة للرؤية الشاملة حول النهوض الحضاري . وإلي جانب ذلك فإن التكامل بين فكر التنوير والقيم والقدرات المعنوية من المخزون الحضاري في شخصية الأمة لهُ انعكاس وقيمة إيجابية مضافة علي القدرات المعنوية للازمة لفعل النهضة.ويطلق مصطلح التنوير في الخطاب العربي بشكل عام علي حركة التوعية والتثقيف والتحديث والتجديد التي حدثت في العالم الإسلامي منذ قرنين بدأ مع الحملة الفرنسية علي مصر وما أحدثته من صدمة ثقافية وحضارية ووعي فكري وثقافي ، وقد وجدنا من ينظر إلي هذه الحملة اليوم نظرة إيجابية ويطالب بإعادة تقييم هذه الحملة وإعادة تحليل أهميتها من وجه النظر التنويرية التقدمية التاريخيةولقد مثلت حركة التنوير الثقافي تياراً فكرياً وسياسياً واجتماعياً استهدف تصحيح أوجه القصور في المجتمع ، ودعت في سبيل ذلك إلي تعزيز الأخلاق والعادات السياسية وأسلوب الحياة عن طريق نشر وإذاعة أفكار ومفاهيم جديدة عن القيم العليا في المجتمع كالخير والعدل والمعرفة العلمية ونادت بالعاطفة والعقل معاً ، فالعقل أداة المعرفة والوعي وله دور حاسم في تطوير المجتمع ، فالعقل والعلم كبري فضائل الإنسان وعلة الخيرالإنساني ويُعد الإمام محمد عبده رائد من رواد مدرسة التنوير حيث تناول في كتاباته جميع نواحي الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية والفلسفية والثقافية .•ففي التعليم كانت نظرته مثالية وطبقية أيضاً ، مثالية تصور أن التربية وحدها سلاح نافذ الأثر في تحقيق الإصلاح وتغيير الأحوال السيئة في المجتمع ، وطبقية لأنه قسم الناس في التعليم إلي ثلاث فئات ، العوام والساسة والعلماء.•وفي الفكر السياسي في نظر الإمام يقتضي العلم بالمصلحة العمومية والحدود الشخصية ووجه الضرورة في معرفة هذا الادب أن المرء عرف مصلحة قومه ، سعي فيما يوجب لها البقاء والنماء ، فالتربية من اجل المواطنة عند الإمام تتطلب غرس حب الوطن والولاء له في نفوس الأفراد
•وفي الجانب الإنساني لقد أيقظ الشيخ محمد عبده الشعور الديني ، وأشعر المسلمين أنهم يجب أن يهبوا من رقدتهم ليصلحوا نفوسهم ، وألا يعتمدوا علي الفخر بماضيهم ، بل يبنوا من جديد لحاضرهم ومستقبلهم •وفي المجال الاجتماعي قدم الإمام محمد عبده في نهاية القرن التاسع عشر اجتهادات
رائدة في مسائل الأسرة والمرأة، وبلور نموذجاً إسلاميا لتحرير المرأة بالإسلام، في مواجهة مشروع تغريبي يرمي الى ” تحريرها” من الإسلام. وطرح محمد عبده في كتاباته قضايا
مهمة في هذا الإطار أبرزها قضايا المرأة والتعليم والعديد من القضايا المجتمعية الأخرى التي كان حاضراً فيها بكتاباته وفتاويه منتصرا للأمة وللمجتمع وقد أعتنق أفكاره مجموعة من تلاميذه علي رأسهم قاسم أمين وسعد زغلول وأحمد لطفي السيد ومحمد رشيد رضا وملك حفني ناصف ومصطفي عبدالرازق .
ولقد كان للإمام محمد عبده آرائه حول دور التعليم في إصلاح الفكر وتهيئتهُ للانفتاح علي العالم والحضارة ، بما يساهم في إعادة تجديد الحياة المصرية . وبعث الروح فيها ودفعها علي مُتجه النهوض الحضاري.ومصر اليوم في عهد جديد نقف علي عتبة النهوض الحضاري ، وهي تمتلك كل المقومات التي تؤهلها إلي هذا المستوي ( الموقع والامكانات المادية ، الثروة البشرية ، التاريخ الحضاري والقيم المعنوية ) ويبقي الرهان دوماً علي بناء الإنسان المصري وعلي ضوء ذلك يتضح أن المعركة الحقيقية في بناء مستقبل مصر ودعم قضايا النهوض الحضاري في شخصيتها ، ودعم أمنها القومي وسلامتها واستقرارها هي المعركة التي تتسع لكي يثبت التربويين فيها بطولاتهم ، الأمر الذي يتطلب جهوداً مكثفة لإعادة اكتشاف المعاني الحقيقية للعلاقة بين ” التربية وبناء شخصية مصر ” والمسئوليات المرتبطة بها وقد كشفت أحداث الثورة المصرية ( في 30 يونيو 2013 ) عن عمق الوطنية والانتماء في وجدان مصر / المصريين ، وأن يقظة الضمير المصري وصلابته تُعد ركيزة أساسية في حماية شخصية الدولة ودعم حركة النهوض الحضاري في مواجهة التحديات.وعلي ضوء ذلك كله تنطلق الدراسة الحالية من طبيعة العلاقة بين التنوير الثقافي( محمد عبده نموذجاً ) واستراتيجيات النهوض الحضاري في شخصية مصر ، وطبيعة المسئوليات التربوية في هذا المجال .مشكلة الدراسة :يُعد النهوض الحضاري في شخصية مصر علي رأس قائمة الأولويات في فكر التربويين ودراساتهم العلمية ، حيث إن مختبر فكر التربية ومصداقية الاداء يختبر دوماً علي المعايير الخاصة بشخصية الوطن ورؤية التربويين حول صورة المستقبل .وإستناداً إلي مفهوم الحضارة والخصوصيات المميزة لشخصية مصر، فإن أمر النهوض الحضاري في شخصية مصر يتطلب :
أولاً : الوعي بالفجوة الحضارية والقياسات الحضارية لمكانة مصر المعاصرة ثانياً : إستدعاء القيم والقدرات المعنوية من المخزون الحضاري في شخصية مصر لمواجهة التحديات المعاصرة .ثالثاً : تمكين الإنسان المصري من القدرات اللازمة لصناعة العقل الحضاري.وعلي ضوء ذلك فإن المدخل الي هذه الإشكالية والجمع بين هذه المفردات يتطلب الكشف عن الرؤي والآليات التي يمكن أن نحتكم إليها في تنشيط الوعي الجمعي بالقضايا والمشكلات ، الآمال والتحديات ، ويعد التنوير الثقافي هو المدخل الآمن للدخول في هذا المجال ، بما يمكن الوعي الجمعي في شخصية الأمة من الانفتاح علي تاريخه ، والإنفتاح علي المستقبل ، مع الإدراك الحقيقي لحدود المسئوليات.وأمام كل ذلك تتخذ الدراسة الحالية مدخل التنوير الثقافي ( الإمام محمد عبده نموذجاً ) كمدخل لتعزيز استراتيجيات النهوض الحضاري في شخصية مصر مع توضيح مسئوليات التربية في هذا المجال . وعلي ضوء ذلك تتمثل مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة علي التساؤل الرئيس التالي : ما المتطلبات التربوية لتوظيف فكر التنوير لدي الإمام محمد عبده في تعزيز استراتيجيات النهوض الحضاري في شخصية مصر ( من وجهة نظر النخبة التربوية )ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيس الأسئلة الفرعية التالية :1-ما المقصود بفكر التنوير ؟ وما المدارس الفلسفية الداعمة له؟2-مــا الإطــار المفاهيمي لتفسير طـــبيعــــة العلاقة بين فـكـــر التــــــنويـــر والــــنهــوض الحضــاري فــيشخصية مصر ؟ 3-ما الأبعاد الفكرية والمضامين القيمية التي اشتمل عليها فكر التنوير لدي الإمام محمد عبده ؟4-ما أوجه الاستفادة من الفكر التنويري للإمام محمد عبده في تعزيز النهوض الحضاري في شخصية مصر ؟أهداف الدراسة :يتمثل الهدف الجوهري في الدراسة الحالية في البحث عن دور التربية في تعزيز النهوض الحضاري في شخصية مصر إستناداً إلي المعالم الرئيسية والمضامين القيمية في فكر التنوير ( الإمام محمد عبده نموذجاً ) ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال :1-التعرف علي فكر التنوير والمدارس الفلسفية الداعمة له .2-محاولة الكشف عن طبيعة وموقع فكر التنوير علي خريطة النهوض الحضاري في شخصية مصر. 3- التعرف علي الأبعاد الفكرية والمضامين القيمية التي اشتمل عليها فكر الأمام محمد عبده وتلامذته.
4- محاولة الكشف عن مدي الاستفادة من الفكر التنويري للإمام محمد عبده في تعزيز النهوض الحضاري في شخصية مصر ؟