الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إنه مما لا شك فيه أن التراث اللُّغوي العربي ما ترك موضوعًا من الموضوعات، وما ترك حقلاً من حقول علم اللسان إلا وطرقها من قريب أو من بعيد، ومن الأمور التي التفت إليها العلماء العرب، -ولا سيما القدامى منهم- تناول الجملة الطلبية في العربية، ولكن هذا التناول لم يكنْ وقفًا على مدونة محددة لاستخلاص جوانب معينة متصلة بذات هذه المدونة أو تلك، مما ظل يُضفي على هذه الدراسات الشمول والتداخل بين مختلف المدونات من جهة، والعناصر اللسانية من جهة أخرى, وللجملة العربية نظامها، ولها أنماط وصور ولكل نمط أسلوبه الخاص، إلا أنه يبدو أن النحاة القدامى لم يصفوا الجملة وصفًا دقيقًا محكمًا، وقد نضج مفهوم الجملة واستوى على سُوقه، وبلَغ أوْجَ ازدهاره عند ابن هشام الأنصاري المتوفىَّ (761هـ) في كتابهِ المعروف (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، فقد تعمَّق ابن هشام في فهمها، وتوسع فيها وفي بيان أقسامها وحجمها وموقعها، كما أن العلماء القدامى فصلوا بين علم النحو وعلم المعاني، اعتقادًا منهم أنه لا علاقة بينهما، إلى أن جاء عبد القاهر الجرجاني المتوفىَّ (471هـ أو 474هـ) وأقر هذه العلاقة بين علم النحو وعلم المعاني، ومن هنا؛ تعد فكرة إدماج علم المعاني في الدراسات النحوية من الوسائل المفيدة لوصف الدرس اللٌّغوي وتحليله فكان من السبل المؤدية إلى النجاح الإفادة من هذه المنهجية، ومحاولة تطبيقها على موضوع من موضوعات اللغة العربية المهمة، وقد اخترت هذا الموضوع لأكون من المشاركين في هذا العلم الواسع، بموضوع تحت عنوان (الجملة الطلبية في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للحافظ الهيثمي) وذلك بتصنيف الجمل الطلبية بحسب بنيتها ووظائفها و معانيها. |