الفهرس 
الاطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 328 |  |  |
| | | from | 328 | | |
المستخلص
شهدت السنوات الأخيرة من القرن الحالي تطورات هائلة في مختلف المجالات والتي أفرزت بدورها العديد من التحديات على المستويين الإقليمي والعالمي ، ومن تلك القضايا التربوية التي تناولها علماء التربية بالعديد من الأبحاث نظرا لجديتها وتأثيرها المباشر على العملية التعليمية، قضية الجودة والاعتماد لمؤسسات التعليمية.
ويرتبط مفهوم الجودة في التعليم بمفهوم الاعتماد والذي وجد علي ساحة الإصلاحات الهيكلية لمؤسسات التعليم في مصر مع بداية الالفية الثالثة في إطار التحديات التي فرضت نفسها على الساحة مثل (الانفجار المعرفي وثورة الاتصالات والعولمة والخصخصة ) وما نجم من هذه التحديات من تداعيات محلية ومجتمعية في مصر مثل انتشار البطالة وزيادة حدتها وانتشار ظاهرة العمالة المؤقتة وعمالة الشوارع وتحجيم الوظائف الحكومية.
ففكرة اعتماد المؤسسات التعليمية تقوم على أساس أنه من حق المجتمع أن يتأكد من أن هذه المؤسسة تقوم بدورها التي أنشأت من أجله بأفضل أداء ممكن ، وأنها تحاول البحث عن مواضع قوتها لتدعمها ، وعن مواطن ضعفها لإصلاحها.
ولكن على الرغم من أهمية عملية الاعتماد في تطوير جودة الأداء المؤسسي إلا ان هناك بعض المعوقات التي تقف عثرة دون تحقيق مؤسسات التعليم للجودة والاعتماد، وتتمثل في :-
- ضعف التمويل اللازم لتهيئة المدارس للاعتماد حيث ان الاخذ بألية الاعتماد يستلزم نفقات مالية كبيرة لاستيفاء المعايير.
- صعوبة تنفيذ بعض الإجراءات الخاصة بالاعتماد على المدارس
- انتشار ثقافة مقاومة التغيير لدي بعض العاملين بالمؤسسات التعليمية
- عدم استقرار إدارة المدارس وضعف اتساق سلوكيات القادة التربويين مع اقوالهم مما يؤدي إلى التركيز على الأهداف القصيرة المدي (عملية الاعتماد فقط) .
قضية الدراسة وتساؤلاتها:
إن تعزيز فكر استدامة الجودة والاعتماد بمؤسسات التعليم قبل الجامعي يعد من القضايا التربوية التي قلت فيها الدراسات والمؤتمرات والنقاشات العلمية برغم أهميتها ، ومن ناحية أخري لوحظ - من خلال عمل الباحث كمسئول لقياس الجودة – تردى نظم الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي المعتمدة، ومحدودية تقدمها لإعادة عملية الاعتماد المؤسسي لوجود بعض المعوقات على مستوي ( القدرة المؤسسية والفاعلية التعليمية) .
واستشعارا بالتحديات التي تواجه مدارس التعليم الأساسي المعتمدة والتي تقف حائلا دون تقدمها لتجديد الاعتماد تبلورت مشكلة الدراسة في الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي:-
كيف يمكن تحقيق متطلبات استدامة الجودة والاعتماد لمدارس التعليم الأساسي في مصر؟
ويتفرع منه مجموعة من التساؤلات الفرعية وهي: -
1- ما الأسس الفكرية والفلسفية لاستدامة نظم الجودة الاعتماد بمؤسسات التعليم قبل الجامعي؟
2- ما واقع استدامة نظم الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي؟
3- ما تحديات استدامة نظم الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الاساسي؟
4- ما متطلبات استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي ؟
5- ما التصور المقترح لتحقيق متطلبات استدامة الجودة والاعتماد بمرحلة التعليم الأساسي ؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى تحقيق متطلبات استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي في مصر وذلك من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية: -
1- الوقوف على واقع استدامة الجودة بمدارس التعليم الأساسي بعد عملية الاعتماد المؤسسي.
2- الكشف عن أهم معوقات استدامة الجودة والاعتماد المؤسسي لمدارس التعليم الأساسي.
3- بيان أهم متطلبات استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي.
4- وضع تصور مقترح لتحقيق استدامة الجودة والاعتماد بمرحلة التعليم الأساسي المعتمدة.
أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية الدراسة الحالية في:-
• أنها محاولة لتوجيه نظر القائمين على العملية التعليمية بالوضع الراهن لمدارس التعليم الأساسي بعد عملية الاعتماد المؤسسي من خلال بيان أوجه القصور بتلك المدارس واظهار جوانب القوة بها .
• من المتوقع أن تقدم الدراسة توصيات على المستويين النظري والتطبيقي لتطوير ممارسات وأداءات تلك المدارس لتحقيق فلسفة استدامة الجودة والاعتماد وتقليل الهدر في المال واستثمار الطاقات البشرية .
• كما تكتسب الدراسة أهميتها في كونها تقديمها لتصور مقترح لأليات تحقيق استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي ومن ثم تحقيق فلسفته .
منهج الدراســة وأدواتها:
منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي من خلال استخدام أحد أساليبه وهو أسوب دراسة الحالة، والذي يقوم على جمع بيانات ومعلومات كثيرة وشاملة عن حالة فردية واحدة أو عدد محدد من الحالات وذلك بهدف الوصول إلى فهم أعمق للظاهرة المدروسة ، وما يشبهها من ظواهر، حيث تجمع البيانات عن الوضع الحالي عن الحالة المدروسة وكذلك عن ماضيها وعلاقاتها من أجل فهم أفضل للمجتمع الذي تمثله.
وعلي ذلك فهو منهج يعتمد على وصف الواقع، واستنتاج الدلائل والبراهين من المشاهدة الفعلية للظاهرة المدروسة ، من خلال اعتماده على جمع وتحليل البيانات حول الواقع التربوي لاستدامة الجودة بمدارس التعليم الاساسي والوصول لاستنتاجات عامة تسهم في تحسين الواقع وتطويره ، من خلال تقديم تصور مقترح لآليات تحقيق استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي محل الدراسة.
أدوات الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالية على الأدوات الأتية : -
1- استبانة مقدمة ( للمعلمين) للوقوف على مدى استدامة تحقق بعض مؤشرات جودة كل من(المعلم -القيادة والحوكمة- ضمان الجودة والمسائلة – المنهج الدراسي) .
2- استمارة مقابلات شخصية مع الخبراء من مسئولي قياس الجودة للاستفادة من آرائهم عن أهم معوقات استدامة نظم الجودة وما تصوراتهم لكيفية تحقيقها بمدارس التعليم الأساسي .
حدود الدراسة:
تمثلت أهم حدود الدراسة فيما يلي:-
- الحد المكاني (الجغرافي): تقتصر الدراسة الحالية على بعض مدارس التعليم الأساسي بمحافظة القليوبية (نموذجا) التي أنهت فترة الاعتماد بالإدارات التعليمية الأتية ( إدارة بنها التعليمية -ادارة طوخ التعليمية- إدارة كفر شكر التعليمية ) بوصفهم من أعلي الإدارات نسبة في عدد المدارس التي انتهت فترة اعتمادها وفق إحصاءات إدارة الجودة بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة لعام 2018-2020
- الحد الزمني: زمن إجراء الدراسة الحالية
- الحد البشري: سوف تقتصر الدراسة على عينة مقصودة من المعلمين وأولياء الأمور، وبعض مسئولي قياس الجودة ، ممثلةً لمجتمع الدراسة من مدارس التعليم الأساسي(المرحلة الابتدائية) بمحافظة القليوبية، نظرا لقلة المدارس التي انتهت صلاحية اعتمادها (بالمرحلة الإعدادية) كدراسة حالة.
مصطلحات الدراسة:
ارتكزت الدراسة الحالية على المصطلحات التالية:
- استدامة الجودة (Quality Sustainability):-
”هي درجة عالية وثابتة من جودة الأداء ، من خلال تحقيق نتائج جماعية عند حد أدني معين بشكل متكرر مع مرور الوقت .”
يعرفها الباحث اجرائيًا بأنها عملية ديناميكية ترتبط بالمحافظة على نظم الجودة والاعتماد المؤسسي لمدارس التعليم الأساسي المعتمدة والتحسين المستدام لنظام جودتها الداخلية، عن طريق إعادة الدراسة الذاتية للمؤسسة( التقويم الذاتي) ، بهدف رصد نقاط الضعف ومعالجتها وتعزيز نقاط القوة بمجالات القدرة المؤسسية والفاعلية التعليمية .
- متطلبات الاستدامة (Requirements of Sustainability ):-
هي مجموعة من الضمانات والمقومات التي ينبغي توافرها بالمدرسة وتكون ذات صلة بواقع المدرسة وبمستقبلها ، والتي من خلالها يمكن الحكم علي مدي جودة النظام الداخلي للمدرسة من أجل المحافظة على شهادة الاعتماد الممنوحة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد بصفة مستدامة ، وبما يضمن توفير تعليم عادل ومنصف للأجيال الحالية والمستقبلية.
- الاعتماد(Accreditation): -
إقرار الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد باستيفاء المؤسسة التعليمية مستوى معين من معايير الجودة وفقا لأحكام القانون ، ويشير الاعتماد إلي العملية المنظمة التي تستخدم من أجل معرفة إلي أي مدي حققت المؤسسة الأهداف المتفق عليها.
- التعليم الأساسي(Basic Education): -
هو الحد الأدنى من التعليم الذي يمكن أن توفره الدولة للأفراد كي يكونوا قادرين على إشباع حاجاتهم الأساسية بجانب قدرتهم على التكيف الاجتماعي كمواطنين مستنيرين وما يتضمن ذلك من ربط التعليم بالعمل والبيئة والمجتمع وخلق القدرة على التعلم الذاتي والتربية المستمرة لدي التلاميذ.
- خطوات السير في الدراسة :
سارت الدراسة الحالية وفق الخطوات الأتية:-
- الخطوة الاولي : الإطار العام للدراسة
- الخطوة الثانية :الوقوف على الأسس الفكرية والفلسفية لاستدامة نظم الجودة والاعتماد بمؤسسات التعليم قبل الجامعي.
- الخطوة الثالثة : رصد واقع استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي التي أنهت فترة الاعتماد بمحافظة القليوبية.
- الخطوة الرابعة : رصد أهم معوقات استدامة الجودة والاعتماد المؤسسي لمدارس التعليم الأساسي.
- الخطوة الخامسة : الوقوف على أهم متطلبات استدامة الجودة والاعتماد بمدارس التعليم الأساسي.
- الخطوة السادسة : وضع تصور مقترح لتحقيق متطلبات استدامة الجودة والاعتماد في مدارس التعليم الأساسي .
- نتائج الدراسة :
- تُحدث مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها رؤيتها وسالتها بعد انتهاء عملية الاعتماد في ضوء مستجدات الواقع .
- تَحرص مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها علي الإفادة من قدرات العاملين ومؤهلاتهم لخدمة أهدافها .
- تُعاني مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها من ضعف الأساليب الإدارية لتحقيق استدامة الجودة والاعتماد.
- تُعاني مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها من ضعف استخدامها لأساليب التخطيط الاستراتيجي .
- ضعف قدرة مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها علي تحقيق نواتج التعلم المستهدفة .
- وجود مقاومة من بعض العاملين لاستدامة نظم الجودة والاعتماد بالمدرسة لضعف حوافز الاثابة .
- ضعف قدرة مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها علي تحقيق فلسفة التنافسية
- غياب قانون يحافظ علي كثافة التلاميذ بالفصول من أجل تحقيق نواتج التعلم
- تهالك البنية التحية لمدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها وضعف عمليات الصيانة الدورية.
- ضعف نظام المحاسبية للمدارس التي لا تحقق النسبة القانونية للاعتماد .
- ضعف سبل متابعة خطط التحسين بصفة دورية .
- ضعف تمويل برامج التنمية المهنية للعاملين مدارس التعليم الأساسي التي انتهت فترة صلاحية اعتمادها.
- التصور المقترح :
وضع الباحث تصورا مقترحا اعتمادا علي ما توصلت إليه نتائج الدراسة الميدانية من متطلبات حيث يمكن تنفيذ التصور المقترح من خلال مجموعة من الآليات وهي:
تطوير الأساليب الإدارية لمدارس التعليم الأساسي من خلال استخدم القيادة المدرسية لأساليب إدارية حديثة في العمل وخاصة ما يرتبط باتخاذ القرارات والتحفيز وأساليب المتابعة الدورية للعاملين
استخدام أساليب متنوعة للتخطيط الاستراتيجي المدرسي من أجل تحسين الأداء مثل ( التحليل البيئي- تحليل مجالات العمل – s7 (….لتحقيق غايات استدامة نظم الجودة والاعتماد.
نشر ثقافة استدامة الجودة بين العاملين بالمدرسة بصفة مستدامة من خلال التأكيد علي وجود خطة شاملة تشمل علي وجود فريق للتقييم الذاتي وتقسيم واجبات العمل علي الجميع ووجود فريق للتدريب يعني بعمل لقاءات دورية للعاملين لبيان جدوي تحقيق تلك الاستدامة ، والتعريف بأهم متطلبات تحقيقها ،وأساليب التعلم التي تسهم في تحقيق نتائج عالية الجودة
تحقيق المدرسة لنواتج التعلم المستهدفة من خلال تطوير استراتيجيات التعليم والتعلم والتأكيد علي استخدام المعلمين لخرائط المنهج بصورة مستدامة بوصفها الطريقة المعترف بها من هيئة الاعتماد لتحقيق هذا الهدف حيث شمولها لعناصر التدريس مثل (الهدف العام من عملية التعلم – المحتوي الدراسي – استراتيجيات التعليم الواجب اتباعها – أساليب التقويم المختلفة ) .
مراجعة نتائج التقييم الذاتي للمدرسة بصورة منتظمة ونشر تلك النتائج علي الشركاء في شكل إحصاءات أو تقارير بكل شفافية من أجل اتخاذ قرار بشأنها
تحديد أولويات خطط التحسين المدرسي والبدا فورا في تنفيذها حيث يمثل ذلك حدا فاصلا بين تحقيق استدامة لنظم الجودة وبين الخروج من عملية الاعتماد المؤسسي .
تطوير مهارات المعلمين في مجلات( التخطيط- والتنفيذ- التقويم ) المدرسي من خلال التدريب المستمر ومن خلال التشجيع علي التنمية المهنية الذاتية مثل التشجيع علي الالتحاق بدورات اثرائية خارج المدرسة أو من خلال الدراسات العليا أو من خلال زيارة المكتبة المدرسية واستعارة المصادر المختلفة بشرط التحديث المستدام لأوعية المعرفة سواء ورقية أو وسائط رقمية أو إلكترونية .
الاهتمام بتطوير نظام المحاسبة التعليمية والتقييم المستمر لأداء العاملين بصورة مستدامة حيث يسهم هذا النظام في بفاعلية في علاج نواحي القصور والدعوة لتحسينها بما ينعكس إيجابيا علي كفاءة وفاعلية النظام التعليمي بشرط أن يتعرف العاملين علي تلك الفلسفة وما تشمله من أهداف للمحاسبية والأساليب المتبعة في تطبيقها ، كما يتطلب نجاح هذا النظام وضع قرارات وضوابط مهنية يتفق الجميع علي جدواها يمكن تنفيذها في الواقع .
- توصيات الدراسة :
خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات وهي :
- تبني وزارة التربية والتعلم لفلسفة استدامة الجودة والاعتماد وأن ذلك مسئولية الجميع.
- التشجيع علي استدامة نظم الجودة بمدارس التعليم الأساسي ماديا وأدبيا ومهنيا .
- التطوير المستدام لأساليب التخطيط – والتنفيذ -والتقييم لعملية التقييم الذاتي .
- تحديث القرار الوزاري 137 لسنة 2012 بشأن انشاء وحدات التدريب والجودة بإضافة مادة تحدد مصادر تمويل أنشطة هذه الوحدات .
- التشجيع المستمر علي تطبيق اللامركزية في اتخاذ القرارات التربوية علي أن تكون القيادة المدرسية دائما لها حق التصرف الكامل في شئون التعليم
- إعادة النظر في القرار الوزاري الخاص بتحديد قيمة المكافاة المتدنية والمخصصة لمدارس التعليم الأساسي التي تحقق استدامة لنظم جودتها .
- ضرورة إلغاء الحساب الموحد لميزانيات المدارس ويكون الصرف المالي تحت مظلة محاسبية من الجهاز المركزي للمحاسبات في نهاية العام الدراسي.
- التدريب المستدام علي أساليب التخطيط الاستراتيجي المدرسي علي أن تتبني هذا التدريب الإدارة المركزية لإعداد القيادات التابعة لوزارة التربية والتعليم بمشاركة أساتذة التخطيط التربوي بالجامعات المصرية والعربية .
- الاهتمام المستدام ببرامج دعم رعاية التلاميذ ( الفائقين – وذوي صعوبات التعلم ) لتحقيق نواتج التعلم المستهدفة.