Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أدب الديستوبيا فى رواية الثالث (השלישי) ل يشاى ساريد /
المؤلف
خليل، محمود عبدالصمد مصطفى.
هيئة الاعداد
باحث / محمود عبدالصمد مصطفى خليل
مشرف / يحيى محمد عبدالله إسماعيل
مناقش / سامية جمعة علي منصور
مناقش / أشرف عبدالعليم الشرقاوي
الموضوع
الأدب العبري - تاريخ ونقد. الرواية العبرية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني (200 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغات الشرقية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 200

from 200

المستخلص

تنهض هذه الدراسة بالبحث في أدب الديستوبيا الإسرائيلي، وهو نوع أو شكل من أشكال السرد الخيالي، يصوُر المجتمعات في المستقبل، وما آلت إليه هذه المجتمعات من دمار وانحدار، يكون فيه هذا المجتمع فاسدًا أو مخيفًا، وغير مرغوب فيه بطريقة ما، تسوده الفوضى، وليس للخير فيه مكان، أي أنه مجتمع غير فاضل، ومن أبرز ملامحه الخراب، والقتل، والقمع، ويطلق على هذا النوع من الأدب عدةَ مسميات كأدب النهايات، أو أدب المدينة الفاسدة، أو أدب الخيال السياسي، وهذا النوع من الأدب ليس بعيدًا عن الواقع، وإنما يستمدُ مقومَاتَه من الأحداث والقضايا المحيطة بالمجتمع. حيث يُعد هذا النوع من الأدب علامة تحذير وتنبؤ حول الأوضاع والأحداث الحالية، وهو بمثابة نوع من أنواع محاكاة الكاتب للكوارث التي من المحتملِ أن تحدث إذا لم يغير المجتمعُ طَريقَهُ، ويتعاملُ هذا النوع من الأدبِ مع النقدِ السياسي والاقتصادي لجوانبَ المجتمعِ الإسرائيلي، وبذلك تأخذُ الديستوبيا على عاتِقِها دورَ النبي الذي يتنبأُ باحتمالية وقوع كارثةٍ وشيكةٍ للمجتمع. كما أن كتاباتِ الديستوبيا ذاتَ نهايةٍ غير متفائلة، وبذلك تترك شعورًا لدى القارئ بكارثة مستقبلية. ازدهرَ أدبُ الديستوبيا الإسرائيليِ في السنواتِ الأخيرةِ بشكلٍ لافتٍ، حيث إن تاريخَ اليهودِ والإسرائيليين مليء بالكوارثِ والنكبات: خرابِ الهيكلِ الأول، والهيكل الثاني، والشتاتِ، وما يُسمى بالمحرقةِ، وغيرها من الأحداثِ في حياتهم التي مروا بها، ولذلك نبعتْ الحاجةِ إلى مثلِ هذه الكتاباتِ الديستوبية، التي تعتبرُ بمثابةِ تحذيرٍ من الأوضاعِ الحالية والأحداثِ، كما أن الواقعَ الإسرائيليَ الحاليَ يثيرُ الخوفَ من رؤىً مستقبليةٍ مروّعة، وذلك لأن التقسيمَ إلى يمينٍ ويسار، والصراعَ بين الدينيين والعلمانيين، تحولَ في السنواتِ الأخيرةِ إلى اختلافاتٍ وصراعاتٍ في الواقعِ الإسرائيلي. موضوعُ الدراسة : تتناول الدراسة رواية ”الثالث - השלישי” للكاتب ”يشاى ساريد ישי שריד”، وهى المصدرُ الرئيسُ للدراسة، وتعتبرُ هذه الرواية ضمنَ أدبِ الديستوبيا الذى انتشر في إسرائيل، ويُقصدُ ”بالثالث” هنا الهيكلُ الثالثُ المزعومُ المُرادُ بنائِه، حيث يضعُ الكاتبُ تصورًا لإسرائيلَ المستقبلية، التي يتم فيها إقامةُ مملكةٍ دينيةٍ يهوديةٍ وبناءِ الهيكلِ الثالثِ المزعومِ في القدسِ مع عودةِ العبادةِ القربانيةِ بداخِلِه، ولكنْ بعدَ مرورِ نحوِ عشرينَ سنةٍ تتورطُ مملكةُ إسرائيلَ في حربٍ جديدةٍ مع جيرانِها العربِ ينتجُ عنها خرابَ المملكةِ اليهوديةِ ومعها الهيكلِ الثالثِ المزعوم. هدفُ الدراسة : تهدفُ الدراسةُ إلى معرفةِ هذا النوعِ الأدبي – أدب الديستوبيا- الذي انتشر في الآونةِ الأخيرةِ في الساحةِ الأدبيةِ الإسرائيليةِ، والرؤيةِ المستقبلية، أو سيناريو المرحلةِ القادمةِ لشكلِ المجتمعِ الإسرائيلي، من خلالِ الدراسةِ التحليليةِ للعملِ الأدبي، مع رصدِ تجلياتِ الخرابِ المُتخيلِ في العملِ الروائي، ومدى ارتباطِ هذه الرؤيةِ المُتصورةِ بقراءةِ الأديب للواقعِ الإسرائيلي. تقسيمُ الدراسة : تنقسمُ الدراسةُ إلى مقدمةٍ، ثم تمهيدٍ، وثلاثةِ أبوابٍ، وخاتمةٍ على النحوِ التالي: المقدمةُ : تناولتْ موضوعَ البحثِ، والهدفَ منه، والبحوث السابقة، والمنهجِ المتَّبعِ في البحث. التمهيدُ : أدبُ الديستوبيا. تناولَ مفهومَ أدبِ الديستوبيا، وبدايةَ انتشارِه في الأدبِ العالمي، مع التطرقِ إلى الأسبابِ التي أدتْ إلى ازدهارِه في الأدبِ الإسرائيلي، وتناولَ أهمَ الخصائصَ الرئيسيةِ لهذا النوع. البابُ الأولُ بعنوان : الهيكلُ الثالثُ في الرواية. وتناولَ مكانةِ الهيكلِ في الفكرِ الديني اليهودي، معَ وصفِ الهيكل، إلى جانبِ مظاهرَ العبادةِ داخلِ الهيكلِ الثالثِ المزعومِ من خلالِ العملِ الروائي، وانقسمَ إلى فصلين : الفصلُ الأولُ : مكانةُ الهيكلِ في الفكرِ الديني اليهودي تحدث عن الهيكلينِ الأولِ والثاني، ثم تناولَ بالوصفِ الهيكلَ الثالثَ كما ورد في الرواية، والتشابهِ بين هيكلِ الروايةِ والهيكلين السابقين. الفصلُ الثاني: شعائرُ العبادةِ داخل الهيكلِ الثالث ناقشَ هذا الفصلُ طقوسَ العبادةِ القربانيةِ في الهيكلِ الثالثِ المزعومِ المُتخيلِ في الرواية، وطريقةَ تقديمِ القرابين، والشروطَ التي يجبْ أنْ تتوافرَ في هذه القرابين، والدياناتِ التي تأثرتْ بها. البابُ الثاني بعنوان : الدولةُ الدينيةُ في الرواية : تناولَ دورَ رجالِ الدينِ في اتخاذِ العديدِ منَ القرارات، مع تكوينِ المملكةِ الدينيةِ من قِبَلِ الملك، وفرضِ الحُكمِ الثيوقراطي فيها، والعلاقةِ بين السنهدرين والمَلك، وفرضْ أحكامِ الشريعةِ اليهوديةِ ومُحاكمةِ من يُخالفُ تلك الأحكامِ من قِبل السنهدرين، وانقسمَ إلى فصلين : الفصلُ الأولُ : الحاكمُ المطلق : نهضَ هذا الفصلُ بدراسةِ دورِ الملكِ بوصفِه الكاهن الأكبر، وفكرةِ الاختيارِ الإلهي له، والسلطاتِ المُطلقة بيده في المملكة، وتعيينِه للأقارب والمحاسيب، وغيابِ أي مُساءلةٍ له. الفصلُ الثاني : مؤسساتُ الحكم : تناولَ هذا الفصلُ السنهدرين بوصفِه السُلطةِ القضائيةِ من خلالِ الرواية، وطريقة تعامُلِها مع من يخالِفُها في الرأي، كما تناولَ أيضًا قمعَ المعارضين للحكمِ الديني ومُلاحَقَتِهِم، على أيدي كِبار الحاخاماتِ الذين يديرونَ الهيكلَ ويفتونَ الناسَ في أمورِ الحياة. البابُ الثالثُ بعنوان : حروبُ الدولةِ الدينية في الرواية : ناقشَ فكرةَ الحربِ في النصوصِ الدينيةِ اليهودية، والعلاقةَ بين الربِ والحربِ في الفكرِ الديني اليهودي، وعقيدةَ احتلالِ الأرض، والحروبَ التي خاضتْها المملكةُ معَ العماليق، ومشاركةَ الحاخاماتِ اليهودِ في هذه الحروب، وانقسمَ إلى فصلين : الفصلُ الأولُ: دورُ الإلهِ في الحرب. وتناولَ استشارةَ الربِ في مسائلَ الحرب، والتطرقَ إلى فكرةِ الحربِ منْ أجلِ أرضِ الميعاد، وحروبِ الإبادةِ بأمرِ الرب، واستدعاءَ الأعداءَ التاريخيين- عماليق. الفصلُ الثاني : المؤسسةُ الدينيةِ ودورهُا في الحرب. وتناولَ الملكَ بوصفِه كاهنًا أكبرَ، والحديثَ عن السنهدرين بوصفِه المحكمةَ العُليا في الرواية، وعن دورِ كبارِ الحاخامات في الحرب، بالإضافةِ إلى استخدامِ الإعلامِ بوصفِه مُحفزًا على الحربِ باسمِ الدين. نتائجُ الدراسة: توصلت الدراسة إلى عدةِ نتائجَ أهمها : - في السنوات الأخيرة ازدهر أدب الديستوبيا الإسرائيلي، وجاء ليحذر من الوضع الحالي لإسرائيل. - جاءت رواية الثالث لتُظهر الخوف ”العلماني” من سيطرة اليهود المتشددين على مقاليد الأمور في إسرائيل. - يحاكي أدب الديستوبيا الكوارث التي يُتوقع أن تحدث في المجتمع، ومن ثم جاءت الرواية مناط البحث لتحذر من مآلات سيطرة المتشددين على الدولة، فوضع الكاتب في روايته صورة مستقبلية لإسرائيل المنهارة، وتصورًا لقيام دولة دينية مستبدة، تهتم بشن الحروب، وبإعادة بناء الهيكل، حيث يتم بناء مملكة دينية يهودية تنهض على الحكم الديني اليهودي، وتقوم على حكم الفرد، وتلاحق المعارضين. - استشرف الكاتب، يشاى ساريد، فى روايته الثالث، فكرة بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجدين الأقصى وقبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف، وهي فكرة تراود مجموعة من الصهاينة، لكنها شهدت – وماتزال- تحولا دراميًا خطيرًا بدأ منذ نحو عقدين نتيجة اتساع مريديها ودعم المساعي لإخراجها لحيز التنفيذ من قبل جهات يهودية محلية وعالمية، ومؤسسات إسرائيلية رسمية، وهي رؤية لابد من أخذها على محمل الجد، والتبصر في عواقب ما تصير إليه. - استشرف الكاتب يشاي ساريد في روايته رؤية مستقبلية للحرب القادمة باعتبارها قدرًا حتميًا لا مناص منه لضمان الوجود الإسرائيلي، ومن ثم تنطوي الرواية على مشاهد الموت والدمار نتيجة هذه الحروب، التي تركت أثرها لدى المواطن الإسرائيلي، الذي شعر بفقدان الأمان والحياة الطبيعية، ولعل صدق هذه التوقعات (الرؤية الديستوبية) يعود إلى اعتماد الكاتب على وقائع وأحداث تاريخية في الماضي، وهذه الرؤية ليست مجرد رؤية ترتبط بالمستقبل فحسب، وذلك لأن الكاتب يراها متجسده أمام ناظريه في صورة الرفض العربي لمساعي فرض واقع يهودي إسرائيلي متعصب.