Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إدارة الجودة الشاملة البيئية في التعلم الثانوي بدولة الكويت
تصور مقترح في ضوء المعايير العالمية المعاصرة /
المؤلف
العازمي ، نايف فلاح .
هيئة الاعداد
باحث / نايف فلاح العازمي
مشرف / أماني أحمد عبد العال
مشرف / هالة محمد عبد العال
مشرف / عصام جمال سليم غانم
الموضوع
اداره الجوده الشامله في التعليم.
تاريخ النشر
2018
عدد الصفحات
195ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
15/8/2018
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - المكتبة المركزية بالسادات - قسم التنميه المتواصله للبيئه واداره مشروعاتها.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 191

from 191

المستخلص

على التربية تنعقد الآمال لثورة فكرية وتقنية في دولة الكويت تحقق تطلعات رؤية كويت جديدة المنشودة لعام 2030؛ فاعتماداً على ركائز تعليم متسم بالجودة يمكن أن تتوافر المهارات والكفاءات التي تأخذ بيد الدولة نحو تحقيق آمالها وتطلعاتها. وعليه أدركت الدولة الأهمية البالغة لدور التربية وأهمية تجويد مدخلاتها وعملياتها ونواتجها. وبدأ يتزايد الاهتمام المعاصرة بمداخل إحداث الجودة في مجال التربية.
ومن أجل النهوض بالعملية الإدارية في المدارس ومسايرة الاتجاهات الحديثة ومعالجة المشكلات الإدارية المدرسية التي تواجهها العملية التعليمية، وحتى تتمكن المدرسة من إحداث انطلاقة في عملية التطوير، لابد من فلسفة إدارية حديثة لإدارة تلك المدارس، هذه الفلسفة تقوم على الأخذ بمفهوم إدارة الجودة الشاملة كسبيل لزيادة الإنتاج والإنتاجية لما حققه من نجاح هائل في المؤسسات الاقتصادية والتعليمية، وأحدث تغيرات ملحوظة وملموسة من حيث الكفاءة والفعالية في الأداء والإنتاج في كثير من المؤسسات التي أخذت بهذا الأسلوب (رضا مصباح، 2012).
وتساعد إدارة الجودة الشاملة الإدارة التعليمية بطريقة منهجية منظمة على إحداث التغيير المنشود في المدرسة، حيث تشدد بمبادئها وأساليبها وأدواتها وإجراءاتها على توفير البيانات حول كل جوانب العمل ومجالاته ثم تفسيرها وتحليلها حتى يتم اتخاذ أنسب القرارات لتطوير وتحسين الأداء المدرسي (هاني الغيثي، 2012، ص29).
ومن ناحية أخرى, فقد واكب الاهتمام العالمي بالجودة الشاملة وإدارة الجودة الشاملة الاهتمام بالعمل على تقليص تأثيرات البشر السيئة على البيئة الطبيعية, والاهتمام بالتنمية المستدامة بما يراعي احتياجات الحاضر دون الإخلال باحتياجات الأجيال القادمة. ومن ثم فقد كان هناك عمل على قدم وساق لتطوير مداخل القيادة والإدارة التي تركز على حماية البيئة والاهتمام بها.
وكان من الطبيعي أن يتم العمل على المزاوجة بين هذين الاهتمامين العالميين (أي الإدارة البيئية والجودة الشاملة) الأمر الذي أثمر عن ظهور ما يعرف بإدارة الجودة الشاملة البيئية quality environmental management total والتي تعرف اختصارا (TQEM) والتي هي بمثابة تطبيق مبادئ وعمليات إدارة الجودة على الإدارة البيئة للمنظمات المختلفة ومن ثم فإن إدارة الجودة الشاملة البيئية ترتبط على نحو تام بالوظائف الرئيسية للمنظمة وتعتمد بشكل مباشر على ما تتضمنه المنظمة من كفايات (Clelland, Douglas & Henderson, 2004).
وقد ظهرت العديد من المعايير العالمية لإدارة الجودة الشاملة البيئية. وتعد معايير الأيزو (14001) واحدة من بين معايير أخرى ترتبط بها. وهي تمثل أداة يمكن تطبيقها بهدف تقويم, ومن ثم تحسين الأداء البيئي للمنظمة Price, 2005)).
ونظراً للأهمية البالغة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئة في المؤسسات التعليمية في عصرنا الحالي, فإنه من الضروري تفعيل قدرة المدارس الكويتية على أن تواكب معايير الجودة الشاملة في هذا المجال من خلال إدارة فعالة وممارسات قيادية متميزة. وفي الدراسة الحالية يتم تقديم تصور مقترح لتطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في التعلم الثانوي بدولة الكويت استناداً إلى المعايير العالمية المعاصرة. إن المدارس الكويتية لكي تكون قادرة على أن تسهم إسهاماً فعالاً في حماية البيئة من الأخطار التي تتهددها، ولكي ترقى إلى مستوى المسئولية المناطة بها يجب أن تكون على ألفة بتطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية استناداً إلى أحدث التوجهات والمعايير الدولية في هذا المجال خاصةً معايير الآيزو البيئية 14001. ولذلك فمن الضروري أن يتم الوقوف على واقع تطبيق هذه المعايير وبناء تصورات مقترحة لتطبيقها في ضوء هذا الواقع وهو ما يتم في الدراسة الحالية.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
تمثلت مشكلة الدراسة الحالية في العبارة التالية: ”الحاجة إلى استقصاء واقع تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية بدولة الكويت والاستناد إلى التوجهات والمعايير العالمية المعاصرة لتقديم تصور مقترح لتفعيل تطبيقها”. ويمكن التعبير عن هذه المشكلة بصياغة التساؤل الرئيسي التالي: ما التصور المقترح لتطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية بدولة الكويت استناداً إلى المعايير العالمية المعاصرة؟. ولتبسيط هذا التساؤل تم طرح التساؤلات التالية:
1- ما مفهوم وطبيعة إدارة الجودة الشاملة البيئية؟
2- ما المعايير العالمية المعاصرة لإدارة الجودة الشاملة البيئية؟
3- ما واقع إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت في ضوء المعايير العالمية المعاصرة من وجهة نظر المشاركين في الدراسة؟
4- ما معوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت من وجهة نظر المشاركين في الدراسة؟
5- إلى أي مدى تختلف آراء المشاركين في الدراسة بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغيرات (الوظيفة, والجنس, وعدد سنوات الخبرة في العمل, والدورات التدريبية, والعمل الإداري)؟
6- ما التصور المقترح لتطوير إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت في ضوء المعايير العالمية المعاصرة؟
أهداف الدراسة
هدفت الدراسة إلى تحديد مفهوم وطبيعة إدارة الجودة الشاملة البيئية, والمعايير العالمية المعاصرة لإدارة الجودة الشاملة البيئية. كما تهدف الدراسة لرصد واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت في ضوء المعايير العالمية المعاصرة من وجهة نظر المشاركين في الدراسة, ودراسة مدى اختلاف آراء المشاركين في الدراسة بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت ضوء المعايير العالمية المعاصرة باختلاف متغيرات (الوظيفة, والجنس, وعدد سنوات الخبرة في العمل, والدورات التدريبية, والعمل الإداري). وعلاوة على ذلك, تقدم الدراسة تصور مقترح لتطوير إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت في ضوء المعايير العالمية المعاصرة.
فروض الدراسة:
1- لا يوجد فرق دال في آراء المعلمين والمشرفين والإداريين بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغير الجنس.
2- لا يوجد فرق دال في آراء المعلمين والمشرفين والإداريين بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغير عدد سنوات العمل.
3- لا يوجد فرق دال في آراء المعلمين والمشرفين والإداريين بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغير التدريب البيئي السابق.
4- لا يوجد فرق دال في آراء المعلمين والمشرفين والإداريين بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغير التدريب السابق في الجودة الشاملة.
5- لا يوجد فرق دال في آراء المعلمين والمشرفين والإداريين بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغير المؤهل التعليمي.
6- لا يوجد فرق دال في آراء المعلمين والمشرفين والإداريين بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت باختلاف متغير الوظيفة.
أهمية الدراسة:
أ- من الناحية التطبيقية: فإن هذه الدراسة تحاول تطوير واقع الإدارة بمدارس التعليم الثانوي بدولة الكويت من خلال تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية, وزيادة الاهتمام بالقضايا والجوانب البيئية في المدارس الكويتية. وبالتالي يمكن أن يستفيد من هذه الدراسة المسئولون عن قطاع التعليم وكذلك مديري المدارس الثانوية. ويمكن أن يستفيد من هذه الدراسة المسئولين بوزارة التربية الكويتية بإلقاء الضوء على أهمية تبني نظر ومعايير إدارة الجودة الشاملة البيئية هناك، وأهمية تطبيقها بدءاً من مستوى الوزارة وحتى مستوى المدارس، ويمكن أن تقدم الأساس لبناء معايير موحدة لتبني وتطبيق نظم الإدارة البيئية الفعالة المستندة إلى أحدث التوجهات العالمية المعاصرة. كما يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في أن تكون بمثابة أساس لإعداد برامج تدريبية وبرامج للتنمية المهنية قبل وأثناء الخدمة لتدريب المديرين والمعلمين فيما يتعلق بإدارة الجودة الشاملة البيئية.
ب- ومن الناحية النظرية: فإن هذه الدراسة بحد علمي هي الأولى من نوعها التي تدرس إدارة الجودة الشاملة البيئية في التعليم الثانوي الكويتي وهي تأخذ بزمام المبادرة في هذا المجال ويمكن أن يلحق بها العديد من الدراسات اللاحقة. فبحد علم الباحث لم يسبق أن تم تنفيذ دراسات سابقة في البيئة العربية تتناول تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في القطاع التعليمي- باستثناء الدراسة التي أجراها ”عصام غانم” (2016)- والتي كانت مطبقة في المرحلة الجامعية. كما أنه بحدود علم الباحث الحالي لم يتم تطبيق أي دراسة في البيئة الكويتية الأمر الذي يبرز أننا أمام مجال بكر وبخاصة في البيئة العربية وهو ما يلقي بظلاله على الأهمية النظرية للدراسة الحالية.
حدود الدراسة
• الحدود البشرية والمكانية: تطبيق الدراسة على عينة من العاملين (المعلمين والإداريين والمشرفين/الموجهيين) في عدد من المدارس الثانوية بدولة الكويت.
• الحدود الزمانية: تطبيق الدراسة خلال العامين الدراسيين 2016 و2017.
• الحدود الموضوعية: التركيز على المعايير العالمية المعاصرة لإدارة الجودة الشاملة البيئية وهي معايير الأيزو 14001, والاعتماد على أسلوب المسح بالاستبيان القائم على التقرير الذاتي لآراء المديرين والمعلمين, والاقتصار على دراسة الجوانب البيئية في إدارة الجودة الشاملة, وتناول متغيرات: الجنس- المؤهل التعليمي- الوظيفة- عدد سنوات العمل- التدريب السابق في الجودة الشاملة- التدريب البيئي السابق.
مصطلحات الدراسة:
التصور المقترح Proposed scenario: يُعرف التصور في الدراسة على أنه ”رؤية متكاملة تتضمن التخطيط لتطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية وفقاً لإرشادات الآيزو ISO 14001 وتتضمن تحديد متطلبات التصور، وإجراءاته، ومراحل تطبيقه، والمشاركين في ذلك”. وهو رؤية خاصة بالباحث في ضوء مراجعته للأدبيات المرتبطة بالدراسة.
إدارة الجودة الشاملة البيئية: هي بمثابة تطبيق مبادئ وعمليات إدارة الجودة على الإدارة البيئة للمنظمات المختلفة ومن ثم فإن إدارة الجودة الشاملة البيئية ترتبط على نحو تام بالوظائف الرئيسية للمنظمة وتعتمد بشكل مباشر على ما تتضمنه المنظمة من كفايات (Clelland, Douglas & Henderson, 2004). وتُعرف إدارة الجودة الشاملة البيئية إجرائياً في الدراسة الحالية على أنها ”إتباع إرشادات ومعايير الآيزو 14001 الصادرة في عام 2005 (معايير ISO 14001:2005 Environmental management systems... معايير الأيزو لجودة نظم الإدارة البيئية) وتطبيقها في المؤسسات التعليمية كأساس لتطبيق عمليات ومبادئ إدارة الجودة الشاملة لتحسين الأداء البيئي للمدارس”.
معايير الجودة الشاملة البيئية: تُعرف معايير الجودة الشاملة البيئية إجرائياً في الدراسة الحالية بأنها تلك المعايير التي أصدرتها المنظمة الدولية للتوحيد القياسي تحت مسمى ISO 14001:2005 Environmental management systems.
الدراسات السابقة:
تم استعراض الدراسات السابقة وثيقة الصلة بموضوع الدراسة في محورين وهما:
1. المحور الأول: دراسات اهتمت بإدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية والمدارس
2. المحور الثاني: دراسات اهتمت بإدارة الجودة الشاملة البيئية
الإطار النظري للدارسة:
تناول البحث في الإطار النظري للدراسة الموضوعات التالية بالدراسة والتحليل:
• التطور التاريخي لإدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم
• مفهوم إدارة الجودة الشاملة
• أهداف إدارة الجودة الشاملة
• أهمية إدارة الجودة الشاملة
• متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة
• مراحل تطبيق إدارة الجودة الشاملة
• مستويات تبني أو تطبيق إدارة الجودة الشاملة
• أدوات/وسائل إدارة الجودة الشاملة
• مكونات إدارة الجودة الشاملة
• قيم إدارة الجودة الشاملة
• مداخل إدارة الجودة الشاملة
• مبادئ إدارة الجودة الشاملة
• مداخل إدارة الجودة الشاملة
• معوقات وتحديات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية
• أخطاء شائعة في تطبيق إدارة الجودة الشاملة
• معايير ومؤشرات تطبيق الجودة الشاملة في القطاع التعليمي
• إدارة الجودة الشاملة البيئية في المؤسسات التعليمية
منهج الدراسة
تم الاعتماد على ما يلي من المناهج البحثية الوصفية:
(1) منهج البحث الوصفي بالطريقة المسحية المعتمدة على استخدام الاستبيان المقنن: وكان الهدف من هذا المنهج جمع البيانات التي تتعلق بآراء المشاركين عن مدى تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية في مدارسهم من وجهة نظرهم، وتحديد معوقات ذلك التطبيق.
(2) منهج البحث الوصفي السببي المقارن والذي وفقاً له تم الكشف عن الاختلاف في آراء المشاركين من عينة الدراسة بشأن واقع ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية والتي تُعزى إلى متغيراتهم الشخصية (الجنس-المؤهل التعليمي-الوظيفة-عدد سنوات العمل-التدريب السابق في الجودة الشاملة-التدريب البيئي السابق).
(3) منهج البحث التطويري Developmental Research Method وتم استخدامه كآلية لتقديم رؤية متكاملة وتصور مقترح لتفعيل تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية استناداً إلى التوجهات العالمية المعاصرة واستناداً إلى ما أفرزته الدراسة الميدانية من نتائج بشأن واقع ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية واستناداً كذلك إلى متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية التي تم الحصول عليها من خلال مراجعة الدراسات السابقة والإطار النظري للدراسة.
متغيرات الدراسة
تضمن الدراسة نوعين من المتغيرات أولهما المتغيرات المستقلة والتي تتمثل في المتغيرات الشخصية للمشاركين، وهي: (الجنس-المؤهل التعليمي-الوظيفة-عدد سنوات العمل- التدريب السابق في الجودة الشاملة- التدريب البيئي السابق). أما المتغير التابع الوحيد لهذه الدراسة فيتمثل في آراء المشاركين عن واقع ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية من وجهة نظر العاملين في عدد من المدارس الثانوية الكويتية.
أداة الدراسة
لجمع بيانات الدراسة الميدانية تم الاعتماد على أداة وحيدة وهي أداة: ”استبيان واقع إدارة
الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت” وهي الأداة التي تم الاعتماد في محتواها الرئيسي على أداة سبق أن استخدمها ”عصام جمال غانم” (2016) في بحث منشور سابق حمل عنوان ”واقع تطبيق معايير نظم إدارة الجودة الشاملة البيئية مع الدراسات والبحوث البيئية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس”. ومع ذلك، فقد شهدت هذه الأداة إدخال عدة تعديلات بما يتلاءم مع طبيعة تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس.
وللتحقق من صدق الأداة تم استخدام طريقة الصدق الظاهري حيث قام الباحث بأخذ آراء بعض المحكمين المتخصصين في مجالات علوم الإدارة البيئية والجودة الشاملة في بعض كليات التربية في مصر بشأن الصياغة الجديدة للعبارات تتناسب مع واقع التعليم الثانوي ومتطلبات إدارة الجودة الشاملة وإدارة الجودة الشاملة البيئية فيه، علاوةً على تحكيم الأداة بشكل إجمالي. وبالإضافة لذلك تم التحقق من الاتساق الداخلي لأداة الدراسة من خلال تطبيقها على عينة استطلاعية مكونة من (47) من المعلمين والمشرفين والإداريين في المدارس الثانوية بدولة الكويت من غير المشاركين في العينة الأساسية للدراسة. وتبين من الدراسة أن جميع فقرات الاستبيان ترتبط مع الدرجة الكلية ارتباطاً دالاً إحصائياً.
وقد تم التحقق من ثبات أداة الدراسة باستخدام طريقة إعادة الاختبار Test-retest method من خلال تطبيقها على أفراد العينة الاستطلاعية من غير المشاركين في العينة الأساسية للدراسة, حيث تم حساب معامل الارتباط بين تقديرات المعلمين والمشرفين والإداريين في المدارس الثانوية بدولة الكويت في التطبيق الأول والثاني لأداة الدراسة بفارق زمني أسبوعين وذلك باستخدام ”الارتباط البسيط عند بيرسون”. واتضح أن جميع معاملات الارتباط بين تقديرات المعلمين والمشرفين والإداريين في المدارس الثانوية بدولة الكويت في التطبيق الأول والثاني للاستبيان (كدرجة إجمالية وكأبعاد فرعية) جاءت موجبة ودالة عند مستوى الدلالة (0.01) حيث تراوحت معاملات الارتباط ما بين (0.649) و(0.854) وهي قيم مرتفعة ودالة إحصائياً.
وقد تألفت الصورة النهائية لأداة الدراسة مما يلي:
أ- خطاب تمهيدي موجه للعاملين في مدارس التعليم العام للمرحلة الثانوية بدولة الكويت يوضح الهدف من الدراسة، ويعرفهم بطبيعة معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية ومعوقاتها ويبين لهم طريقة الإجابة عن الاستبيان ويؤكد على حماية خصوصيتهم.
ب- قسم المعلومات الشخصية: وتضمن هذا القسم الاستفسار من المشاركين عن بعض المعلومات الشخصية الخاصة بهم وهي: المعلومات الخاصة بالمتغيرات الشخصية التي أدخلها الباحث في تصميم الدراسة وهي: (الجنس- المؤهل التعليمي-الوظيفة-عدد سنوات العمل- التدريب السابق في الجودة الشاملة-التدريب البيئي السابق) فضلاً عن الاسم والذي كان اختيارياً.
جـ- عبارات الأداة: وتضمنت الأداة إجمالاً 39 عبارة موزعة على محورين رئيسيين وهما:
- المحور الأول: درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدرسة وتضمن هذا المحور 16 عبارة بواقع عبارة لكل مبدأ من مبادئ إدارة الجودة الشاملة البيئية التي حددتها منظمة الأيزو
- المحور الثاني: معوقات تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية: وتضمن هذا المحور 23 عبارة موزعين تحت ثلاث أبعاد فرعية وهي المعوقات الفردية، والمعوقات الإدارية والتنظيمية، والمعوقات المادية والتقنية.
وتم وضع مقياس ثلاثي التدريج أمام عبارات المحور الأول يتضمن ثلاث بدائل وهي: تنطبق، إلى حد ما، لا تنطبق وذلك لقياس درجة تطبيق كل معيار من معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية الستة عشر. أما المحور الثاني فقد وُضع أمام عباراته مقياس متدرج يتضمن ثلاث أبعاد وهم: موافق- إلى حد ما- غير موافق بما يعكس درجة موافقة المشارك على ما إذا كان كل معوق من المعوقات الـ 23 يمثل معوقاً ذي أهمية أو لا في إعاقة تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في التعليم الثانوي بدولة الكويت.
مجتمع وعينة الدراسة:
تمثل مجتمع الدراسة في العاملين بالمدارس الحكومية للبنين والبنات في التعليم الثانوي في دولة الكويت (من المعلمين والإداريين والموجهين) في المحافظات الكويتية، وهي محافظة العاصمة، ومحافظة حولي، ومحافظة الفروانية، ومحافظة الأحمدي، ومحافظة الجهراء، ومحافظة مبارك الكبير. وبلغ إجمالي عدد مجتمع الدراسة حوالي عشرة آلاف فرد. لاختيار عينة الدراسة من هذا المجتمع، لجأ الباحث إلى طريقة العينة العشوائية العنقودية حيث قام بالاختيار العشوائي لبعض المدارس الثانوية للبنين والبنات في المحافظات الست تضمنت الاختيار العشوائي لست مدارس (ثلاث للبنين وثلاث للبنات في كل محافظة من المحافظات السابقة الذكر ثم اختيار المعلمين والمعلمات للمشاركة من بين هذه المدارس). ومن بين العاملين في تلك المدارس تم الاختيار العشوائي لعينة الدراسة وتم تطبيق الاستبيان الخاص بجمع البيانات في هذه الدراسة وتم تطبيق الاستبيان على 348 من العاملين في هذه المدارس. وأتم الإجابة عن أداة الدراسة 239 فرد ممن تم تطبيق الأداة عليهم بنسبة إجابة تبلغ (68.6%) وهي نسبة استرجاع أو إجابة مقبولة لأغراض البحث العلمي.
إجراءات الدراسة
أ- المرحلة الأولى: تحديد مخطط الدراسة في هذه المرحلة تبلورت مشكلة الدراسة في ذهن الباحث وقام بصياغتها وصياغة التساؤلات البحثية وما يرتب بها من أهداف وفروض ووضع الباحث مخططاً شاملاً للإجابة عن تساؤلات الدراسة.
ب- المرحلة الثانية: مراجعة الأدب النظري والدراسات السابقة في هذه المرحلة، قام الباحث بعمل مراجعة مكثفة للدراسات السابقة، والأدب النظري المتعلق بمبادئ إدارة الجودة الشاملة العامة وتطبيقاتها في المجال التعليمي، وكذلك قام الباحث بمراجعة نظم الإدارة البيئية، ومعايير إدارة الجودة الشاملة البيئية وتطبيقاتها في المجال التعليمي والمدارس خاصةً. وكان الهدف من هذه المرحلة تقديم التغطية النظرية اللازمة لتجهيز أداة الدراسة وكذلك بناء التصور المقترح وأن يستند الباحث إلى تلك الدراسات عند مناقشة وتفسير نتائج الدراسة.
جـ- المرحلة الثالثة: تجهيز أداة جمع البيانات في هذه المرحلة، وقف الباحث على الصياغة النهائية لأداة الدراسة وقام باختيار الصورة الأولية المناسبة وتعديلها في ضوء الأدب النظري والدراسات السابقة وقام كذلك بتحكيم الأداة علمياً واختيار عينة استطلاعية من خارج المشاركين في الدراسة الحالية وطبق الأداة للتأكد من اتساقها الداخلي وثباتها. وفي هذه المرحلة كذلك صاغ الباحث الصورة النهائية لأداة الدراسة وجهزها تمهيداً للتطبيق الميداني.
د- المرحلة الرابعة: التطبيق الميداني للدراسة تضمنت هذه المرحلة أخذ الموافقات الرسمية على تطبيق الدراسة ميدانياً وتم اختيار عينة الدراسة بطريقة عشوائية وتطبيق الاستبيانات عليها وتم جمع البيانات وفرز الاستبيانات المكتملة الإجابة عن تلك التي لم تكتمل الإجابة عنها وتم رصد الدرجات في جداول وإخضاعها لعمليات التحليل الإحصائي واستخلاص النتائج منها.
هـ- المرحلة الخامسة: بناء وتقديم التصور المقترح في هذه المرحلة، كان على الباحث وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها بناء تصور مقترح لتفعيل تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية بدولة الكويت.
أساليب التحليل الإحصائي
تم استخدام أساليب التحليل الإحصائي التالية:
(1) حساب معامل ارتباط بيرسون لتقدير الاتساق الداخلي للاستبيان، وحساب معاملات الارتباط بين التطبيقين الأول والثاني للاستبيان في الدراسة الاستطلاعية بغرض التحقق من ثباته.
(2) تم استخدام التكرارات والنسب المئوية وذلك لتقدير توزيع عينة الدراسة وفقاً للمتغيرات الشخصية للمشاركين (الجنس-المؤهل التعليمي-الوظيفة-عدد سنوات العمل-التدريب السابق في الجودة الشاملة-التدريب البيئي السابق).
(3) تم استخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب للحكم على درجة تطبيق معايير نظم إدارة الجودة الشاملة البيئية، والحكم كذلك على درجة حدة كل معوق من معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية.
(4) تم استخدام اختبار ”ت” للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات تقديرات المعلمين والمعلمات المشاركات بشأن واقع ومعوقات إدارة الجودة الشاملة البيئية من وجهة نظرهم استناداً إلى متغيرات الجنس، والتدريب البيئي السابق، والتدريب السابق في الجودة الشاملة.
(5) تم استخدام تحليل التباين أحادي الاتجاه مصحوباً باختبار شيفيه للمقارنات البعدية وذلك لتحديد مدى دلالة الفرق في تقديرات المشاركين وفقاً لمتغيرات عدد سنوات العمل، والمؤهل العلمي والوظيفة.
نتائج الدراسة
(1) كانت درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية الكويتية إجمالاً (منخفضة) كما جاءت درجة تطبيق خمسة عشر من أصل ست عشر من هذه المعايير بدرجة منخفضة، بينما جاء معيار واحد فقط بدرجة تطبيق متوسطة.
(2) كانت هناك درجة متوسطة من حدة معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية الكويتية من وجهة نظر المشاركين سواءاً المعوقات الفردية أو الإدارية والتنظيمية أو المادية والتقنية.
(3) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تقدير المشاركين لواقع ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بالكويت وفقاً لمتغير الجنس وجاءت الفروق لصالح الذكور في درجة التطبيق، بينما جاءت الفروق لصالح الإناث في المعوقات.
(4) عدم وجود فروق دالة في إدراك واقع تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية ومعوقاته وفقاً لمتغير التدريب البيئي السابق.
(5) عدم وجود فروق دالة في واقع ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية وفقاً لمتغير التدريب السابق في الجودة الشاملة.
(6) وجود فروق دالة إحصائياً في درجة تطبيق ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية بدولة الكويت ترجع لمتغيرات الوظيفة والمؤهل التعليمي، وعدد سنوات العمل.
وبذلك أشارت النتائج إلى أن المدارس الثانوية بدولة الكويت لا تطبق معايير إدارة الجودة الشاملة البيئية كما يتضح من الدرجة المنخفضة لتطبيق خمس عشر من أصل ست عشر من المعايير وهو ما يشير إلى غياب نظم فعالة للإدارة البيئية وإدارة الجودة الشاملة البيئية في تلك المدارس وتشير إلى أن المدارس الثانوية بالدولة لا تزال تحبوا خطواتها الأولى في هذا المضمار وبحاجة إلى تقديم تصور مقترح شامل يبدأ من نقطة الصفر للأخذ بأيدي المدارس والإدارات التعليمية نحو تطبيق ممنهج وشامل ونظامي لمعايير إدارة الجودة الشاملة البيئية.
التصور المقترح لتطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية الكويتية
اعتمد الباحث في إعداد هذا التصور المقترح على مراجعة الدراسات العربية التي تناولت إدارة الجودة الشاملة في القطاع التعليمي من حيث الواقع والمعوقات وهي الدراسات التي سبق أن ذكرناها عند إعداد أداة الدراسة. كما قام الباحث بالرجوع إلى عدد من الدراسات الأجنبية التي تناولت تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المؤسسات التعليمية. استناداً إلى هذه الدراسات وكذلك استناداً إلى نتائج الدراسة الميدانية خلص الباحث إلى تقديم تصور مقترح لتفعيل تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية في المدارس الثانوية بدولة الكويت.
تألف هذا التصور المقترح من ثلاث مراحل أساسية بحيث يتناغم استخدامه مع العملية التنفيذية لإدارة الجودة الشاملة البيئية. حيث تنطوي مرحلته الأولى الحصول على دعم الإدارة العليا للمدرسة, وضع بنية للمحاسبية, وتحديد المتطلبات والاشتراطات القانونية, ومراجعة الإجراءات العملانية operations, وتحديد الأنشطة التي قد تؤثر على البيئة, وتطوير سياسة بيئية. وفي المرحلة الثانية, يتم تدشين برامج بيئية تستهدف, وتراقب, وتقيس الإجراءات العملانية, وإرساء نظام لضبط الوثائق والتوثيق, وتدشين وتنفيذ الاجراءات البيئية المطلوبة, والتدريب والتواصل. أما المرحلة الثالثة فتنطوي على المراجعة والتدقيق من قبل أطراف داخلية وخارجية.
توصيات الدراسة:
• تطبيق التصور المقترح المقدم في الدراسة بمراحله وإجراءاته ومحاوره المختلفة كآلية تطبيقية للأخذ بأيدي المدارس الثانوية نحو تطبيق متكامل لنظم الإدارة البيئية وإدارة الجودة الشاملة البيئية.
• تقديم برامج تدريبية مكثفة للمديرين والمشرفين والموجهين والمعلمين في المدارس الثانوية بدولة الكويت عن نظم الإدارة البيئية ومعايير إدارة الجودة الشاملة البيئية وسبل تطبيقها بنجاح ودورهم في هذا التطبيق.
• اعتماد مخصصات مالية حكومية لتطبيق واستحداث إدارة الجودة الشاملة البيئية بالمدارس الثانوية تشمل توفير ما يلزم من أدوات وبرمجيات وكوادر بشرية متخصصة.
مقترحات الدراسة:
• إجراء دراسة تقويمية لتجربة تطبيق التصور المقترح المقدم في الدراسة الحالية من حيث أثره على زيادة قدرة المدارس الثانوية على تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية.
• دراسة للاحتياجات التدريبية لمديري المدارس الثانوية في مجال إدارة الجودة الشاملة البيئية.
• الكفايات اللازمة لمعلمي المدارس الثانوية في تطبيق إدارة الجودة الشاملة البيئية: دراسة استطلاعية.