الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تُعدُّ الوحدة الفنية في القصيدة العربية واحدة من القضايا التي دارت حولها كثير من الدراسات النقدية قديما وحديثا، ومرجع هذه الأهمية إلى كونها قضية أساسية في صياغة الشعر العربي بصفة عامة؛ ومن هنا نستطيع أن نلحظ محاولات النقاد المتكررة في استخلاص الوسائل الفنية التي يستطيع الشاعر من خلالها أن يُكَوِّن هذه الوحدة الفنية. وتختص هذه الدراسة باستقراء وسائل تحقيق وحدة القصيدة في شعر النابغة الجعدي من خلال نِتاج الدراسات الألسنية الحديثة، سواء أكانت هذه الدراسات الألسنية الحديثة دراسات نقدية أم كانت دراسات بينية بين الدراسات النصية والدراسات النقدية؛ فكان عنوان الدراسة على النحو التالي : وحدة القصيدة في شعر النابغة الجعدي في ضوء الألسنية الحديثة وجدير بالذكر أنّ هذه الدراسات تكشف ”عن تعانق العلوم اللغوية وغير اللغوية في إطار مفهوم الشمول؛ فقد بان لدينا أن العلم المعرفي الواحد، لا يكشف نفسه بنفسه، ولا يتحرك من دائرته وحدها، وإنما يأتي الكشف من خلال صلته بالعلوم الأخرى التي تدور حوله وتقترب منه. فكل علم دائرة أو حلقة في سلسلة، وعند الفصل بين دائرة وأخرى يتم فصل أجزاء هذه السلسلة المتماسكة، كما أنَّ البينية في العلم الحديث هي الأساس الذي ترجوه الدراسات العلمية الآن في العالم، وهذا المأمول في خطواته المعاصرة لا يمكن إنكار وجوده في تراثنا... فالخط البيني بين علوم اللغة وغيرها كان حقا واضحا في هذا الزمان”( ). كما أنّ هذه البينية بين العلوم تناسب طبيعة الإبداع اللغوي أيضا؛ فإنّ أيَّ إبداعٍ لغوي إنما هو مكون في الأساس من مستويات لغوية مختلفة؛ فقد تكون مستويات نحوية تركيبية، وقد تكون صرفية أو صوتية، وقد تكون نقدية أو بلاغية، وقد تكون جمالية أو نفسية، وقد تكون نصية أو غير ذلك من المستويات الإبداعية التي تمثل العلوم اللغوية المتنوعة؛ ومن ثَمَّ أصبح التعاضد بين معطيات هذه العلوم في تحليل النصوص الأدبية أمرا محتوما يناسب البنية التشريحية للعمل الأدبي بشكل عام. |