Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نموذج مقترح للمعالجة الصحفية لتنمية التنور بقضايا الاقتصاد الأخضر لدى جمهور القراء:
المؤلف
رأفت، غادة أحمد رأفت إسماعيل رأفت محمد.
هيئة الاعداد
باحث / غادة أحمد رأفت إسماعيل رأفت محمد رأفت
مشرف / عبد المسيح سمعان عبد المسيح
مشرف / نجوي عبد الرحيم كامل
مناقش / نجوي عبد الرحيم كامل
الموضوع
العلوم التربوية. التدريس- تعليم.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
294ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم التربوية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 271

from 271

المستخلص

لم تعد النظم الاقتصادية التقليدية التوجه الأمثل الذي يعتمد عليه لإرساء نهضة تنموية حقيقية، فقد تبين ان جميع النظم الاقتصادية السابقة نظم غير رشيدة، تستنزف الموارد الطبيعية وتلوث البيئة من اجل تحقيق مارب انية دون الاخذ في الاعتبار صيانة حقوق الأجيال القادمة في هذه الموارد، كما انها أثبتت فشلها في خفض الانبعاثات الكربونية، التي اثرت على درجة حرارة الأرض وذوبان كتل جليدية ضخمة في القطبين وحدوث ظواهر أخري خطيرة في المناخ.
(حسني عبد المعز عبد الحافظ. 2015، ص 68)
بناء على ذلك كان لا بد من اتخاذ تدابير مضادة وحلول اقتصادية غير تقليدية في إطار ما يعرف بالتنمية المستدامة Sustainable development، ويعد الاتجاه إلى تخضير الاقتصاد بمختلف قطاعاته من خلال اتخاذ إجراءات تستهدف خفض الكربون وترشيد استهلاك الموارد المتاحة للحفاظ على رأس المال الطبيعي والتنوع الاحيائي ما ينعكس بدورة على تحسين حياة البشر وتحقيق الرفاهية لهم أو ما أصطلح على تسميته الاقتصاد الأخضر هو الحل الأمثل للتغلب على اختلالات البيئة التي تسبب الأنسان في افسادها. وقد بدأت بعض الدول تتجه إلى تحويل اقتصاداتها ومراعاة البعد البيئي وترشيد الاستهلاك والحد من الفاقد والاهلاك والتالف والحفاظ على الموارد الطبيعية والتعامل مع المخلفات بطرق امنة وسليمة وإعادة تدويرها، ما جعل هذه الدول تتبني استراتيجيات واضحة وسياسات تحقق ماربها ومن هذه الدول دول صناعية كبرى ومتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا، كذلك هناك دول الاسواق الناشئة مثل الهند والصين، وهناك دول نامية مثل مصر. (مديحة فخري محمود محمد. 2017، ص 27 و34)
سائر الدول العربية ومنها دول منتجة للبترول والتي تحاول ان تحذو حذوها.
(Abdel Raouf, Mohamed &Mari Luomi. 2017, p10-11)
يؤدي الاعلام دورا اساسيا في التنمية خاصة الصحافة لما لها من دور في تثقيف افراد المجتمع بوجه عام ولفت أنظار رجال المال والاعمال إلى وجوب توجيه استثماراتهم إلى المشروعات التنموية والتوعية بأهمية التحول إلى الاقتصاد الاخضر كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة ودور الاعلام هنا هو دور رقابي وتوعوي وارشادي وبذلك لا بد من ان يناقش الاعلام هذه القضايا وان يخطط لاستراتيجيات وعمليات الاتصال التي تهدف إلى التوجيه والوعي بالاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة وإشراك الجمهور في فهمها وتقبلها وتكوين اتجاهات ايجابية تجاهاها ومن ثم العمل على تنفيذها، فقد اتضح أن مشروعات التنمية لا تستطيع ان تنجح إلا بواسطة المشاركة والمساهمة من قبل الشعوب، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بمساعدة وسائل الإعلام، فما من خطة تنموية في أي دولة إلا وتتضمن إلى جانب الجهد المادى المتمثل في الاستثمارات والتمويل وتوفير الظروف الفنية والتقنية والإدارية الملائمة لإنجاح هذه الخطة، جهد أخر وهو جهد معنوي ويتمثل في دور الاعلام التوعوي وتقديم خطط التنمية بأسلوب يشيد بالجهد المبذول وكشف الممارسات الخاطئة ما يساهم في النهاية في خلق التنمية عامة والتنمية المستدامة على وجه الخصوص. (سالم برقوق، وزبيري رمضان. 2015، ص 78-80).
بذلك يقوم الاعلام بدور هام في التعريف بمفهوم التنمية المستدامة والتأكيد على ان الاقتصاد الأخضر ألية فعالة يمكن تنفيذها، فبحسب تقرير برونتلاند (خالد محمد حسن محمد. 2015، ص 10-17) فإن التنمية المستدامة هي التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون التضحية أو المساس أو الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها وهي تحتوي على مفهومين أساسيين: مفهوم الحاجات وخصوصا الحاجات الأساسية لفقراء العالم والتي ينبغي أن يتم إعطاء الأولوية المطلقة لها، وفكرة القيود التي تفرضها التكنولوجيا أو الضغوط المجتمعية المتمثلة في ضغوط رجال الأعمال وأصحاب المصالح على قدرة البيئة على الاستجابة لحاجات الحاضر والمستقبل.
وقد شهد الاعلام نقلة نوعية من الوظيفة الكلاسيكية في نقل الأخبار وتغطية الأحداث، إلى القدرة على تشكيل الرأي العام وصولا إلى مفهوم الإعلام التنموي من خلال الشراكة بين الإعلام والتنمية في نشر وتجذير مفاهيم وقيم إنسانية وحضارية عالمية من أجل قيام مجتمعات المعرفة.
بذلك يتضح أن للأعلام وظيفة إخبارية وتحليلية للأخبار المقدمة وان للصحافة دور في تقديم الاخبار والحقائق بدون تجميل وعليها ان تقدم التفسير الصحيح الذي يخدم العملية التنموية بصيغتها المستدامة، أما الدور الثاني فهو القدرة الايحائية والإقناعيه لهذه الوسائل وهي مكملة للوظيفة السابقة إذ ان وظيفة إقناع الجمهور تعد أهم أدوار وسائل الإعلام في خدمة التنمية.
(سالم برقوق، وزبيري رمضان. 2015)
كذلك تري الباحثة كيا Saxena, Keya. June 2017, p 4-5)) ان الرسالة الاعلامية لها دور في انجاح خطط ومشروعات التنمية أو إفشالها، ولتحقيق المساندة الفعالة والدعم للأعمال التنموية ينبغي تكييف وتعديل الرسالة الاعلامية للتتوافق مع الجمهور والمجتمع المحلي الذي توجه له الرسالة الاعلامية.
أما الباحث أنطونيو لوبيز فيري Lopez, Antonio R., May. 2013, p 222)) ان العلاقة المتداخلة بين وسائل الاعلام والثقافة والتكنولوجيا تستطيع خلق المواطن ذو الثقافة الخضراء الذي يتبني قيم وقضايا الاقتصاد الاخضر والتي يمكنها ان تؤدي في النهاية إلى التغيير الاجتماعي، ما يدعم فكرة التأثير الفعال لوسائل الاعلام على الأفراد وعلى المجتمع.
ويشير الباحث ميلتون ماكلارن (McClaren, Milton. 2019, p 416 - 417) إلى دور الاعلام في التعليم البيئي والتنوير وأوضح دور البرامج في خلق التنور البيئي وان هذه البرامج يجب ان تشتمل على تجارب تساهم في تنمية مهارات بيئية وخلق صفات شخصية تلائم القدرة على العمل الفعال والجماعي والقيادي المنوط بأي شخصية ذات قدر معقول من التنور البيئي، واشار إلى ان تعدد وسائل الاعلام والاتصال له دور وثيق الصلة بخلق هذا التنور خاصة إذا ما تضافرت جميع الوسائل لتحقيقه. كما نوه عن الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في خلق اتجاهات ايجابية حيال البيئة ودورها في خلق سمات شخصية محددة مثل عدم الانغلاق على الذات وقدر أكبر من الرغبة في تحمل المسئولية والعمل لصالح الجماعة والتعلم المستمر وتقبل فكرة استمرار وضع القيم الثقافية المكتسبة للاختبار في ضوء علاقة الفرد بالموارد البيئية المتاحة وتحلي الفرد باحترام التعددية الثقافية والاختلاف والرغبة في الانغماس في المجتمع وقضاياه وان يسلك سلوكا حسنا تجاه مجتمعه وتجاه البيئة التي يعيش فيها.
وأشارت (عواطف عبد الرحمن. 2002) إلى ان الممارسات الاعلامية على المستوي المحلي تشي بالقصور في مفهوم التنمية لدى الإعلاميين وافتقارهم إلى التأهيل العلمي المتخصص والمعرفة بالمفاهيم البيئية والمشاكل التي تعترض التنمية البيئية وذلك بسبب ضغوط من قبل أصحاب المصالح التجارية والصناعات المعادية للبيئة على الصحفيين من خلال الاعلانات التي تقوم بدور فاعل في تمويل صحفهم، واشارت إلى انغلاق دائرة الاهتمام بقضايا التحديث والتنمية على فئات محدودة وخبراء متكررين، ناهيك عن أزمة التركيز على الحضر والابتعاد عن الريف والمجتمعات النائية ما يؤدي إلى قصور المشاركة في حل مشاكل هذه المجتمعات.
وتخلص الباحثة إلى احتلال القضايا البيئية والتنمية زيل قائمة الأولويات الإعلامية مقارنة بمواضيع الرياضة والفن والجريمة ومواضيع الطرافة والغرابة والأزياء ما يمثل ضعفا واضحا في تحديد الأولويات.
يشير (محمود بكر محمد محمود. 2015، ص 7 - 8) في دراسته إلى ان المجلات الأسبوعية تقدم مادة صحفية بيئية أكثر عمقا من الجرائد اليومية حيث يلعب الوقت دورا حاسما في إعطاء المحرر فرصة لإستيعاب المواقف والأحداث وتفسيرها تفسيرا وافيا وشاملا، كما أنها تعتمد على تنوع القوالب الصحفية من حوار وتحليل وتحقيق وغيرها من الأشكال الصحفية. كذلك تستطيع المجلات الإسبوعية إتاحة صفحات كاملة لعرض الدراسات العلمية والتقارير، كما يمكنها استكتاب عدد كبير من الخبراء وكبار الصحفيين لعرض وجهات نظرهم من خلال كتابة مقالات أو أعمدة رأي أو اجراء حوارات صحفية معهم، ما يسهم في إلمام القاريء بالأحداث والقضايا الجارية وتثقيفه وإكسابه المعارف والمهارات البيئية والسلوكيات القويمة في التعامل مع بيئتة ومجتمعه وتنويره بالقضايا ذات البعد الاجتماعي والبيئي والاقتصادي. ويؤكد الباحث (محمود بكر محمد محمود. 2015، ص 43) على تميز الصحافة عن سائر وسائل الاعلام الأخري بامتلاكها قدرة ذاتية هي التأثير على الوعي العام وتشكيل الصور الذهنية للجمهور عن القضايا المحورية في بيئاتهم خلاف قيامها بدور نقدي للقضايا وتحديدها لقائمة الأولويات البيئية أو الأجندة البيئية على جميع المستويات سواء المحلية أو الدولية.
كما أشارت (أية صلاح عبد الفتاح العدوي. 2020، ص660 -662) إلى ان للصحافة دور أساسي في تحقيق التنمية المستدامة من خلال وظيفتها في تقديم الأخبار وتفسيرها وتحليلها وانها تعمل على رفع درجة الوعي بين أفراد المجتمع وتعلمهم بالمشروعات وفرص التنمية، كما انها تعمل على تعزيز الاتجاهات وتشحز الدوافع التي تساهم في العملية الانمائية.
على المستوي المحلي يشير (خالد محمد حسن محمد. 2015، ص 10 و17) إلى ان الصحف المسائية المصرية يمكنها ان تسهم بفاعلية في معالجة قضايا التنمية والمشكلات البيئية المزمنة أو المستجدة، وتدعم قيم وأبعاد المواطنة البيئية لدي الجمهور المستهدف على ان يتم ذلك من خلال المشاركة الشعبية في الإعلام البيئي والتخلص من نمط الاعلام الموجه والتلقيني واهاب بصحافة المواطن التي تعد أفضل من الصحافة التقليدية لأنها تتيح فرصة أمام الجمهور للمشاركة، بدلا من الصمت وتلقي المعلومات.
بينما تشير دراسة (هديل محمد عفيفي حجازي. 2017، ص 2) والتي تناولت تحليل مضمون مجلة الاهرام الاقتصادي بإعتبارها أحد المجلات الاقتصادية المتخصصة إلى كون هذه المجلات مصدرا مهما للمعلومات والحقائق الاقتصادية وانها تقوم بدور في ممارسة النقد والاستقصاء والتقويم والكشف عن الأخطاء وسوء الإدارة والفساد ونشر الوعي الاقتصادي بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنفيذية.
بذلك تذهب الدراسات إلى أداء المجلات الاقتصادية دورا فعالا في إلمام الأفراد بشأن حركة الأموال والأعمال في بلادهم واتجاهات الاستثمارات وسياسات الدولة المالية والاقتصادية مع إلقاء الضوء على المشروعات الناجحة وعلى التحديات الاقتصادية، ويتضح أن للمجلات دورا بارزا في تعبئة الشعوب لتحقيق التنمية والتقدم لبلادهم، وإعلامهم باهم التطورات والاتجاهات السائدة لمواجهة التحديات المجتمعية من توفير فرص للعمل وانعاش الاقتصاد والحفاظ على اسعار ملائمة واقتصاد يحقق الرفاهية لجميع أفراد المجتمع، ومن هنا جاءت أهمية هذه المجلات لتثقيف الأفراد بشأن الاقتصاد الاخضر مع ما يعنيه هذا المصطلح من تحقيق التنمية لجميع أفراد المجتمع وتلبية إحتياجاتهم الانية بشرط عدم الجور على رأس المال الطبيعي الذي يعتمد عليه الفقراء في معيشتهم وهو اقتصاد يحافظ على الثروات التي منحها الله للأنسان ويعمل على استدامة هذه الثروات بغرض المحافظة على تدفق المنافع للأجيال الحاضرة والمستقبلية، كما انه اقتصاد يستهدف رفاهية الجميع وتحقيق الحماية والعدالة الاجتماعية ويضمن حقوق الفئات الهشة ويتيح لهم الخدمات وفرص العمل والارتقاء.
أولاً: مشكلة البحث
بسبب أهميه توجه الاقتصاد الاخضر فهو الالية المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة، قامت الباحثة بدراسة استطلاعية بتحليل مضمون لكل من مجلة الإيكونوميست البريطانية والأهرام الاقتصادي والتي تصدر في مصر للأعداد الصادرة خلال فترة يونيو ويوليو وأغسطس 2017، (نحو 12 عدد) ومراجعة الموضوعات التي تناولت قضايا الاقتصاد الأخضر، فوجدت الاتي:
فيما يتعلق بمجلة الإيكونوميست البريطانية: فقد تضمنت الأعداد موضوعات تناولت قضايا الاقتصاد الاخضر سواء من ناحية الاتجاه إلى الطاقات المتجددة أو استحداث ادوات مالية للاستثمار في الاقتصاد الاخضر أو تناول الدول الصناعية الكبرى والأسواق الناشئة لقضايا الحد من التلوث وتقليل الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري وضرورة الاتجاه إلى تخفيض انتاجية المصانع والصناعات الملوثة للبيئة وشديدة الاستهلاك للطاقة وجاءت جميع المقالات مفروده على صفحات داخلية أو في بداية المجلة واستعان كل موضوع بالصور المعبرة. كذلك ظهرت مواضيع تتعلق بالبيئة أو التلوث على الغلاف خلال هذه الفترة.
اتضح ان الايكونوميست تناولت بعض موضوعات الاقتصاد الاخضر ومحدداته مثل تخفيض الكربون وكفاءة استخدام الموارد والمساواة بين البشر عموما وتحسين حياة البشر، وغيرها من المواضيع كما انها حبذت نموذج الاقتصاد الاخضر، ولكن المجلة لم تشر صراحة إلى مصطلح الاقتصاد الاخضر.
بالنسبة لمجلة الاهرام الاقتصادي المصرية، لم تصرح مجلة الاهرام الاقتصادي أيضا بمصطلح ”الاقتصاد الاخضر” في أي معالجة قدمتها، وتعاملت مع الاقتصاد الاخضر في إطار متابعة برامج وخطط وسياسات الحكومة من حيث تحقيق العدالة الاجتماعية بهدف تحسين حياة البشر والتي كانت لها الأولوية في اجندة العمل الوطني في هذه الفترة. كذلك عالجت قضية خفض الكربون والمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تخضير قطاع الطاقة خاصة بناء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واستراتيجية للطاقة تعظم من مكون الطاقات المتجددة. بينما تركزت تغطية قضية تحسين حياة البشر وتحقيق الرفاهية علي عدد من الموضوعات الخاصة ببرامج تكافل وكرامة وتوفير قروض للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة وتنمية الصعيد بينما افتقرت المعالجات إلى بيان اثر الممارسات الاقتصادية التقليدية الملوثة للبيئة أو إدانتها مع عدم توضيح المشاكل البيئية التي نعاني منها أو تعاني منها الدول الأخري بصورة وافية.
بناء على ذلك يكون من الأهمية بمكان الاطلاع وتحليل مضمون احدى المجلات التي تصدرها أحدى الدول المتقدمة على المستوي العالمي مثل مجلة الإيكونوميست البريطانية ومعرفة ماذا تقدم لقرائها في هذا المجال ومعرفة وتحليل مضمون مجلة الاهرام الاقتصادي المصرية والتي تصدرها أحد أعرق المؤسسات الصحفية على مستوي العالم العربي وهي مؤسسة الأهرام.
هذا وقد تناولت العديد من الدراسات دور الكلمة المكتوبة سواء صحافة أو كتب أو كتيبات في تنمية التنور البيئي (عماد عادل صبحي، وعبد المسيح سمعان عبد المسيح، وأيمن عبد الحميد.2020) و (زينب فؤاد محمد زمزم.1998) و (فتح الله مندور. 2009) أو تنمية التنور بالتكنولوجيات الخضراء (بشري بنت جعفر بن داود العبدوانية. 2019) أو تنمية الاخلاقيات البيئية )حنان محمد رضا مبروك. 2018) أوتنمية الوعي البيئي (نوال خضر موسي دفع السيد. 2011) أو تنمية الثقافة البيئية (محمود بكر محمد محمود. 2015)، كما أبرزت مجموعة أخري من الدراسات علاقة الصحافة والأعلام الجديد ذي الوسائط المتعددة وقدرتها على التوعية وتناول القضايا التنموية أو البيئية (حسام الدين صالح. 2020) أو معالجة أهداف التنمية المستدامة (رغدة صلاح. 2019) أوعلاقة رسوم الانفوجراف في الصحف المطبوعة بالتوعية بالتنمية المستدامة واتجاهاتهم نحوها (أية صلاح عبد الفتاح العدوي. 2020) أو دور الصحافة الاقتصادية في تحقيق الأهداف التنموية (بتول عبد العزيز رشيد وفاتن على مراد، 2012). كما ابرزت بعض الدراسات دور المناهج المدرسية في تنمية التنور البيئي (Gibbons, Jennifer, 2016) ودور الأنشطة الفنية كذلك في تنمية التنور البيئي (رشا عبد الدايم. 2017).
من خلال رجوع الباحثة إلى الدراسات السابقة مثل دراسة (محمود بكر محمد محمود. 2015، ص 8) ودراسة (خالد محمد محسن محمد. 2015، ص 7)، ودراسة (نظيمة احمد محمود سرحان. 1998، ص 92) لاحظت ما يلي:
• ان الصحف لم تولي القضايا البيئية أو التنموية الأهتمام الكافي.
• ان التناول الصحفي للقضايا التنموية والبيئية أقتصر تقديمه في قوالب محددة لعل من أهمها الخبر ومقالات الرأي أو أعمدة الرأي.
• ان التناول الصحفي لم يعتمد أساليب الجذب الصحفية من صور ورسوم بيانية وجداول وخرائط وأنفوجراف وغيرها من وسائل الابراز والايضاح.
• ان الدراسات قد اشارت إلى قصور التنور البيئي لدي المواطنين.
بناء على ذلك قامت الباحثة بإجراء دراسة استطلاعية أيضا لمعرفة مدي تنور مجموعة من القراء بقضايا الاقتصاد الأخضر من خلال إجاباتهم على أسئلة للمعلومات وعلى مقياس مبسط للاتجاهات تجاه قضايا الاقتصاد الاخضر وضعته الباحثة، حيث بلغ متوسط الدرجات التي حصل عليها أفراد العينة الاستطلاعية وهم 35 فرد على مقياس اختبار المعلومات الخاص بقضايا الاقتصاد الأخضر (26.6 %)، كذلك بلغ متوسط الدرجات التي حصل عليها أفراد العينة الاستطلاعية على مقياس الإتجاهات الخاصة بقضايا الاقتصاد الأخضر (22.8 %). ما يدل على ضعف التنور بقضايا الاقتصاد الأخضر.
لذلك اصبح من الأهمية تقديم نموذج مقترح للمعالجة الصحفية لقضايا الاقتصاد الاخضر وقياس فاعلية هذا النموذج.
ثانياً: أسئلة البحث
1. ما الابعاد الخاصة بالاقتصاد الاخضر التي يجب على جمهور القراء التنور بها؟
2. ما الشكل الذي يقدم به قضايا الاقتصاد الاخضر في مجلة الاهرام الاقتصادي؟
3. ما الشكل الذي يقدم به قضايا الاقتصاد الاخضر في مجلة الإيكونوميست؟
4. ما المضمون الذي تم تقديمة لقضايا الاقتصاد الاخضر في مجلة الاهرام الاقتصادي؟
5. ما المضمون الذي تم تقديمه لقضايا الاقتصاد الاخضر في مجلة الإيكونيميست؟
6. ما النموذج المقترح تقديمه لمجموعة من القراء والذي يتناول قضايا الاقتصاد الاخضر؟
7. ما فاعلية النموذج المقترح في تنمية التنور بقضايا الاقتصاد الاخضر لدى مجموعة من القراء؟
ثالثاً: فروض الدراسة
 الفرض الرئيسي الأول:
يوجد فرق دال احصائيا بين معالجة قضايا الاقتصاد الاخضر في مجلة الاهرام الاقتصادي ومجلة الإيكونوميست (الشكل والمضمون).
 الفرض الرئيسي الثاني:
يوجد فرق دال احصائيا في درجات القراء في مقياس التنور بقضايا الاقتصاد الاخضر(بشقيه إختبار المعلومات ومقياس الاتجاهات) قبل وبعد تطبيق النموذج المقترح لصالح التطبيق البعدي.
الفروض الفرعية المتعلقة بالفرض الرئيسي الثاني
1. يوجد فرق دال احصائيا في درجات مجموعة من القراء في إختبار المعلومات الخاصة بقضايا الاقتصاد الاخضر قبل وبعد تطبيق النموذج المقترح لصالح التطبيق البعدي.
2. يوجد فرق دال احصائيا في درجات مجموعة من القراء في مقياس الاتجاهات نحو قضايا الاقتصاد الاخضر قبل وبعد تطبيق النموذج المقترح لصالح التطبيق البعدي.
رابعاً: أهمية البحث
1. البحث قد تستفيد منه المؤسسات الصحفية والجهات الإعلامية لحثهم على تناول قضايا الاقتصاد الاخضر.
2. البحث قد يستفيد منه المحررون الاقتصاديون والبيئيون لتحسين مستوي كتابة الموضوعات الخاصة بالاقتصاد الاخضر.
3. البحث قد تستفيد منه الجامعات والهيئات البحثية التي تتناول تأثير الاعلام على جمهور القراء من ناحية زيادة معلومات الجمهور وزيادة وعيهم اوبناء اتجاهات ايجابية تجاه مفهوم التنمية المستدامة أو الاقتصاد الاخضر.
4. تقديم نموذج وأدوات بحثية يستفيد منها باحثون أخرون.
خامساً: أهداف الدراسة
1. الوقوف على مدي اهتمام مجلة الاهرام الاقتصادي والايكونوميست بقضايا الاقتصاد الاخضر.
2. التعرف على كيفية تناول مجلة الاهرام الاقتصادي والايكونوميست لقضايا الاقتصاد الاخضر.
3. تنمية التنور بالاقتصاد الاخضر لدى مجموعة من حملة الشهادات الجامعية من خلال النموذج المقترح.
سادساً: حدود الدراسة
 البحث من حيث تحليل المضمون:
تحليل محتوي مجلة الاهرام الاقتصادي ومجلة الإيكونوميست في حدود 78 عدد لكل منها ولمدة عام ونصف العام تبدأ من يناير 2017 وحتي نهاية يونيو 2018.
 البحث من حيث تطبيق مقياس التنور بالاقتصاد الاخضر (المعلومات والاتجاهيات):
 الحدود المكانية: تم تطبيق البحث على مجموعة من القراء من قاطني محافظة القاهرة
 الحدود البشرية: تم تطبيق البحث على مجموعة من حاملي الشهادات الجامعية تصل إلى 65 فردا لبيان مدي تنورهم بالاقتصاد الاخضر.
سابعاً: منهج البحث
تم استخدام المنهج الوصفي وذلك بتحليل مضمون مجلة الاهرام الاقتصادي والايكونوميست، حيث تعني الدراسات الوصفية بتصوير وتقويم خصائص ظاهرة محددة والتي يتم دراستها، من خلال استخدام أداة تحليل المضمون أو المحتوي للحصول على نتائج تخص شكل ومضمون موضوعات الاقتصاد الاخضر التي تقدمها مجلة الاهرام الاقتصادي ومجلة الايكونوميست للقراء.
ثم استخدام المنهج التجريبي الذي يتم من خلاله تطبيق النموذج المطور الذي وضعته الباحثة على مجموعة من القراء.
ثامناً: اجراءات الدراسة
قد قامت الباحثة بالإجراءات التالية بالترتيب للإجابة عن تساؤلات البحث وإثبات صحة فروضه:
1. إعداد قائمة قضايا الاقتصاد الأخضر وعرضها على المحكمين.
2. تصميم استمارة تحليل محتوى وتحكيمها من خلال اساتذة الاعلام.
3. إعداد نموذج مقترح للمعالجة الصحفية لتنمية التنور بقضايا الاقتصاد الاخضر ”مجلة اقتصادنا الأخضر” وعرضها على مجموعة من الخبراء والمتخصصين.
4. تحليل محتوي موضوعات الاقتصاد الاخضر في مجلتي الاهرام الاقتصادي والايكونوميست.
5. إجراء اختبارات الصدق والثبات لإستمارة تحليل المضمون.
6. تصميم مقياس للتنور بقضايا الاقتصاد الاخضر وعرضه على مجموعة من الخبراء، والتحقق من صدق وثبات المقياس.
7. تطبيق مقياس التنور بقضايا الاقتصاد الاخضر على مجموعة من القراء، قبل قراءة النموذج المقترح الذي وضعته الباحثة ”مجلة اقتصادنا الأخضر”.
8. تطبيق مقياس التنور بقضايا الاقتصاد الاخضر بعد إتاحة النموذج المقترح للمجموعة التجريبية على نفس مجموعة المبحوثين.
9. معالجة النتائج إحصائياً.
10. استخلاص النتائج وتفسيرها في ضوء الدراسات السابقة وعرض التوصيات.
تاسعاً: مصطلحات البحث
 الاقتصاد الاخضر:
عرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الاقتصاد الاخضر على انه ”الاقتصاد الذي ينتج عنه تحسن في رفاهية الإنسان، والمساواة الاجتماعية، في حين يقلل بصورة ملحوظة من المخاطر البيئية، و ندرة الموارد الإيكولوجية، ويمكن ان ننظر إليه كاقتصاد يقل فيه الكربون والتلوث، وتزيد فيه كفاءة استخدام الموارد، كما أنه يستوعب جميع الفئات الاجتماعية. وفي الاقتصاد الاخضر، يجب ان يكون النمو في الدخل وفرص العمل مدفوعا من جانب الاستثمارات العامة والخاصة التي تقلل انبعاثات الكربون والتلوث، وتزيد من كفاءة استهلاك الموارد والطاقة، وتمنع خسارة خدمات التنوع البيولوجي والنظام الايكولوجي. وتحتاج هذه الاستثمارات للتحفيز والدعم عن طريق الانفاق العام الموجه، وإصلاح السياسات وتغيير اللوائح. ويجب ان يحافظ مسار التنمية على راس المال الطبيعي ويحسنه بل ويعيد بنائه عند الحاجه، باعتباره مصدرا للمنفعة العامة. خاصة للفقراء الذين يعتمد امنهم ونمط حياتهم على الطبيعة”.
United Nations Division for Sustainable Development, August 2012, p 63
(روبرت ايريس، واخرون. 2011)
Laubscher, R.F. & Gupta, Kapil: 7 January 2018
 التعريف الإجرائي للتنور بالاقتصاد الاخضر:
هو إلمام الفرد بالمعلومات اللازمة حول الاقتصاد الاخضر وتنمية الاتجاهات الايجابية لإجراء التحول والعمل صوب الاقتصاد الأخضر من خلال خفض الكربون والتلوث وتخضير القطاعات الاقتصادية المختلفة.
 المعالجة الصحفية:
هي عملية تأطير إعلامية تفرضها سياسة المؤسسة في التعامل مع الأحداث والقضايا في نقل الأخبار وعرض الأحداث، وهذه العملية تنطوي على النقد والتفسير والتحليل، واستخدام الألفاظ الدالة، وتقييم المعلومات وإبداء الرأي وتقديم المقترحات والحلول، وهي ممارسات جيدة إذ لم تتعارض مع مبدأ المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام ولا تتعارض كذلك مع الصالح العام للدولة والمجتمع. ويمكن تناول المعالجة الصحفية والحكم عليها من خلال عناصر مساحة النشر وموقعه، ونوعية الاتجاهات التي تبرزها المجلة أو كاتب الموضوع، والاستمالات الاقناعية المنطقية المستخدمة مثل تقديم الارقام والأمثلة أو الاستمالات الوجدانية من مخاطبة المشاعر بالتخويف أو الترغيب أو الاستعانة برأي الدين، إضافة إلى الاستعانة بمصادر لإستقاء المعلومات. كذلك يمكن الحكم على مدي الانحياز أو الموضوعية عند تناول الموضوع، وكثير من الملامح والسمات التي تتميز بها المعالجات الصحفية لمختلف القضايا.
(امل السيد أحمد متولي دراز. 2018، ص 16)
(حنان كامل أحمد إسماعيل. 2016، ص 297)