Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعَّالية برنامج تدريبي قائم على التفاؤل المتعلم في تنـمية التفكير الناقد لدى المراهقين ضعاف السمع /
المؤلف
محمد، حازم ثابت عيد.
هيئة الاعداد
باحث / حازم ثابت عيد محمد
hazemthabet2012@gmail.com
مشرف / مروة مختار بغدادي
psyed-m@ yahoo.com
مشرف / محمد حسين سعيد
mohamed hussein40@yahoo.com
الموضوع
التفكير.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
138 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
الناشر
تاريخ الإجازة
3/11/2020
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم النفس التربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 228

from 228

المستخلص

فى ظل السياق العلمي والتطور التكنولوجي الحديث، فإن أي مجتمع يريد أن يواكب هذا التقدم السريع يحتاج إلى جهود كل أبنائه، فكل فرد له دور معين فى الحياة وفى خدمة مجتمعه، لهذا نجد أن الحاجة شديدة لأن ينمو جميع أفراد المجتمع بصورة سليمة، ويتمتع كل فرد بالرعاية والاهتمام ليصل إلى أقصي درجة يمكن أن تؤهله للنجاح فى الحياة؛ لذلك وجب على المجتمع الإهتمام بجميع أبنائه سواء كانو عاديين أو غير عاديين، والفرد غير العادى يحتاج إلى عناية خاصة حتى يقوم بدوره على أكمل وجه للنهوض بالمجتمع. (صفية مبارك ،4:2011).
وتعد الإعاقة السمعية من الإعاقات شديدة التأثير لما تسببه من عزل للمعاق نتيجة وجود حاجز للتخاطب، فاللغة هي وسيلة الاتصال الأولى للبشر في حياتهم اليومية، والتخاطب اللغوي هو وسيلة التعبير والاستقبال. لذلك تعتبر الإعاقة السمعية من أكثر الإعاقات تأثيرًا في المجالين التعليمي والاجتماعي. (عبد الصبور محمد ، 2003،102، عبد المطلب القريطي، 309،2001).
وبالرغم من أن الإعاقة السمعية تفرض قيودًا على نمو الكلام واللغة، إلا أن الأفراد المعاقون سمعيًا لا يختلفون عن الأفراد العاديون بل أنهم يتمتعون بمختلف القدرات والمهارات وخصائص النمو، وتنقصهم فقط القدرة على السمع ومن ثم فإنه يجب أن توفر لهم أساليب تأهيلية وتعليمية مناسبة تساعدهم على التواصل والتعامل مع أفراد المجتمع.
وأصبح حق هذه الفئة في التربية والتعليم أمرًا معترفًا به في جميع المجتمعات التى تؤمن بمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية وذلك لأن المعاق سمعيًا إذا أحسن توجيهه وتربيته بأسلوب علمي سليم يستطيع أن يصل إلى مستوى تعليمي يقترب إلى حد كبير من المستوى التعليمي للفرد العادي الذي يماثله في مستواه العقلي.( رمضان رفعت سليمان ،1994،3).
ويلعب السمع دورًا كبيرًا في تنظيم سلوك الفرد وتكيفه مع واقع الحياة، وعلى ذلك عندما يعاني الفرد من ضعف سمعي فإنه يتعرض للعديد من المشكلات الاجتماعية والتربوية والانفعالية والتي قد ترجع إلى عدم قدرته على التواصل بشكل عادي مع أفراد الجماعة وإلى حاجته لاستخدام أساليب وفنيات معينة للتواصل لا يعرفها ولا يجيدها سوى القليل من الأفراد (عادل عبد الله ،337،2000).
ويعد التفاؤل أحد المتغيرات الإيجابية ومدخلًا فعالًا لتقليل حدة الضغوط النفسية من خلال تنمية قدرة الفرد ونظرتة للحياة في حل المشكلات الحياتية والأسرية وإقامة علاقات اجتماعية ناجحة، وبقدر مايتوافر للفرد من تفاؤل ونظرة إيجابية للحياة تجعله يتمتع بأساليب فعالة لمواجهة الاضرابات والمشكلات والضغوط النفسية2007 grote et al.،:kennedy: and:brian.2004).
ويتمثل السبب الرئيسى في محاولة القيام بهذة الدراسة واختيار التفاؤل في تنمية التفكير الناقد هو استحواذه على اهتمام بالغ من قبل الباحثين، نظرًا لارتباطة بالصحة النفسية والجسدية للفرد، فقد أظهرت نتائج دراسات عديدة ارتباط التفاؤل بالسعادة والصحة والمثابرة والدافعية والإنجاز، والنظرة الإيجابية للحياة والسيطرة على الضغوط النفسية، وتنمية القدرة على التفكير وحل المشكلات، وضبط النفس. (بدر الأنصاري، 2007،peterson).
كما أن تنمية المشاعر الإيجابية عند الأبناء من شأنها أن تساعد على نمو بناء قدراتهم العقلية ومهاراتهم الاجتماعية ولياقتهم البدنية والتي تكون شخصياتهم فيما بعد. (صفاء الأعسر وآخرون،2005، 265).
ومن هنا تبرز أهمية الدراسة الحالية لفئة المعاقين سمعيًا وتنمية التفاؤل وانعكاس أثره على التفكير لديهم. حيث يؤكد ((كريمان بدير 2006)) بأن الشخص المتفاؤل يتميز بالإصرار على تحقيق الأهداف والأمل في النجاح وعدم الخوف من الفشل ويكونون أقل عرضة للكآبة وأفضل صحة جسمية.
ويؤكد كل من نجدي حبشي (1991) وعبد المنعم الدردير (1994) أن التفكير الناقد من الأهداف التي تسعى التربية إلى تنميتها لدى الطلاب، لأن أهميته تتمثل في أنه يجعل الطالب قادرًا على إصدار الأحكام السليمة على المواقف والأحداث التي يتعرض لها، مما يسهم في تكوين نمو الشخصية الذي يتسم بالذكاء في مواجهة مشاكل الحياة المعقدة، والاعتماد على النفس في اكتشاف الحقائق، ويلعب التفكير الناقد دورًا رئيسيًا في تنظيم حياة الفرد وعدم التسليم السلبي بالقضايا العامة الشائعة، والتي تقف أحيانًا عائقًا أمام صناعة التقدم والنمو الشخصي والمجتمعي.
( فاطمة الزيات ،2009،220).
فالتفكير الناقد يكسب الطلاب المعاقين سمعيًا القوة على ضبط تفكيرهم ودقة أفكارهم وصحة إعدادهم مما يساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة فى الحياه. لذلك فإن إتقان المعاقين سمعيًا لمهارات التفكير الناقد يميزهم عن الآخرين عند الالتحاق بسوق العمل، وفى قدرتهم على مواجهة التحديات واتخاذ القرار السليم والحكم على مصداقية المعلومات وتصنيفها. (سيد محمد ،2011).
والبرنامج الحالي يهدف إلى مساعدة الأفراد ضعاف السمع على أن يشعرو بأنهم ذوقيمة وممتلئين بالتفاؤل والأمل، كما يساعد الأفراد على ازدياد مستوى التفاؤل لديهم، وخفض مشاعر الإحباط والحزن وعدم القيمة، وهو ما تؤكدة العديد من الدراسات السابقة التي تناولت التفاؤل gilham et : 1999K Seligman et : 1988) ) وذلك حيث تتحسن خبراتهم الذاتية عن الحياة بل وجودة الحياة ككل Brown G.Andrews ,bridge, 1986),) .إضافة أيضًا إلى التفاؤل يؤدي أيضًا إلى تنمية القدرة لديهم على التفكير الناقد، والنضج الاجتماعي (آمنة سالم، 2012).
وتعد مرحلة المراهقة من أهم مراحل النمو الإنساني، وذلك بأعتبارها أهم الفترات النمائية والارتقائية، فهي مرحلة انتقال من الطفولة إلى الشباب يتضمنها التوتر والشد والأزمات النفسية، وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبة التوافق.(أبو جادو 2004).
ففي مرحلة المراهقة نلاحظ تحولًا كبيرًا فى نظرة المراهق للمعايير والأحكام الخلقية، ويختلف المراهق عن الطفل فهو لا يتقبل أى مبدأ خلقى دون مناقشة، وبطبيعتة فهو ميال إلى الاستفسار وإلى معرفة مبررات أي مبدأ، فحينما كان المراهق طفلًا كان يتقبل الوعظ والنصائح التى يفرضها علـــيه الكبار، ولكن فى فترة المراهقة يلعب الفرد دورًا أكثر إيجابية فهو يناقش مايقدم إليه ويقبل بعضه وقد يرفض بعضه ويصبح أكثر ملاحظة لأي تناقض يظهره الكبار بين ما يقولونة وما يفعلونه. (مصطفى فهمى ،210:1975).
ويشير كارفر وآخرون (1993) إلى أن المتفائلين أكثر قدرة على التكيف الفعال مع مواقف الحياة الضاغطة، ولديهم القدرة على اتخاذ الأساليب المباشرة لحل المشكلات التي تواجههم، وأنهم أكثر تركيزًا في نمط تفكيرهم وأكثر استخدامًا للأساليب المواجهة الفعالة التي تركز على المشكلة، ويزداد لجوء المتفائلين إلى التخطيط عند مواجهة موقف عصيب، والاستفادة من الخبرة والتعلم السابق.(عويد المشعان ، 2002، 29).
ومن هنا تأتي أهمية الدراسة الحالية للطلاب ضعاف السمع وتنمية التفكير الناقد لديهم لمواجهة مايقابلهم من مشكلات وأحداث بطريقة ناقدة، وتزداد ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم، هذا بالإضافة إلى أهتمام العديد من المؤسسات التربوية والتعليمية الحالية بتنمية قدرات الطلاب على التفكيرالناقد والإبداعي والابتكاري، والابتعاد عن النظام التقليدي القائم على التلقين والحفظ والاستظهار وتنمية المناخ التعليمي المحقق للتميز، وذلك في ظل منظومة التعليم الجديدة ” رؤية مصرللتعليم 2030”.
ومن هنا تسعى الدراسة إلى الإجابة عن السؤال الآتي:
ما فعالية برنامج تدريبي قائم على التفاؤل المتعلم في تنمية التفكير الناقد لدى المراهقين ضعاف السمع؟ والذى يتفرع منه الأسئلة الآتية:
1- هل توجد فروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة من الطلاب ضعاف السمع فى القياس البعدي للقدرة على التفكير الناقد ؟
2- هل توجد فروق بين القياسين القبلي والبعدي للقدرة على التفكير الناقد لدى المجموعة التجريبية ؟
3- هل توجد فروق بين القياسين البعدي والتتبعي للقدرة على التفكير الناقد لدى المجموعة التجريبية؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة مدى فعالية برنامج تدريبي قائم على التفاؤل في تنمية التفكير الناقد لدى المراهقين من ضعاف السمع، ومدى بقاء أثر البرنامج.
أهمية الدراسة:
وفيما يلي عرض لكل من الأهمية النظرية والأهمية التطبيقية لهذه الدراسة:
(أ‌) الأهمية النظرية:
يمكن تحديد أهمية الدراسة النظرية فى النقاط التالية:
1- محاولة إضافة إطار نظري للتفاؤل قد يساعد في بناء برامج لتدريب الطلاب على التفاؤل.
2- قد تقدم للباحثين أفكار جديدة عن التفاؤل المتعلم والتفكير الناقد وذلك بمزيد من المعلومات عن كليهما ومساعدتهم فى معرفة كيفية تنميتهما.
3- تقدم الدراسة موضوع التفاؤل المتعلم لدى الفئات الخاصة - ضعاف السمع - ، ولعل هذا يعد إثراء للبحث التربوى من ناحية وبداية لمزيد من البحوث والدراسات فى هذا الميدان من ناحية أخرى لدى الفئات الخاصة بشكل عام.
(ب‌) الأهمية التطبيقية:
يمكن تحديد أهمية الدراسة التطبيقية فى النقاط التالية:
1- توفير برنامج قائم على للتفاؤل المتعلم لتنمية القدرة على التفكير الناقد لدى فئة المعاقين سمعيًا- ضعاف السمع - للقائمين على العملية التعليمية.
2- قد تفيد النتائج في تحسن الأثار الإيجابية المترتبة على التفاؤل المتعلم لدى ضعاف السمع وتنمية التفكيرالناقد لديهم.
منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج شبه التجريبى؛ لملائمته لطبيعة وأهداف الدراسة. حيث تم الاعتماد على تصميم المجموعتين؛ مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، والقياس القبلي والبعدي والتتبعي لمتغيرات الدراسة، فيمثل التفكير الناقد المتغير التابع، ويمثل البرنامج التدريبي القائم على التفاؤل المتعلم المتغير المستقل.
عينة الدراسة:
اشتملت عينة الدراسة الأساسية على (16) طالب وطالبة من المراهقين ضعاف السمع تتراوح أعمارهم مابين (15- 17 )عام بمدرسة”التربية الخاصة للصم وضعاف السمع والتربية الفكرية ”التابعة لإدارة إهناسيا التعليمية - بمحافظة بني سويف. تم تقسيمهم إلى مجموعتين مجموعة تجريبية وعددها (8) طالب وطالبة من ذوي ضعاف السمع, تعرضوا للبرنامج التدريبى؛ ومجموعة ضابطة وعددها (8) طالب وطالبة من ذوي ضعاف السمع.
أدوات الدراسة:
تم استخدام الأدوات التالية:
1- مقياس التفكير الناقد (إعداد الباحث).
2- البرنامج التدريبي (إعداد الباحث).
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
تم استخدام الأساليب الإحصائية اللابارامترية المناسبة لاختبار صحة فروض الدراسة والتي تمثلت في اختبار ”مان- ويتني” لدلالة الفروق بين الرتب غير المرتبطة، واختبار ”ويلكوكسون” لدلالة الفروق بين الرتب المرتبطة. وتمت جميع المعالجات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS (V.12).
نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي للتفكير الناقد لصالح المجموعة التجريبية، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للتفكير الناقد لصالح القياس البعدي للتفكير الناقد، بينما لم توجد فروق في القياسين القبلي والبعدي للتفكير الناقد بالنسبة للمجموعة الضابطة، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود بقاء لأثر البرنامج في تنمية التفكير الناقد لدى طلاب المجموعة التجريبية ، حيث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي في التفكير الناقد.
وقد تم مناقشة وتفسير نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة، كما تم تقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة، والتي أسفرت نتائج الدراسة عن الحاجة إليها.