Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البنية السردية للخبرِ في مرويات الطبري في تفسيره /
المؤلف
بدوي، أحمد محمد عمران.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمد عمران بدوي
مشرف / سعيد الطواب محمد
مشرف / سهير محمد حسانين
الموضوع
الأدب العربي - تاريخ ونقد. السرد الأدبي (أدب عربي).
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
179 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم الدراسات الأدبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 195

from 195

المستخلص

يحاول هذا البحث دراسة (البنية السردية للخــبر في مرويات الــطبري في تفسيره) ، فيقوم على دراسة الخبر في مرويات الطبري الشفوية التي تم تدوينــها في كتابة ، (جامع البيان عن تأويل آى القرآن) ،واختار الباحث من أجل تحليل البنية السردية للخبر فى كتاب (جامع البيان عن تأويل آى القرآن) هذا التقسيم الثنائي الذي وضعه السكانيون الروس ، لكونها أجدى من غيرها فى دراسة أشكال السرد البسيطة والأولية؛ فانطلق الباحث من تفرقة (توماشفسكى) المشهورة بين المتن الحكائى والمبنى الحكائي ،والتي تمنع الباحث من النظر إلى الأحداث على أنّها نمطية مألوف لذا جاءت نظرت الباحث لهذا المعطى الجمالي والأثر السردى العميق من وجهة نظر ندُر النظر منهـا، فكانت دراستنا تستهدف المكون السردي ، فجل الدراسات كانت تنظر إلى هذه الأخبار من وجهة نظر دينية وأغفلت الجانب الجمالي والأدبي فيها. فالساحة النقدية تكاد تـخلو من دراسة عنيت بهذا الجانب فكانت جُلَّ الدراسات تعتمد على الجوانب الدينية بينما اغفلت هذا الجانب بوصفها خطاباً رمزياً ونسقياً ساهمت الأفكار والتصورات والمفاهيم فى إنتاجه وإعادة صـياغته. أمَّا عن فصول الدراسة فقد جاءت على النحو الآتي : حيث عُني الفصل الأوَّل ببنية الأحداث : واقتضتْ طبيعةُ هذا الفصل أنْ أقسِّمَهُ إلى مبحثيَن : حَمَلَ المبحثُ الأوَّل عُنوانَ : (الأخبار ذات البنى البسيطة )، وتتَّسِم هذه الأخبار بأنها تشتمِلُ على بنيٍة حدثيةٍ بسيطة وليست بساطتها نعني بها طولَ الخبرِ أو قِصَرِه ولكنْ فى الحركة السَّرديَّة التى تُختزَل فى ثُنائيَّاتٍ رئيسية ، وتتعدد أنواع الأخبار البسيطة فى المرويات بتعدد أنماط الثنائيَّاتِ الحدثيةِ التى تنبنى عليها، أمَّا المبحث الثانى فجاء تحت عنوان : ( الأخبار ذات البنى المركبة )، وهى التي تقومُ على جَمْعٍ لبِنًى بسيطةٍ سواء أكانت متماثلةً أو غير متماثلة إعتبار الخبر جنسًا أدبيًا لأنّه يمتلك بنيتين أحدهما بنية قصصية ،والأخرى بنية خطاب أماالأولى بوصفها مجموعة من الأحداث التى تقوم بها شخصيات معينة ،أما الأخرى لأنّها تعبرعن تلك الاحداث بأسلوب تمثيلى بوصفه أحد أشكال القص العربى .ومن أهم النتائج التي توصلت اليها في هذا الفصل:
-اختلفت الأخبار فى درجة سرديتها، فمنها الأخبار البسيطة ،وهى تلك الإخبار التى تكون فى الغالب خالية من السرد،وكذلك الأخبار المركبة،والتى تتكون من بنى سردية بسيطة.
-نجاح نموذج بروب فى الدراسة بنى الأخبار البسيطة والمركبة في سرديتها.
-اعتمد الطبرى على رصد مجموعة من الأخبار العجائبية، وكان الرواة على وعى تام بصياغتها وترتيبها وتصنيفها كذلك ،معتمدين على مرجعيات محددة لها مركزية دينية وثقافية.
-امتلك الخبر العجائبى، مجموعة من المظاهر والسمات الجمالية ،لفظية كأنّت ،أو تركيبة ،أو دلالية ، وقد احتوت الأخبار على كم كبير من تلك الأخبار جاءت ضمن بنية التضمين وبنية السلسلة.
وعُني الفصلُ الثاني من البحثِ بدراسةِ الشخصيَّات، قدَّمْتُ فيه تعريفًا لمصطلح الشخصيَّة، وأنواعها، واقتضت طبيعةُ الدراسة أنْ اُقَسِّمَ هذا الفصل إلى مبحثيَن : أما الأول فقد جاء تحت عنوان ( بناء الشخصيَّة ) ذكرتُ فيه المراحلَ التى يمرُّ بها البطلُ الأنبيائي حيث بدأتْ بمرحلة الميلاد المعجِز وانتهتْ بنجاح النبيّ فى أداء الرسالة المنوط بها . وأما المبحث الثاني فكان عُنوانُهُ ( أنماط الشخصيَّة )، وجاءت موزعةً بين شخصيَّاتٍ رئيسةٍ وثانويَّة وهامشيَّة . وتوصل الباحث إلى أنّ دراسة الشخصيات فى الأخبار الواردة فى التفسيرقد تمت دراستها ضمن منهج نقدى حديث فى ضوء منهجيات (بروب وغريماس) ،فجاءت فى إطار مركب تتوزع فيه الوظائف على نحو ما، واقتـصر الباحث من جملة الأخبار الإعتماد على الشخصيات الوارده في قصة نبى الله موسى لأنّها اشتملت على خمس وحدات سردية متعاضدة تبدأ بمرحلة الميلاد وتنتهي بمرحلة الإنجاز، وهي الرسالة المنوط بها ،وهى من هذه الناحية ”ذات نزعة تاريخية إيجابية ”.وكذلك بالنظر إلى أدوار الشخصيات الموجودة فى قصة نبى الله موسى نرى أنّها من الواقع الإنْسانى وموزعة بين شخصيات رئيسة، وثانوية، وهامشية .ومثلت الشخصيات قيمًا ومبادئ أظهرتها الأحداث، فشخصية موسى اتصفت بالبطولة كونها صانعة الأحداث –كما مر بنا-وشخصية فرعون صانعة القهر والقتال من أجل البقاء .
أمَّا عن الفصل الثالث والأخير من هذه الدراسة فقد عُني بدراسة ( الفضاء )، وقسمته إلى مبحثين : تحدَّثتُ في المبحثِ الأوَّل عن أنماطِ المكان، وقسمت الأمكنة الواردة فى أخبار الطبري وفق مفهومِ التقاطبِ الذى ادرَجَتْهُ الشِّعريَّةُ الحديثةُ فى صُلِب بنائِها النَّظريّ، وجَعَلَتْ منهُ الأداةَ الرئيسةَ للبحثِ فى تشكيلاتِ المكانِ،والحقولِ الدِّلاليَّةِ التى يتحرَّكُ الفضاءُ – الحكائى – فى نطاقِها إلى الثُّنائيَّة الضديَّة؛ المكان المغلق / والمكان المفتوح، باعتبارها أكثر الثنائيَّات المكانية هيمنةً فى أخبار الطبري، أنّ المكان قد لعب دورًا محوريًا داخل المرويات، وذلك من خـلال عدة عوامل أهمها: التأطير ورسم الخلفية المكانية وهى من شأنها أن تساهم فى الإيهام بواقعية الأحداث، وكذلك فإنّه يساهم فى خلق المعنى داخل السرد فهو ليس عنصرًا سلبيًا ولكنّه عنـصرا له وجوده ولذلك فإنه يحمل قيمًا رمزية واجتماعية وأيدلوجية فى خلق المعنى داخل السرد ويحمل معه جميع الدلالات الملازمة له، والتي تكون عادة مرتبطة بعصر من العصور ،حيث تسود ثقافة معينة أو رؤية خاصة بالعالم.ويمكن القول بأن المكان يتأثر بدرجة سردية الخبر يظهرذلـك من خلال رصده فى الأخبار السردية البسيطة فهو لا يتجاوز كونه إطارًا للحدث، ورسم خلفيته وهو ثابت ليس له دور،وأمّا فى الأخبار المركبة يختلف الأمرفهو أكثر فاعلية وتأثيرا. وكذلك فإن الفضاء داخل المرويات يمتلك شخصيات تاريخية معروفة والمتلقى على معرفة كاملة بهم وهذه الخاصية التاريخية، تمهد الطريق للراوى أن يتجاوز الواقع ليتعدى خارج حدود اللامألوف.