Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تربية القادة في العصر الأموي (41هـ -132هـ ، 661م – 750م) /
المؤلف
سراج الدين، مجدي محمد علي.
هيئة الاعداد
باحث / مجدي محمد علي سراج الدين
مشرف / صلاح السيد عبده رمضان
مناقش / احمد عبد الفتاح شعلة
مناقش / صلاح السيد عبده رمضان
الموضوع
الدولة الأموية. الدولة الأموية (661م-750م). التاريخ الإسلامي. العالم العربي تاريخ العصر الأموي.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
389 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية عام - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 416

from 416

المستخلص

مما لا شك فيه أن للتربية دَوْرًا مُهمًا عند أصحاب الفكر عامة، ولها دور أكثر أهمية عند الحديث عن فئة من أهم الفئات في الأمة؛ فئة القادة المنوط بهم تولي أمر الأمة وتدبير شئونها، ولن يصل القادة في أي عصر من العصور إلى مكانة القيادة والخلافة إلا بعد أن يمروا بمراحل، هي في مجموعها عبارة عن التربية التي يتعرضون لها منذ النشأة؛ ولقد كان الخلفاء بصفة عامة، وخلفاء العصر الأموي بخاصة يتم اختيارهم لشغل مناصبهم ممن يتسمون بالعلم والخُلق، وأيضًا الذين هم على دراية وخبرة بشئون إدارة الحكم والقيادة، وكانوا لا يصلون إلى هذا المنصب الهام إلا بعد أن يثبتوا من خلال تصرفاتهم وأفعالهم جدارة فائقة تُؤهلهم لتولي هذا المنصب الرفيع، ولإدراكهم أهمية قيادة الأمة فإنهم كانوا يحاولون تربية أبنائهم القادة تربية متميزة وذلك لكي يكونوا جديرين بهذا المنصب القيادي الرفيع والهام، ولهذا كانوا يقومون باختيار أفضل المُربين- والذين كان يُطلق عليه المؤدِّبين في العصر الأموي- لتربية أبنائهم.
ومما هو جدير بالذكر أن مؤدِّبي القادة كانوا يختارون من بين الفقهاء والعلماء المؤهلين تأهيلًا عاليًا، والذين ارتفعت منزلتهم بين الناس، حتى أن الكثير منهم كان أثره واضحًا في سيرة خلفاء العصر الأموي، وقد بلغت التربية التي قدمت مستوى رفيعًا من التفوق والامتياز كما تؤيد ذلك كل الدلائل، أما فيما يتعلق بمستوى التعليم الذي كان يقدمه المؤدِّبون في قصور الخلفاء وأبنائهم القادة فهو نوع من التعليم الأولي أشبه ما يكون بالتعليم الابتدائي في عصرنا الحاضر، كما أن المقررات التي كانت تدرس للأبناء في القصور كان يشارك في إعدادها كل من الخلفاء والمؤدِّبين.
ولقد اختار الباحث لهذه الدراسة الجانب التربوي لفترة من فترات تاريخنا الإسلامي، تعرضت أكثر من غيرها للتشويش والتشويه وطمس الحقائق، وهي فترة العصر الأموي من
سنة (41-132ه) إحدى وتسعين سنة، تولى الحكم خلالها أربعة عشر خليفة، أولهم معاوية بن أبى سفيان، وآخرهم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، ورغم المصاعب الجمة التي كانت تعترض طريقهم، والقوى العديدة المعادية لهم، التي كانت تشدهم إلى الوراء؛ فقد نفذوا برنامجا رائعًا للفتوحات، ورفعوا راية الإسلام، ومدوا حدود العالم الإسلامي من حدود الصين في الشرق إلى الأندلس وجنوب فرنسا في الغرب، ومن بحر قزوين في الشمال حتى المحيط الهندي في الجنوب، ولم يكن هذا الفتح العظيم فتحا عسكريًا لبسط النفوذ السياسي واستغلال خيرات الشعوب، كما يدعى أعداء الإسلام، وإنما كان فتحًا دينيًا وحضاريًا وتربويًا، حيث عمل الأمويون بجد واجتهاد على نشر الإسلام في تلك الرقعة الهائلة من الأرض، وإذا كانت الدولة الأموية قد حققت تلك الأمجاد الرائعة في مجال الفتوحات وانتشار الإسلام، رغم هذه الفتن والثورات، فماذا كانت ستحقق من أمجاد أخرى، لو لم تواجه بهذا السيل من الثورات الداخلية التي استنفذت الكثير من طاقاتها ووقتها؟ أغلب الظن أن الإسلام كان سيسود العالم المعروف وقتذاك كله، ومن ناحية أخرى أظهر الأمويون مقدرة فائقة في مجال الإدارة، وكان معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم وابنه عبد الملك، وأبناؤه: الوليد وسليمان وهشام، وعمر بن عبد العزيز، وحتى آخرهم مروان بن محمد، كان هؤلاء القادة - من الخلفاء وأبنائهم- رجال دولة من الطراز الأول، لم يركنوا إلى الدعة والراحة، وإنما كرسوا حياتهم وكل وقتهم لإدارة دولتهم المترامية الأطراف، ومن خلال العرض السابق، كان لزامًا على البحث التربوي الرجوع إلى التاريخ الإسلامي وخاصةً تاريخ العصر الأموي، والكشف عن كثير من معالم تربية القادة من الذين أسهموا في بناء دولتهم وإبراز عصرهم حتى صار من أعظم العصور في التاريخ الإسلامي، وذلك من خلال إبراز تربية الخلفاء وأبنائهم كنموذج للقادة ومجال للدراسة الحالية.
قـضيـــــــة الدراســـــــة وأسئلتهـــــــا:
تتحدد قضية الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
 ما معالم تربية القادة في العصر الأموي؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس عدد من الأسئلة الفرعية تتمثل فيما يلي:
1- ما التوصيف الفكري للعصر الأموي
2- ما أهم ملامح نشأة العصر الأموي وتطوره؟
3- ما السياقات المجتمعية التي سادت في العصر الأموي؟ وما انعكاساتها على تربية القادة؟
4- ما فلسفة تربية القادة في العصر الأموي؟
5- ما دور مؤَدِّبي القادة في العصر الأموي؟
6- ما مؤسسات وميادين تربية القادة في العصر الأموي؟
7- ما أبرز متطلبات تربية القادة في العصر الأموي؟
8- ما الرؤية التقييمية لتربية القادة في العصر الأموي؟
9- ما أوجه استفادة المجتمع المصري في عصرنا الحاضر من الدراسة الحالية؟
أهـــــدف الدراســـــة:
تهدف الدراسة الحالية إلى رصد واستخلاص أبرز معالم تربية القادة في العصر الأموي، وكيفية الاستفادة منها في عصرنا الحاضر.
أهميــــة الدراســــة:
تتجلى أهمية الدراسة فيما يلي:
أ) الأهميــــــــة النظريـــــــة:
تتضح الأهمية النظرية للدراسة في النقاط التالية:
1- تكتسب هذه الدراسة أهميتها من حيث إنها تعالج فترة زمنية مهمة لا يمكن إغفالها تاريخيًا ”العصر الأموي” الذي كان بحق عصر البدء بتكوين أسس العلوم الإسلامية والعربية، حيث إن هذه العلوم زُرعت بذرتها في عصور الخلفاء الراشدين.
2- الثراء الفكري والتربوي الذي تتميز به الحضارة الإسلامية في العصر الأموي عما سواهما، إذ أننا بعد كل تجاربنا في حقل التربية وتطلعنا المستمر إلى الشرق والغرب وفشل الكثير من هذه التجارب حين نقلت لنا، ثبت أن تربيتنا لا تستطيع أن تغض الطرف عن تراثنا الإسلامي بما يحمله من قيم مادية وروحية باقية على الدهر.
3- الإسهام في البناء التربوي من خلال معرفة الجوانب التربوية التي تميز بها القادة في العصر الأموي.
4- تكمن أهمية الدراسة في بيان المعالم التربوية التي أنتجتها تربية القادة، وأثر ذلك في العصر الأموي.
5- مثل هذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي تتناول فئات معينة في العصور الإسلامية الزاهرة، يمكن أن تثري النظرية التربوية الإسلامية، وأن تضيف شيئًا ذا بال في الطرح التربوي المعاصر، خاصة أن المسلمين في أَمَسِّ الحاجة إلى فكر تربوي يجمع بين الأصالة والمعاصرة في هذه الفترة التي سيطرت فيها على النظم التربوية في كثير من بلاد الإسلام أفكار التربية الحديثة حتى كادت أن تضيع معالم الهوية والتربية الإسلامية، بعد أن قلَّد الكثير من المسلمين غيرهم في نظمهم التربوية وحياتهم الاجتماعية.
ب) الأهميـــــة التطبيقيـــــة:
تتضح الأهمية التطبيقية للدراسة فيما يلي:
1- تُصحح هذه الدراسة بعض التصورات الخاطئة عن التاريخ الأموي، هذه التصورات التي يذهب إليها بعض الباحثين، حيث يلصقون بالعصر الأموي كثيراً من الأفكار والتصورات الخاطئة؛ كفكرة أن العصر الأموي كان عصر سفك دماء وفتن وثورات فقط.
2- تكشف هذه الدراسة عن جهد كبير قام به قادة ذلك العصر في الحفاظ على الأمة من التفرق والتشرذم وحفظ السلام الاجتماعي، وذلك من خلال التربية التي تلقاها أولئك القادة.
3- تكشف هذه الدراسة عن الدور الذي قامت به طائفة المُؤَدِّبين وأثر ذلك على تربية القادة في العصر الأموي.
4- تزويد الأجيال القادمة بتراثهم المجيد وذلك لتحصينهم وحمايتهم من الثقافات الوافدة التي تكاد تقضي عليهم وتعمل على تزويدهم بالأفكار التي قد تؤدي إلى محو الشخصية الإسلامية وانحرافها، وعلى ذلك فهذه الدراسة نوع من مصارحة الذات ونقدها، كمقدمة أساسية لاكتشافها، وتدعيم إيجابياتها وتلافى سلبياتها.
5- من المفيد أن يطَّلع المربى المسلم على دراسات تربوية من التراث مقارنة بالتربية الحديثة، لا للكشف عن أحقية التراث الإسلامي وسبقه وإبداعه، وإنما ليتابع المربون في العصر الحالي هذه الدراسات ويربطون ماضي التربية وحاضرها، مستفيدين من نتاج العقل الحديث، وتجارب الإنسان التربوية في الماضي والتي يمكنها أن تتلاءم مع قيم وأصالة المجتمعات الإسلامية.
6- تحديد الجوانب الايجابية والسلبية في العصر الأموي، وخاصة فيما يتعلق بتربية القادة، لتحديد إمكانية الاستفادة من الايجابيات وتجنب السلبيات في المجتمع المعاصر.
7- تحديد كيفية استفادة مؤسسات المجتمع في عصرنا الحاضر من الدراسة الحالية.
منهــــــج الدراســــــة:
اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي؛ وذلك حتى يمكن تتبع عملية تربية القادة في العصر الأموي، فالمنهج التاريخي هو المنهج الذي يهتم بجمع الحقائق، والمعلومات من خلال دراسة الوثائق والسجلات والآثار، ويعرفه آخرون بأنه المنهج الذي يهدف إلى صياغة الماضي بطريقة موضوعية دقيقة، وذلك بجمع وتقويم الشواهد لبيان الحقائق المتعلقة بتربية القادة في العصر الأموي، والوصول من خلالها إلى استنتاجات يستفيد منها المجتمع المعاصر، وتجدر الإشارة إلى أن المنهج التاريخي لا يقف عند مجرد السرد التاريخي، وإنما يدرس تلك الوقائع والأحداث ويحللها ويفسرها على أسس علمية بقصد التوصل إلى حقائق وتعميمات تساعد على فهم الماضي والحاضر والتنبؤ بالمستقبل.
مصطلحــــــات الدراســــــة:
يُعد تحديد المصطلحات أمرًا مهمًا في الدراسات العلمية، لذلك سوف اهتمت بتحديد المصطلحات التالية:
1- التــــــــربيــــــــة:
معنى التربية من المعاني المعروفة لغويًا واصطلاحيًا، ولها تعريفات كثيرة في الفكر التربوي والأدبيات المختلفة، لذلك ذكر الباحث تعريفًا واحدًا، حيث عرف التربية بأنها ” تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا”.
2- القـــــــــادة:
والقادة في اللغة: جمع قائد، والقائد من القيادة: وهي مصدر من قاد يقود، وهو قائد، وجمعه قادة وقُواد، وأصلها (قود) قال ابن منظور:(القَوْدُ): نقيض السَوْق، يقود الدابة من أمامها ويسوقها من خلفها، فالقود من الأمام والسوق من الخلف. وفى هذا المعنى اللغوي إشارة لطيفة مفاداها: أن مكان القائد في المقدمة وذلك لكى يكون دليلًا لطائفته وجماعته على الخير، ومرشدًا لهم إلى ما فيه صلاحهم.
ويمكن تعريف القيادة اصطلاحًا بأنها: ”القدرة على التأثير في الآخرين من أجل تحقيق أهداف أو أغراض محددة وهي السلوك الذي يوجه الآخرين ويحركهم في اتجاهات معينة”.
والقادة اصطلاحًا: ”من يستطيعون التأثير في الناس؛ ليحققوا هدفهم المشترك”، والقائد هو: ”الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته، وكل ما أوتى من سلطان؛ ليؤثر في سلوك، واتجاهات الأفراد بغية إنجاز أهداف محددة”، وقيل هو ”الزعيم أو الشخص الذي يقود مَنْ دونه”.
وقصدت الدراسة بالقادة في العصر الأموي: كل خلفاء بني أمية وأبنائهم من سنة41ه إلى132ه، باعتبارهم الفئة الحاكمة الملزمة بتولي زمام الأمور، والمسئولين عن قيادة الأمة وتصريف شئونها وسياسة رعيتها في العصر الأموي.
وتأسيسًا على ما سبق، عرف الباحث ”تربية القادة –إجرائيًا- في هذه الدراسة” بأنها:(لون من ألوان التربية، يهتم بإعداد القادة المُعَدِّين للقيادة والحكم، إعدادًا متكاملًا من جميع النواحي؛ لتهيئتهم لتحمل المسئولية في قيادة المجتمع في جميع المجالات).
3- الخلافـــــــــــة:
الخلافة: ”هي الرياسة العظمى، والولاية العامة الجامعة، القائمة بحراسة الدين والدنيا، والقائم بها يُسمى الخليفة لأنه خليفة عن رسول الله  ويُسمى الإمام؛ لأن الإمامة والخطبة في عهد رسول الله  والخلفاء الراشدين لازمة له، لا يقوم بها غيره إلا بطريق النيابة عنه؛ كالقضاء والحكومة، ويسمى أيضًا أمير المؤمنين، وهو الوالي الأعظم ولا والي فوقه ولا يشاركه في مقامه غيره”.
4- الخليفــــــــة:
”هو الإمام الأعظم القائم بخلافة النبوة في حراسة الدين، وسياسة الدنيا، وقيل كذلك بأن الخليفة هو: اسم لمتولي أمر الدولة الإسلامية لكونه يخلف النبي  في أمته وإقامة أحكام الشرع”.
ويُعَرِّف محمد يوسف موسى (الخليفة) بأنه: ”صاحب السيادة في الدولة، بصفته خليفة، لا بصفته الشخصية مادامت الأمة قد أقامته في هذا المنصب الأسمى، وذلك ليسوسها بحكم الله وشريعته، ويوجهها إلى ما فيه الخير والصالح العام، ويدير شئونها بالأمانة والعدل، ويقودها إلى حياة العزة والكرامة والمجد”.
5- ولـــــــي العهـــــــد:
”الولاية تحمل في معانيها الإمارة والسلطان والعهد يحمل معنى الوصية؛ وقد ظهر مصطلح ولي العهد بمعنى الوصي أو الوارث للملك”، ”والعهد الذي يتعاهد الأمور ومن يحب الولايات والعهود وعلى هذا فولي العهد مَنْ يُسمَّى ليكون وارثًا للملك والسلطان”.
6- العصــــــر الأمــــــوي:
هو زمن الخلافة الأموية في الشرق الذي يلي عصر الخلفاء الراشدين، من
سنة (41ه- 132ه) وبالتالي خرج زمن الخلافة الأموية بالمغرب العربي خارج
نطاق الدراسة.