Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأمثال السائرة في” مسند أحمد بن حنبل :
المؤلف
مشرف، شريف سيد إمام.
هيئة الاعداد
باحث / شريف سيد إمام مشرف
مشرف / وجيه عبد القادر الشيمي
مشرف / فرحان عمار المطيري
مناقش / فرحان عمار المطيري
الموضوع
مسند أحمد بن حنبل.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
185 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
2/8/2019
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - الدراسات الادبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 185

from 185

المستخلص

من الظواهر اللغوية في المثل النبوي السائر ظاهرة التقديم والتأخير،والتي تعني ”مخالفة عناصر التركيب ترتيبها الأصلي في السياق، فيتقدم ما الأصل فيه أن يتأخر، ويتأخر ماالأصل فيه أن يتقدم. والحاكم للترتيب الأصلي بين عنصرين يختلف إذا كان الترتيب لازمًا أو غير لازم، فهو في الترتيب اللازم ( الرتبة المحفوظة ) حاكم صناعي نحوي، أما في غير اللازم (الرتبة غير المحفوظة) فيكاد يكون شيئا غير محدد، ولكن هناك أسباب عامة قد تفسر ذلك الترتيب ”(266).
وقد أفاض اللغويون والبلاغيون في بيان أهميته،وجدوى دراسته – القدامى منهم والمحدثون - يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني (رحمه الله) مبينًا أهميته:”هو باب كثير الفوائد، جم المحاسن، واسع التصرف، بعيد الغاية، لا يزال يروقك مسمعه، ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد سبب أن راقك ولطف عندك أن قدم فيه شيء وحول اللفظ عن مكان إلى مكان”(267).
ويبين سيبويه أن علة المقدم هي ”العناية والاهتمام بشأنه”(268). لكن عبدالقاهر الجرجاني حذر من الاقتصار على ذلك خوفا من أن يقع ”في ظنون الناس أنه يكفي أن يقال: إنه قدم للعناية، ولأن ذكره أهم، من غير أن يذكر من أين كانت تلك العناية، ولم كان أهم ؟. ولتخيلهم ذلك صغر أمر التقديم والتأخير في نفوسهم، وهونوا الخطب فيه حتى إنك لترى أكثرهم يرى تتبعه والنظر فيه ضربًا من التكلف، ولم تر ظنًا أزرى على صاحبه من هذا وشبهه”(269).
وقد تأثر بعبد القاهر من جاء بعده من البلاغيين والمفسرين. ”وإذا كانت الرتبة في النحو قرينة على المعنى فهي في الأسلوب مؤشر إبداع وتقليب عبارة واستجلاب معنى أدبي...
والرتبة نوعان: محفوظة وغير محفوظة. فأما الرتبة المحفوظة فهي رتبة في نظام اللغة وفي الاستعمال في الوقت نفسه، وأما غير المحفوظة فهي رتبة في نظام اللغة فقط، وقد يحكم الاستعمال بوجوب عكسها ”(270).
مواضع التقديم والتأخير في الأمثال النبوية السائرة:
نذكر هنا الصور النحوية للتقديم والتأخير في المثل النبوي ومنها:
أ) تقديم الخبر على المبتدأ:
ففي قوله -صلى الله عليه وسلم- ”من حُسنِ إسلَامِ المَرءِ تَركُه ما لا يَعنِيهِ”(271).فقد قدم الخبر وهو ”من حسن إسلام”على المبتدأ وهو ”تركه”وهذا من باب التقديم النحوي لا البلاغي، فالخبر هنا مقدم وجوبا؛ لأن في المبتدأ ”تركه”ضميرا يعود على بعض الخبر، فلو لم يقدم الخبر لعاد الضمير على متأخر وهو من عيوب البلاغة والفصاحة التي خلا منها كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.”ويؤكد أبو علي في علم البلاغة أن للتقديم والتأخير علاقة وثيقة بمفهوم النظم الذي هو وضع الكلمات في السياق النحوي الذي يجعل الجملة جملة مقبولة نحويًا، وبليغة دلاليًا”(272)
ب) تقديم خبر إن على اسمها:
وذلك مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- ”إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا، وَإنَّ مِنْ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً”وقوله عليه الصلاة والسلام ”إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ”(273). فالنبي كرجل عربي فصيح لا يخالف قواعد اللغة لأن ”سحراً” و ”حكمة” كلاهما نكرة فحق للخبر أن يتقدم كما هو معروف عند علماء النحو, وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- ”إِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ”فقد تقدم خبر إن على اسمها لغرض نحوي كما أشرنا(274).
ج)التقديم لإفادة القصر:
كما في قوله -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي ”حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ”(275). ففي هذا المثال قدم شبه الجملة ”حولها” على الفعل ”ندندن” لإفادة الحصر في بذل الدعاء لطلب الجنة والاستعاذة من النار، ولو قدم الفعل وقيل: ندندن حولها، لكان يحتمل أن تكون الدندنة حول الجنة وأشياء أخرى، أما بهذه الصيغة الواردة في الحديث فيخصص الدعاء في طلب الجنة ويخرج أي شيء آخر.