Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ألفاظ الحركة في السبع الطوال من القرآن الكريم:
المؤلف
حسن، دينا عبد الرحمن يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / دينا عبد الرحمن يوسف حسن
مشرف / علي محمد أحمد هنداوي
مشرف / أحمد عبد الله أحمد نصير
مناقش / أحمد عبد الله أحمد نصير
الموضوع
الفاظ الحركة.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
164ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 164

from 164

المستخلص

الحمدُ لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين، من أوتي جوامع الكلم ، محمد بن عبد الله ، النبي العربي ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد ، فإن ” ألفاظ اللغة هي اللبنات التي يتكون منها البناء الكبير ، ومن ثم كان الاهتمام بحصرها وجمعها الشغل الشاغل للغويين في القديم والحديث ” (1) ، ولما كان هذا الحصر يخضع لمبدأ الشيوع في الاستعمال (2) ، فليس هناك خير من لغة القرآن الكريم ، التي كتب لها الخلود على مر الزمان ، ولها طبيعتها الخاصة في اختيار ألفاظها ، ليس لكونها ألفاظاً مجردة ، فـ” ألفاظ القرآن من حيث انفرادها قد استعملها العرب ومن بعدهم ، ومع ذلك فإنه يفوق جميع كلامهم ويعلو عليه ؛ وذلك لفضيلة التركيب” (3).
في ضوء ما سبق يتضح لنا أن الدلالة اللغوية تتحقق من اجتماع الألفاظ اللغوية مقترنة بتركيب معين - أي الدلالة الخاصة بالكلمة في التركيب واتخاذها فيه موقعاً معيناً يدل على قيمتها- مع مراعاة أحوال المقال ، ومن ثم جاء البحث ليدرس ألفاظ الحركة في السبع الطوال من القرآن الكريم دراسة نحوية دلالية ، سلطت الضوء فيه على الألفاظ التي حوتها التراكيب اللغوية المشتملة على الإشارات الدالة على الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم،على سبيل المثال لا الحصر، وذلك في حدود السياق القرآني بنوعيه اللغوي وغير اللغوي.
أهمية الدراسة :
- تكمن أهمية الدراسة في كونها نقطة التقاء بين المستويين النحوي والدلالي لألفاظ الحركة في السور السبع ، التي لم يتناولها أحد من هذا المنظور .
- إن هذه الدراسة تقدم مادة لغوية يمكن الاستعانة بها في بناء معجم حركي قرآني.
(1) دراسات في علم اللغة : د. كمال بشر، دار غريب ، القاهرة - الفجالة ، 1998م ، ص 233.
(2) المصدر السابق ، نفس الصفحة.
(3) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر: ضياء الدين ابن الأثير ، ط2 ، دار نهضة مصر ، الفجالة – القاهرة ، 1/ 166.
- كما تضيف الدراسة أطراً تصنيفية متنوعة ومختلفة لألفاظ الحركة في القرآن الكريم بالمقارنة بالدراسات اللغوية السابقة .
أسباب اختيار الموضوع :
أولاً : لقد تم اختيار الحركة ؛ لأنها من أهم ملامح الحياة ، كما أنها تعد طريقاً من طرق التعبير عن المعنى ، ووسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي وبخاصة الحركة الجسمية منها ، ومن ثم كانت أشبه بالبدائل السياقية غير التركيبية ، الأمر الذي جعل البعض يضعها ضمن عناصر السياق الخارج عن النص ، ويترك هذا بالضرورة أثره على النص اللغوي المعبر عنها(1).
ثانياً : ولقد تم اختيار ألفاظ الحركة من ألفاظ القرآن الكريم على وجه الخصوص؛ لأن أغلب القرآن فيه حركة (2) ، ومن ثم تكثر الألفاظ المعبرة عن تلك الحركة وتتنوع دلالاتها ، كما تتنوع الأنماط التركيبة المدرجة فيها.
ثالثاً : وسوف أطبق دراستي على السور السبع لسبيبن :
أولهما : لتنوعها بين مكية ومدنية مما يسهم فى تنوع السياقات .
ثانيهما : كثرة الألفاظ الدالة على الحركة في السور السبع لقوله صلى الله عليه وسلم : ”أعطيت مكان التوراة السبع الطوال” ، فللتوراة طبيعتها الخاصة التي تنبع من طبيعة القوم الذين أُنزلت عليهم ، فقد أنزلها الله تعالى على سيدنا موسى وبحكم إرساله إلى بني إسرائيل الذين يتصفون بطبيعة تميل إلى الماديات وإنكار غير المُحَسَّات (3) ومن ثم تكثر الحركات فى السبع الطوال ؛ لأن فيها أكبر وأوضح تجسيم لكل ماهو معنوي وغير محسوس.
(1) العبارة والإشارة دراسة في نظرية الاتصال : د.محمد العبد ،ط4 ، مكتبة الآداب ، القاهرة ، 1431هـ - 2010م ، ص 112، 113.
(2) التصوير الفني في القرآن : سيد قطب ، ط11 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1994م ، ص 63.
(3) فقد قالوا لموسى: أرنا الله جهرة ، قال تعالى : ”يسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً” النساء 4/ 153، وربما نجد موسى والله أعلم قد تأثر نسبياً بهذا العالم المادي فقد قال : رب أرنى أنظر إليك ، قال تعالى: ”وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِن ِاسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” الأعراف 6/ 143.
إشكالية الدراسة:
ما مدى التكامل والارتباط بين المستوي النحوي والدلالي في تشكيل معنى الحركة؟.
وسوف تسعى الدراسة للإجابة عن التساؤلات التالية:
1- كيف ساهمت الأنماط التركيبية لألفاظ الحركة فى تشكيل المعنى؟
2- كيف كان للسياق القرآني ثأثير على تركيب الجمل المتضمنة لبعض تلك الألفاظ ؟
3- ما المقصود بالأزمنة المركبة لأفعال الحركة في السور السبع ؟
4- ما الفوائد الدلالية التي تحققت لألفاظ الحركة بموجب عوارض التركيب (كالحذف والتقديم والتأخير ) ؟
5 - كيف ساهمت العلاقات الدلالية بين الألفاظ في إثراء معنى الحركة ؟
منهج الدراسة
اقتضت طبيعة البحث اعتماد المنهج الوصفي ، وذلك من خلال وضع تلك الألفاظ في مجموعات تركيبية وأخرى دلالية ثم تحليلها في ضوء هذا التصنيف ؛ فلا يمكن دراسة المفردات القرآنية مستقلة عن تركيبها النحوي .
الدراسات السابقة :
1- رسالة ماجستير بعنوان : أفعال الحركة الإنتقالية الكلية للإنسان في القرآن الكريم، دراسة دلالية إحصائية : عماد عبد الرحمن خليل شلبي ، جامعة النجاح الوطنية ، كلية الدراسات العليا، نابلس – فلسطين ، 2010م.
وفيها وضع الباحث تلك الأفعال في مجموعات دلالية منها: مادل على حركة تقدمية ، وما دل على حركة رجعية ، وما دل على الحبس والمنع وعدم الحركة ، وما دل على الخروج والانبعاث، وما دل على الوصول إلى مكان، ثم قام بإحصاء الأفعال حسب تلك المجموعات الدلالية ، مبيناً مرات الظهور لكل فعل ونسبته المئوية قياساً للمجموعة الدلالية التي وضع فيها .
2- رسالة ماجستير بعنوان : لغة الجسد في القرآن الكريم : أسامة جميل عبد الغني ربايعة ، جامعة النجاح الوطنية ، كلية الدراسات العليا ، نابلس - فلسطين ، 2010م.
اقتصرت الدراسة على لغة حركات الجسد من لغة العيون والوجه والإشارات وما تحمله من دلالات .
3- رسالة دكتوراة بعنوان : أفعال الحركة في العربية المعاصرة ، دراسة دلالية تركيبة : محمد محمد داوود ، جامعة القاهرة ، كلية دار العلوم ، 1996م
وجاءت الدراسة في غير القرآن، وخُصص باباً للدراسة النحوية صُنفت فيه الأفعال المختارة لدراستها تركيبياً إلى ثلاث مجموعات هي: (1) مجموعة أفعال الحركة اللازمة ،(2) مجموعة أفعال الحركة المتعدية،(3) مجموعة أفعال الحركة اللازمة المتعدية ، ثم خُصص باباً للدراسة الدلالية تناول الأفعال في ضوء بعض مناهج دراسة المعنى.
في ضوء ما سبق لم أجد أياً من الدراسات السابقة قد تناول الدلالة النحوية لألفاظ الحركة في السور السبع ، أو الزمن النحوي لأفعالها، ودور السياق القرآني وعوارض التركيب في توجيه بعض الدلالات المصاحبة لتلك الألفاظ، وهذا ما يميز بحثنا.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في تمهيد وأربعة فصول على النحو الآتي :
التمهيد : وتحدثت فيه عن مفهوم الحركة ، وأنواعها وأهميتها ، ثم عرَّفتُ بالسبع الطوال في القرآن الكريم ، ثم تحدثت عن السياق ودوره في فهم المعنى في ضوء النظرية السياقية .
الفصل الأول : الأنماط التركيبية التي وردت فيها ألفاظ الحركة في السور السبع .
وجاء هذا الفصل مقسماً إلى ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : بناء دلالة ألفاظ الحركة في الأسلوب الخبري .
المبحث الثاني : بناء دلالة ألفاظ الحركة في الأسلوب الإنشائي .
المبحث الثالث : بناء دلالة ألفاظ الحركة في الجملة الشرطية .
الفصل الثاني : الدلالة الزمنية لأفعال الحركة في السور السبع .
وجاء هذا الفصل مقسماً إلى ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : الدلالة الزمنية للفعل الماضي .
المبحث الثاني : الدلالة الزمنية للفعل المضارع
المبحث الثالث : الدلالة الزمنية لفعل الأمر .
الفصل الثالث : الظواهر الدلالية السياقية لألفاظ الحركة في السور السبع .
وجاء هذا الفصل مقسماً إلى ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : أثر السياق في دلالة الحذف لألفاظ الحركة في السور السبع.
المبحث الثاني : أثر السياق في دلالة التقديم والتأخير لألفاظ الحركة في السور السبع.
المبحث الثالث : أثر السياق في دلالة التكرار لألفاظ الحركة في السور السبع .
الفصل الرابع : العلاقات الدلالية بين ألفاظ الحركة في السور السبع .
وجاء هذا الفصل مقسماً إلى ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : علاقة الاشتراك اللفظي .
المبحث الثاني : علاقة التضاد .
المبحث الثالث : علاقة الترادف.
وختمت بحثي بأهم النتائج التي توصلت إليها ، وملحق جاء بمثابة معجم حركي مصغر لألفاظ الحركة في السور السبع التي عولجت في الفصول الأربعة ، ثم أعقبته بمجموعة من التوصيات التي أرى فيها إضافة وتكملة لموضوع ألفاظ الحركة عامة ، وألفاظ الحركة في القرآن الكريم خاصة .
وقد تعددت مصادر البحث ومراجعه من كتب التفسير ، والنحو، واللغة ، والبلاغة- قديماً وحديثاً- والتي كان لها الفضل في إثراء هذا البحث.
وفي ختام هذه المقدمة لا أدعي لهذا البحث الكمال ، فالكمال لله وحده ، ولا يزال في القرآن الكريم من الأسرار التي لن يستطيع أحد أن يحصيها قال تعالى: ”قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ” الكهف18/109، وأتمنى من الله عز وجل أن يكون هذا البحث نواة لمعجم حركي قرآني كبير
.