Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
روايتا ”بداية ونهاية” لنجيب محفوظ و”على قيد الحياة” ليوهوا:
المؤلف
يوشين، جانغ.
هيئة الاعداد
باحث / جانغ يو شين
مشرف / أميمة عبد الرحمن محمد
مشرف / سعاد صالح عبد المطلب
مناقش / رشا كمال السيد
الموضوع
بدايةونهاية. على قيد الحياة.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
129ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التمريض - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 129

from 129

المستخلص

إن مصر والصين دولتان ذات حضارتين قديمتين في تاريخ الإنسانية، ويمتاز الأدب في كل منهما بخصائص متفردة تواكب الحركة الأدبية العالمية، فقد كان أول من خطا بالفن الروائي خطوة واسعة - في مصر- هو”محمد حسين هيكل”حين أصدر أول رواية فنية حديثة هي ”زينب” وتلاه جيل الرواد ثم جيل الوسط، ثم تطور الفن الروائي تطورا كبيرا على يد صاحب نوبل الرواية العربية”نجيب محفوظ”.
أما بالنسبة للصين فقد كانت الصين معزولة عن الغرب حتى القرن التاسع عشر. وقد شهد هذا القرن سفر كثير من المستشرقين والتّجار الأوربيين إلى الصين، وانفتح الصينيون تدريجيًا على الثقافة الأوروبية. وبحلول القرن العشرين ظهر أثر الأدب الغربي في أعمال معظم الكتاب الصينيين. وكان أهم مُؤلف صيني في أوائل القرن العشرين هو ”لو شون” الذي كتب قصصًا قصيرة ساخرة في النقد الاجتماعي.
تولى الشيوعيون الصينيون، بقيادة” ماوتسي تونغ ”زمام السلطة في الصين عام1949، بعد حرب أهلية طويلة. وقد طالب الشيوعيون أن تكون الآداب جميعها في خدمة الدولة الجديدة مفهوم الأدب الماركسي. كما بدأ الكُتَّاب بإنتاج أعمال يسهل فهمها على الفلاحين والجنود والعمال، وكان لزامًا أن يمثل أبطال الأعمال الأدبية أبناء الطبقة العاملة.المادة العلمية لهذه الدراسة في الرواية المصرية ”بداية و نهاية” لنجيب محفوظ، و الرواية الصينية ”على قيد الحياة” ليو هوا.
روايتا ”بداية ونهاية” لنجيب محفوظ و”على قيد الحياة” ليوهوا
) دراسة مقارنة في المضمون و التشكيل الفني (
وتنعكس في الروايتين الآثار والظواهر الثقافية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة نفسها ــ على وجهي التقريب و المشابهة ــ إبان المجتمع شبه الاستعماري، والمجتمع شبه الإقطاعي في هذه الفترة، في مصر و الصين .
نجيب محفوظ 11)ديسمبر30__1911أغسطس(2006:
هو أول روائي عربي حاز جائزة نوبل في الأدب . بدأ نجيب محفوظ كتابة رواياته منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى عام.2004 وتدور أغلب أحداث رواياته في القاهرة، وتظهر في معظمها تيمة متكررة هي الحارة التي تعادل الوطن ، وأحيانا الوجود الإنساني العام . من أشهر أعماله ”الثلاثية” و ”أولاد حارتنا ”التي أثارت جدلا كبيرا ومُنعت من النشر في مصر منذ صدورها حتى وقتٍ قريب . ويصنف أدب محفوظ - في معظمه - بوصفه أدبًا واقعيًا، يتناول موضوعات اجتماعية ووجودية، ويعد محفوظ أكثر أدباء العرب الذين تحولت أعمالهم إلى دراما سينمائية و تلفزيونية.
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في بداية الأربعينيات تقريبًا، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة وفي عام1939، نشر روايته الأولى” عبث الأقدار” التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم نشر”كفاح طيبة” و”رادوبيس” منهيًا ثلاثيته عن مصرالقديمة (المرحلة التاريخية). وبدءًا من عام1945 بدأ” نجيب محفوظ” مساره الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية”القاهرة الجديدة”، ثم” خان الخليلي” و”زقاق المدق. ” وجرب ”نجيب محفوظ ”الواقعية النفسية في رواية” السراب”، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع ”بداية ونهاية” و”الثلاثية”. وفيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته ”الشحاذ”، و”أولاد حارتنا” التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سببًا في التحريض على محاولة اغتياله. كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفانتازيا كما في روايته ”الحرافيش”، و”ليالي ألف ليلة” وكذلك في عمليه ”أصداء السيرة الذاتية”، و”أحلام فترة النقاهة” واللذين اتسما بالتكثيف الشعري والانحراف اللغوي، وتعد مؤلّفات محفوظ - من ناحية- بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن عدها تناولا فنيا معاصرًا وواعيا بقضايا الإنسان المجتمع.
”بداية و نهاية ”لنجيب محفوظ (1949):
عنوان يختزل به نجيب محفوظ تجربة حياتية لأسرة مصرية مات مُعيلها، وجرت الأقدار على أفرادها لتضع كل واحد منهم في مواجهة درامية أمام مصيره المحتوم: الأم وحسن وحسين وحسنين ونفيسة، لكل منهم شخصية متفردة، وتجربته التى تدافع عن استمراريتها. قدم لنا شخصية الأم المثالية كما يعرفها المجتمع العربي تضحي وتشقي لأجل عائلتها؛ حسن الأخ الأكبر عربيد يلهو مع النساء وسط الخمر والمخدرات؛ حسين الأخ الأوسط وسطي في كل شئ موظف حكومي عادي سلبي لا يحرك أى شئ حوله؛ نفيسة الأخت الوحيدة ليس لها نصيب كبير من الجمال، ضحت وعملت بالخياطة حتي تُدخل أخاها الكلية الحربية ثم سقطت في مستنقع الدعارة لتساعده حياتيًا وفي النهاية تبرأ منها وتركها لمصيرها الأسود.
وبقلم الفنان المرهف ودارس الفلسفة الذي أدرك أهمية الإفادة من التحليل النفسي يستنبط نجيب محفوظ نفوس شخصياته، موظفا تقنية تيار الوعي والمونولوج الداخلي الذي يكشف عن جزء كبير من التحولات التي تأخذ مجراها في ثنايا الأحداث.
وقد تمتعت الرواية بدائرة واسعة من القراءة و التداول، يؤكد ذلك تحولها إلى عمل درامي سينمائي.
يو هوا (3 ابريل 1960):
هو أحد الروائيين البارزين من جيل الرواد الذي تأثر بأديب نوبل” مويان” و”سوتونغ” وآخرين، وتؤكد الدراسات المعنية بتلقي الأدب الصيني أن كتابات ”يوهوا” و”مويان” تعد أكثر الأعمال انتشارًا في الصين، كما تتمتع بترجمات متعددة خارج الصين، وهو أيضا أحد أهم الكتاب الصينيين المعاصرين الذين حصلوا على جوائز عالمية في مجال الإبداع الأدبي حيث حصل على جائزة ”جرينزان كافور” الإيطالية 1998، و”وسام الفنون والآداب بدرجة فارس” من فرنسا2004، و”جائزة الإسهام المتميز في الكتاب الصيني”2005 وغيرها من الجوائز المحلية والعالمية.
ويوهوا أحد الكتاب المعاصرين الذين ساروا على نهج المؤسس ”لوشون” رائد الأدب الصيني الحديث (1936-1886) في الاهتمام بالواقع الصيني وقضايا الإنسان البسيط، وصراعه من أجل العيش، رافعا راية التحدي للتقاليد الصينية السلبية القديمة، مع تميز أعماله بأسلوب الواقعية النقدية والسخرية، أو ما يعرف بالكوميديا السوداء التي يعد يوهوا من أهم روادها.
ففي الأدب الصيني المعاصر، هناك وجه شبه واضح بين قصة ”الدواء (1919) ”للرائد” لوشون” ورواية ”على قيد الحياة (1993) ” ليوهوا.
وسيرا على درب المؤسس ”لوشون”، نجد تأثر يوهوا الواضح بالفلسفة الغريبة الوجودية على وجه التحديد، في تصوير صراع الإنسان ومعاناته في الواقع المعاصر من أجل البقاء على قيد الحياة، من خلال الربط بين واقع شخوص أعماله و معاناتهم، والواقع الأليم والشقاء الذي يعيشه الإنسان الصيني بل الإنسان بوجه عام في الظروف الصعبة المماثلة، أو كما قال يوهوا ”الإنسان لا ينفصل عن أمته والعصر الذي يعيش فيه والكمال يتحقق بنجاحنا في التعبير عن العوالم الداخلية لهذا الإنسان بكل صدق” .
”على قيد الحياة” رواية يو هوا (1993):
تسرد رواية ”على قيد الحياة” قصة حياة رجل عجوز تحمل المصائب والشقاء والبؤس، وهي تُظهر محنته و معاناته من خلال منظور الراوي المشارك الذي يتحدث بضمير الـ”أنا” و يذكر اسمه” فوقوي”، وأنه كان واسع الثراء في مرحلة الشباب.
فقد نشأ ابنا مدللا وفاسدا لأحد كبار الإقطاعيين.. يلعب القمار، ويبدد كل ماورثه من أموال إلي أن يتحول إلى الفقر وحياة الحرمان. وخلالها يبحث عن طبيب لعلاج والدته المريضة، ولكن يقبض جيش الحزب الوطني الكومينتانغ عليه ليعمل أعمالا شاقة بوصفه مجندًا قسريًا، وبعد ذلك يأسره جيش التحرير ، ثم يرجع إلي مسقط رأسه فيعرف أن والدته توفيت، وأن زوجه ”جيا تشن” ترعى أولاده في ظروف صعبة، ثم تمرض ابنته وتصبح بكماء لعدم توافر الدواء.
بعد ذلك تتوالي الأحداث، حيث تصاب”زوجه جيا تشن” بمرض الغضروف، كما يتوفى ابنه بعد تبرعه بالكثير من الدماء لإنقاذ زوج مأمور المركز، ثم تزوجت ابنته” فنغ شيا” من ”يو تشينغ ”الذي اختاره عمدة القرية لها، لكنها تموت خلال عملية جراحية بسبب النزيف بعد الولادة. وبعد مرور ثلاثة أشهر توفيت”جيا تشن” أيضا، لذا اصطحب” فو قوي” حفيده ”كو قنغ” ليرجعا إلي الريف، ولكن معيشتهما كانت ضيقة و مريرة وكان” فو قوي ”يحب ”كو قنغ” حُبًا جمًا، ويسلق له فول الصويا، ولم يخطر بباله أن يتخم” كو قنغ ”من فول الصويا ويتسبب ذلك في وفاته، لذا يبقى العجوز”فو قوي” في النهاية وحده مع بقرته الوحيدة أيضا.
منهج البحث:
يعتمد البحث على المنهج المقارن الذى يرصد نقاط التشابه والاختلاف بين الروايتين، والمقارنة بينهما عن طريق التوازي، لتحليل أسباب الاختلافات الثقافية بين الآداب المختلفة وتأثيرها في شخصية الأبطال و دراسة البنية السردية في الروايتين.
كما يفيد البحث من معطيات منهج البنيوية التكوينية - عند لوسيان جولدمان، وهو منهج ينفتح على المرجعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية من خلال ثنائية الفهم و التفسير قصد تحديد البنية الدالة، و رؤية العالم، بالإضافة إلى تحليل البناء الشكلي للنص الأدبى الروائي خصوصًا