Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تمرد أنتيجوني بين سوفوكليس وألفييري :
المؤلف
السيد، هدى سيد أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / هدى سيد أحمد السيد
مشرف / فريد حسن الأنور
مناقش / سمية عبد العزيز موسي
مناقش / هاجر سيف النصر
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
187ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
8/3/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الحضارة الأوربية القديمة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 187

from 187

المستخلص

الملخص
لقد تناولت في هذا البحث التمرد من خلال مسرحيتي ”أنتيجوني” بين الكاتبين ”سوفوكليس” و”ألفييري”، حيث يسرد كلا العملين قصة ”أنتيجوني” التي تعصي أمر الحاكم الذي قد منع دفن شقيقها بولينيكس وَعَدَّه خائنًا لوطنه فلقد هاجم جيش طيبة من أجل الوصول إلى الحكم وتصدت أنتيجوني لذلك الأمر وتمردت عليه، وقامت بدفن شقيقها، وتقديم الطقوس الواجبة له.
موضوع البحث هو مقارنة بين تمرد ”أنتيجوني” بين الكاتبين وذلك من خلال أربع فصول شكلت تقسيم البحث كالآتي :-
الفصل الأول: تٍناولت موضوعين رئيسين الأول؛ هٍو سمات عصري سوفوكليس وألفييري ، أولاً عصر سوفوكليس فهو يٌعَدٌّ بحق ممثلاً للروح الأثينية في القرن الخامس ق.م. فحياته تشغل هذا القرن بكل ما به من أحداث ، ونعرف من سيرته الذاتية أنه لم يكن مواطنًا عاديًا ، فقد انغمس قلبًا وقالبًا في شئون بلاده وشغل فيها أعلى المناصب ، مما يعني أنه لم يكن ضد النظام الحاكم بل على العكس كان صديًقا للحاكم بيركليس، وعاش في عصر تميز بالحرية وذلك ما تبرزه تراجيديا القرن الخامس ق.م. فلم يكن مسرح سوفوكليس مسرحًا سياسيًا وإنما كان أخلاقيًا دينًيا، فقد أَلٌفَ مسرحية أنتيجوني في ديمقراطية أثينا واستقرارها .
ثانيًا: عصر ألفييري فلقد ظهر محبًا للأدب من خلال شرائه للعديد من كتب الأدباء كأمثال” جان جاك روسو” بالإضافة إلى قراءته العديد من أعمال الكتاب اليونانيين والرومانيين. درس ألفييري اللغة اللاتينية من أجل الإطلاع على الأدب الروماني، وقد أَلٌفَ أربعة عشر تراجيديا كلها كلاسيكية بناءً وشكلًا وترفض جميعها الاستبداد والطغيان بشدة، وهو ما أدى إلى انتقاده من معاصريه لكتابته المستمرة عن الطغيان والاستبداد. وعلى عكس سوفوكليس كان مسرح ألفييري مسرحًا سياسيًا حيث كان ألفييري معارضًا لنظام الحاكم. وكانت إيطاليا في عصره خاضعة للاحتلال وانتشر فيها الكثير من مظاهر الطغيان والجهل، نتيجة لوجود الحكم المستبد، الذي اتبعه الحكام؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا الاستبداد هو الأنسب لإقامة مجتمعات قوية لا تتعرض للضعف والانهيار وبالتالي لا يتعرضون فيها لانهيار حكمهم، وفي وسط تلك الظروف لم يكن غريبًا على رجل حر وشاعر وطني مثل ألفييري أن يلهب بأشعاره حماس المواطنين ضد هؤلاء الغزاة الظالمين.
كما تحدثت عن الحرية في عصر سوفوكليس حيث تتبنى أثينا نظام ديمقراطي يكفل الحرية للمواطنين وانعكست تلك الحرية على كُتاب التراجيديا فنجد أيسخولوس على سبيل المثال في تراجيديا ” المستجيرات ” يؤكد فكرة أن الحاكم لا يتخذ قرار دون الرجوع إلي رأي شعبه، كذلك المؤرخين قد أكدوٌا تمتع أثينا بنظام ديمقراطي ينعم بالحرية.
كما تناولت الحرية في عصر ألفييري فلم تنعم إيطاليا بتلك الحرية لكونها خاضعة لقوة الاحتلال الأجنبي. وبالرغم من ذلك فنجد بعض الكُتاب ينادون بالحرية في أعمالهم داعيين المواطنين بالتمسك بحرياتهم وعدم الاستسلام لقوة الاحتلال ومن أشهر هؤلاء الكُتاب أوجو فوسكولو وألفييري.
وفي الفصل الثاني من موضوع البحث تناولت موضوعين رئيسين الأول: هو مفهوم التمرد هو عصيان قانون ظالم بدافع أخلاقي .التمرد ينبغي أن يكون له عدة معايير ضرورية لكي يوصف بالعصيان كأن تكون أفعال المتمرد غير عنيفة ومرئية وواضحة وغير قانونية ، وأن يكون الهدف من التمرد أخلاقًيا وهو مايسمي حاليًا بالسلمية والاعتراض على الوضع القائم، أو تمرد على قانون غير عادل مع توقع العقاب. والموضوع الثاني: هو دوافع تمرد أنتيجوني بين الكاتبين. أن أنتيجوني سوفوكليس تمردت من أجل الروابط الأسرية ولإيمانها بضرورة الالتزام بالقوانين الآلهية ولرغبتها في الحصول على المجد بعد موتها.
وكذلك أنتيجوني ألفييري قد تمردت من أجل المحبة الأخوية وصلة الدم وشاركتها في هذا أرملة أخيها التي تمردت أيضًا من أجل عاطفتها ووفائها لزوجها حتي بعد موته ، كما تذكر أنتيجوني أنها تمردت للدفاع عن القانون الآلهي الذي أهمله الحاكم الظالم، بالإضافة إلى رغبتها في الموت والتي كانت سمة يمتاز بها أبطال ألفييري حيث كانت شخصيات ألفييري تعتقد أن الموت هو السبيل للحرية.
وفي الفصل الثالث من موضوع البحث تناولت موضوعين الأول: هو مظاهر تمرد أنتيجوني استبداد الحاكم، وقد تمثلت تلك المظاهر في الإصرار على دفن الخائن داخل الوطن فلقد أعلنت أنتيجوني تحديها لكريون عند الكاتبين، ثم القيام بالدفن حيث قامت أنتيجوني بدفن شقيقها عند سوفوكليس مرتين مما يؤكد تمردها أما عند ألفييري فقامت بذلك مرة واحدة مما يبين صرامة الحاكم في تنفيذ ما يأمر به .أما استبداد الحاكم فنجد كريون عند سوفوكليس يرى نفسه من يمتلك كل السلطة، وغير مهتم بما يفرضه القانون السماوى. أما كريون ألفييرى فهو أكثر استبدادًا فهو لا يسمح لأحد بمناقشته ويؤكد أن الحاكم ينبغى لجميع المواطنين الأمتثال لأوامره.
والموضوع الثاني من الفصل الثالث: الصراع الدرامي والطاغية ومبدأ الشورى، حيث تواجه أنتيجوني الملك كريون وتعترف بتمردها وقيامها بدفن بولينيكس بمفردها، مثلما تفعل أنتيجوني عند ألفييري ولكنها لم تكن بمفردها ولكن كان معها شريكة وهي أرجيا. تنتهي تلك المواجهة عند الكاتبين بتوعد الحاكم بالعقاب الشديد لمن تمرد على أوامره. أما عن الطاغية ومبدأ الشورى فلم يستمع كريون عند سوفوكليس الي نصائح المقربين منه، بينما كريون عند ألفييري كان اكثر تشددًا فلم يجرؤ احد على التحدث إليه سوى ابنه هايمون.
وفي الفصل الرابع تناولت موضوعين: الأول العصيان المدني وعقاب الحاكم. فلقد أمر كريون عند سوفوكليس بدفن أنتيجوني حية كذلك كريون عند ألفييري أمر بالعقوبة نفسهاعلى أنتيجوني التي عصت أمره ، وأن كان قد اختلف في أنه حدد مكان دفنها بالمكان نفسه الذي يوجد به جثث جنود أرجو التي لم تدفن . مما يبرز أنه قد عَدَّها من أعداء المدينة وخائنة فتمردها جعلها من أعداء المدينة ولذلك وضعها بجوار جنود أرجو المعتدين على مدينة طيبة.
والموضوع الثاني في الفصل الرابع: هو عصيان الحاكم للشريعه الدينيه والعقاب، فلقد سقط كريون عند سوفوكليس في عزلة مطلقة بعد أن أدرك متأخرًا أنه السبب في فقدانه جميع من يحب، نتيجة تكبره على قوانين الآلهة ومعارضتها بقانونه البشري. أما كريون عند ألفييري فقد كان دافعه لكل ما يفعله هو حبه للعرش ورغبته في توريثه لهايمون، وكان عقابه هو فقدان ابنه أمام عينيه حيث انتحر هايمون أمام والده قاتلًا نفسه بسيفه حين يرى جثة أنتيجوني .
الفصل الخامس تناولت موضوعين الأول: الوظيفة الدرامية لشخصيات عند الكاتبين حيث امتازت أنتيجوني عند سوفوكليس بالشجاعة والوفاء إلى الأسرة والرغبة في الموت لتنال المجد ، وأهم ما ميز أنتيجوني عند ألفييري هو رغبتها في الموت من أجل أن تنال الحرية، وكريون الحاكم المحب للسلطة والذي يوقع به عناده فيخسر ابنه وزوجته عند سوفوكليس ووريث عرشه هايمون ينتحر أمام عينه عند ألفييري، بالأضافة إلى شخصية هايمون. وكذلك تناولت الشخصيات التى ذكرها سوفوكليس فقط وهم إسمينى والرسول والعراف تيريسياس ويورديكي زوجة كريون والكورس. وشخصية أرجيا التي أضافها ألفييري إلى تراجيدياته متأثرًا بملحمة ستاتيوس.
الموضوع الثانى من الفصل الخامس: الأسلوب عند الكاتبين والمغزى الدرامى حيث هدف سوفوكليس إلى تناول الصراع بين القانون البشرى والقانون الإلهى ليؤكد ضرورة الالتزام بكلاهما معا، بينما يهدف ألفييري إلى التمرد ضد الحاكم الظالم حتى وأن كان العقاب الموت. بالإضافة إلى اختلاف اللغة والأسلوب بين الكاتبين حيث أمتاز سوفوكليس بمزج اللغة العامية ولغة المثقفين وكان أسلوبه خليطًا بين التعقيد والبساطة على عكس ألفييري الذى أمتاز بالميل إلى البساطة الشعرية والكتابة بأسلوب يخلط بين الأشكال الكلاسيكية وعصره، حيث أستخدام الوزن الشائع فى عصره وهو Endecasillabo وهو تقسيم البيت إلى أحدى عشر مقطعًا.

فقد أظهرت المقارنة بين أنتيجوني عند كلًّ من سوفوكليس وألفييري عن الاختلاف العام بينهما رغم تناولهما للموضوع نفسه، فقد انتهج كل كاتب ما يناسب عصره في تناوله للمسرحية.