Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالإنتماء :
المؤلف
عبد العزيز، امال محمد.
هيئة الاعداد
باحث / آمال محمد عبد العزيز
مشرف / حاتم عبد المنعم أحمد
مشرف / جمال شفيق أحمد
مناقش / رفعت عبد الباسط محمود
مناقش / أحمد مصطفى العتيق
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
282ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم البيئية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الإنسانية البيئية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 283

from 283

المستخلص

الإطار النظري للدراسة
1- : مقدمة الدراسة:
بدأت المشكلات الاجتماعية لبلاد النوبة مع مطلع القرن العشرين وبالتحديد بعد يناء خزان أسوان 1902 فقد أدت تعلية الخزان مرتين في عام (1913 و1933) إلى غمر مساحات كبيرة من أراضى النوبة الزراعية مما أدى إلى حدوث خلل في الإتزان الذي كان قائماً بين الأرض الزراعية والسكان واستمر في زيادته الطبيعية وبالتالي حدوث خسائر في مصادر الدخل للنوبيين ثم جاء مشروع السد العالي كثانى المشروعات القومية لضبط النيل والأمن المائى للوطن، وإمداد مصر بأعظم مصدر للطاقة الكهربائية، ثم كانت سلبيات السد العالي أنه أدى إلى غرق بلاد النوبة القديمة بما تحوى من أراض زراعية وقرى ونخيل وتراث ألاف السنين وظهرت العديد من المشكلات الاجتماعية ومشاكل إنشائية خاصة بعد التهجير إلى الأماكن الجديدة في مدينة كوم إمبو ومنطقة نصر النوبة وبالتالي عدم التعاون في مشروع التهجير وعدم تكيف الأهالي مع المشروع وجرح الخصوصية وعدم ملائمة تصميمات المساكن في النوبة الجديدة.
المشكلة ليست في السد العالي إنه كان سبباً في إغراق أراضى النوبة القديمة ولكن المشكلة في السياسات الخاطئة التي اتبعت فيما بعد.
من هنا سيتم في هذه الدراسة بحث المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء، حيث سيتم خلال هذه الدراسة تحديد الأهداف التالية، التعرف على المشكلات الاجتماعية والمشكلات الفيزيقية لأهالي النوبة، التعرف على علاقة المشكلات الاجتماعية لأهالي النوبة بالانتماء، التعرف على علاقة المشكلات الفيزيقية لأهالي النوبة بالانتماء، محاولة وضع تصور للحد من المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة مستقبلاً، وستتفرع من هذه الأهداف عدة تساؤلات تبحث عن إجابات من أجل معرفة تلك المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة الجديدة وعلاقتها بالانتماء وأيضاً وضع تصور مقترح من جانب الباحثة من أجل حل هذه المشكلات وتجنبها مستقبلاً من هنا كانت هذه الدراسة التي بين أيدينا وهى لمحاولة بحث وفهم ومحاولة وضع تصور لحلول موجهة إلى من يعنيهم الأمر حتى نحد أو نخفف من هذه المشكلات.
2- : مشكلة الدراسة
زاد الاهتمام بدراسة المشكلات الاجتماعية نتيجة زيادة الاهتمام بدراسة مشكلات الإنسان المعاصر، وأصبحت هذه المشكلات أكثر تعقيداً وأكثر عدداً من المشكلات التي قابلها الإنسان في العقود السابقة، فالدراسة العلمية للمجتمع، وما يطرأ عليه من تغير، أي الدراسة العلمية للبناء الاجتماعي نسق القيم والمعايير والعلاقات والسلوك، تساعدنا على فهم المشكلات المعاصرة فهماً أفضل.وقد سعى الإنسان إلى المنهج العلمي لتفسير الأشياء (الظواهر) التي يعجز عن فهمها لتبرير مخاوفه وتخفيف قلقة ولزيادة فهمه عن أحوال العالم الذي حوله وتقليل المصاعب التي يعاني منها، وتمهيد الطريق لرسم سياسة اجتماعية واضحة ترمى للتقليل من مشكلات المجتمع( ).
عندما ندرس المشكلات الاجتماعية في ضوء علاقاتها بالبناء الاجتماعي، فمن الصعب أن ندرس المشكلة الاجتماعية باعتبارها مشكلة منعزلة عن البناء.كذلك ينبغي علينا عندما نتصدى لدراسة المشكلة الاجتماعية، أن نعى أن المشكلات الاجتماعية ليست نبته شيطانية فجائية توجد فجأة وتختفي فجأة، لا تعبر عن صفة وراثية بل صفة يلصقها الناس بأفعال معينة، وهى دائما وليدة ظروف اجتماعية محددة ومحصلة إخفاق الناس من تحقيق أهدافهم وحاجاتهم نتيجة تعقد البناء الاجتماعي، فعندما تتعثر الجماعات عن التوافق مع التغيير تعجز عن تحقيق مطالبها وحاجاتها، تولد المشكلات الاجتماعية وهى في البداية تبدو كامنة، ولكن سرعان ما تطفو على السطح وتظهر( ).
أن تهجير أهالي النوبة إلى مناطق صحراوية ليست على النيل والتعويض عن الأرض والمباني بمنازل ضيقة لتسكنها عائلات كبيرة..أضر بالنوبيين وسبب مشكلات اجتماعية ونفسية عديدة وعزلة جغرافية أضرت بالثقافة والتراث والعادات والتقاليد النوبية( ).
يعد الانتماء بمثابة اتجاه قوى يحركه دافع أقوى لإشباع حاجة أساسية لدى الإنسان يقهر من خلالها انفصاليته وعزلته عن الآخرين، باحثاً عن الاندماج والتوحد مع كيان يشعر أنه أكبر وأشمل وأقوى منه، ويبحث عن الأمان عن طريق تحقيق ذاته مع آخرين يكون مقبولاً منهم ويرتضون وجوده معهم( ).
إذا كان الانتماء الوطني ”هو عملية دينامية موحدة تربط الإنسان بمسقط رأسه تقوم على الوعي بظروف بلده واتجاهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والالتزام بمتطلباتها، فيسمو الفرد بوطنه ويضحى بنفسه من أجل حمايته، فإن ضعف هذا الانتماء يعنى عدم ارتباط الإنسان بقضايا وظروف ومشكلات وطنه نفسياً واجتماعياً وسياسياً، وفتور رغبته في البذل والعطاء من أجل رفعة وتقدم هذا الوطن( ).
ويمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية من خلال عدة مؤشرات ومحاور وهى” الصعوبات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجه أهالي النوبة وتؤثر على ارتباطهم وانتماؤهم للمجتمع، المشكلات الفيزيقية التي تواجه النوبيون وعلاقتها بالانتماء، مشكلات أهل النوبة مع الأمن، مشكلات النوبة مع الإدارة المصرية، المشكلات المتعلقة بالمشاركة الاجتماعية والسياسية، الصراعات والمشكلات مع النظام السياسي، مدى ارتباط النوبيون بوطنهم الذي يعيشون فيه وإحساسهم بعلاقة إيجابية مع الوطن، مدى تفضيل مصلحة الوطن على مصلحته الخاصة، مدى المحافظة على ممتلكات الوطن والدفاع عنه، مدى الشعور بالفخر والولاء والاعتزاز بالهوية، مدى الالتزام بالقوانين والمعايير المجتمعية”.
ويرجع اختيار منطقة النوبة في أسوان أن تلك البقعة من أراضي مصر قد تعرضت أكثر من سواها للتغيير خلال القرن الماضي منذ هجرة عام (1902) عند بناء خزان أسوان، وحتى تهجيرهم الرابع عام (1963) إلى صحراء مصر في وادي كوم امبو الذي يعد منطقة غير مؤهلة لإقامة أي مجتمعات سكانية.
من هنا كانت المشكلة الرئيسية للدراسة التي تتحدد في الإجابة على تساؤل رئيسي فحواه ما المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء؟
تساؤلات الدراسة
تحاول الدراسة الإجابة على تساؤل رئيسي هو ما المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء؟
ويتفرع منه عدة تساؤلات هي:
1. ما المشكلات الاجتماعية لأهالي النوبة؟ وهل هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الشرائح الاجتماعية المختلفة لرؤيتهم لهذه المشكلات الاجتماعية؟
2. ما المشكلات الفيزيقية لأهالي النوبة؟ وهل هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الشرائح الاجتماعية لرؤيتهم لهذه المشكلات الفيزيقية؟
3. ما علاقة المشكلات الاجتماعية لأهالي النوبة بالانتماء؟ وهل هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الشرائح الاجتماعية المختلفة لرؤيتهم لعلاقة هذه المشكلات الاجتماعية بالانتماء؟
4. ما علاقة المشكلات الفيزيقية لأهالي النوبة بالانتماء؟ وهل هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الشرائح الاجتماعية المختلفة لرؤيتهم لعلاقة هذه المشكلات الفيزيقية بالانتماء؟
3- : أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى ”التعرف على المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء”
ويتفرع منه عدة أهداف هي:
1- التعرف على المشكلات الاجتماعية للشرائح الاجتماعية المختلفة لأهالي النوبة.
2- التعرف على المشكلات الفيزيقية للشرائح الاجتماعية المختلفة لأهالي النوبة لأهالي النوبة.
3-التعرف على علاقة المشكلات الاجتماعية للشرائح الاجتماعية المختلفة لأهالي النوبة بالانتماء.
4-التعرف على علاقة المشكلات الفيزيقية لأهالي النوبة بالانتماء.
5-محاولة وضع تصور للحد من المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة.
4-أهمية الدراسة
تستمد الدراسة أهميتها من عدة عناصر هي:
‌أ. الأهمية العلمية:
- البحث عن المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء في الوقت الحالي.
- تحديد أهم التصورات والمقترحات أمام متخذي القرار بالنسبة لوجود الحلول الممكنة لهذه المشكلات من عدمه.
ب-الأهمية المجتمعية:
- تنوع المشكلات واختلاف معدلاتها هي ظاهرة جديرة بالدراسة والبحث لرسم صور واضحة المعالم عن المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء.
- المشكلات الاجتماعية والفيزيقية وغيرها التي تقابل أهالي النوبة في بيئاتهم الخارجية والتي تؤثر على انتمائهم للوطن.
5- مفاهيم الدراسة
(أ) المشكلة الاجتماعية: (Social Problem):
وتعرف المشكلة اصطلاحاًً: بأنها ظاهرة اجتماعية سلبية غير مرغوبة أو تمثل صعوبات ومعوقات تعرقل سير الأمور في المجتمع، وهي نتاج ظروف مؤثرة على عدد كبير من الأفراد تجعلهم يعدون الناتج عنها غير مرغوب فيه ويصعب علاجه بشكل فردي، إنما يتيسر علاجه من خلال الفعل الاجتماعي الجمعي.وهناك من ينظر إلى المشكلات الاجتماعية والظواهر الاجتماعية Social Phenomen والقضايا الاجتماعية Social issues على أنها جميعاً مترادفات لمعنى واحد، وهناك من يقول أنها تبدأ بظاهرة تحدث في المجتمع وتنتشر ثم تصبح مشاهدة ولها عناصر إيجابية وعناصر سلبية، ثم تتحول إلى قضية إذا أصبحت سلبياتها أكثر من إيجابياتها ولكن السلبيات غير ملموسة وتصبح مشكلة إذا كانت السلبيات ملموسة وواضحة( ).
وهناك من يميز بين المشكلة الفعلية المتمثلة في الظاهرة المتفشية التي أصبحت من الثقافة السائدة والتي تعيق دورة العمل العامة أو تعرض عدداً كبير من الأفراد للخطر، والمشكلة الزائفة المتمثلة في بروز طفرة عابرة من السلوك المختلف أو غير المتوقع والذي لا يتفق عادة مع ما هو سائد ومعروف أو متعارف عليه وغالباً ما تخبو جذوته دون أن تترك آثاراً تذكر في بنية القيم الفعالة في الثقافة المجتمعية.
ويمكن القول بصفة عامة أن أي تعريف للمشكلة الاجتماعية يتضمن بُعدين أساسيين، البعد الذاتي في تعريف المشكلة وهو يركز على قياس الضرر الاجتماعي الناتج عن وجود المشكلة، والبعد الموضوعي الذي يهتم بكيفية وقوع هذا الضرر( ).
على الرغم من اتفاق علماء الاجتماع على أهمية دراسة المشكلات الاجتماعية، وفي تحديدهم موضوعات هذه المشكلات إلا أنهم يختلفون حول تحديد مفهوم قاطع وواضح للمشكلة الاجتماعية كمفهوم سوسيولوجي.فهناك من يتناول مفهوم المشكلة الاجتماعية من خلال معيار الذاتية أو الموضوعية له، وهناك من يحدد المشكلة الاجتماعية من خلال مستوياتها المختلفة، وثالث ينظر للمشكلات الاجتماعية في ضوء الشروط الواجب توافرها في ما يمكن أن نطلق عليه مشكلة اجتماعيه.هذا الاختلاف في تعريف المشكلة الاجتماعية لا يعني تضاربا أو تناقضاً حول تحديد المفهوم، بقدر ما يعكس جوانب مختلفة في تعريف المشكلة الاجتماعية( ).
ويعرف فوللر ومايرز المشكلة الاجتماعية بأنها ”هي الحالة الاجتماعية التي تعكس انتهاكاً لقيم الأفراد أو تعاكس أحكامهم عليها، شاعرين بها فيحكم عليها بأنها هي التي تشكل مشكلة لهم( ).
ويذهب روبرتسون Robertson في تعريف المشكلة الاجتماعية”إلى أنها تمثل فجوة غير مرغوبة بين المثاليات الاجتماعية المرغوبة والوقائع الاجتماعية الكائنة، فالمشكلة الاجتماعية تعبر عن التباين بين الواقع (ما هو كائن) وبين المثالي (ما يجب أن يكون)، في حين يذهب بوبلين Poplin في تعريفه المشكلة الاجتماعية إلى ”أنها نمط من السلوك يشكل تهديدا للجماعات والمؤسسات التي يتكون منه المجتمع( ).
في حين تعرفها قناوي بأنها ” تعبير عن انتشار أنماط سلوكية سلبية، ضارة بالمجتمع، وتتعارض مع ما ينبغي أن يكون عليه الواقع المجتمعي، ولها أسباب اجتماعيه دفعت إلى ظهورها، وانتشارها، وتسعى الجماعات الاجتماعية) أو بعضها (إلى الحد من آثارها الضارة ( ).
ويرى زهران أن المشكلات الاجتماعية تتمثل في نقص القدرة والارتباك في المسائل والمواقف الاجتماعية، والخوف من ارتكاب الأخطاء الاجتماعية، والخوف من مقابلة الناس، ونقص القدرة على الاتصال بالآخرين، وقلة الأصدقاء، ونقص القدرة على إقامة صداقات جديده، وعدم فهم الآخرين، والوحدة ونقص الشعبية ورفض الجماعة للفرد، وعدم وجود من يناقش مشكلاته الشخصية معه، القلق بخصوص التعصب الاجتماعي وعدم التسامح( ).
وتتحدد المشكلات الاجتماعية إجرائياً لأهالي النوبة بأنها: انخفاض الدخل وعدم كفايته، المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسرة في التعليم، مشكلات العمل، مشكلات الرعاية الصحية، مشكلات الأمن، مشكلات المرافق، مشكلات الرعاية الاجتماعية التي تواجه أهالي النوبة، وتؤثر على ارتباطهم وانتماؤهم للمجتمع.
(1) مفهوم الانتماء Belong:
يرجع معنى الانتماء في معجم مختار الصحاح إلى الفعل (نمى) ويقال نمى الرجل إلى أبيه، أي نسبه إليه، وانتمى بمعنى ”انتسب( ).
كما جاء الانتماء في معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية بأنه: ارتباط الفرد بجماعة، يتقمص شخصيتها ويتوحد بها، أو الإخلاص لما يعتقد الفرد أنه صواب كالأسرة، العمل، الوطن( ).
وورد في المعجم الشامل لمصطلحات علم النفس بأنه اتجاهاً يستشعره الفرد من خلال اندماجه في جماعة وتوحده بها، وأنه صار جزءاً مقبولاً منها وله مكانته المتميزة ووضعه الآمن به( ).
الانتماء حاجة نفسية طبيعية لدى الفرد...ولكنها لا تتحقق تلقائيا وفي كل الظروف.كما أنها لا تتخذ نمطاً سلوكياً واحدا للتعبير عن نفسها، بل تتعدد تلك الأنماط اتساعاً وضيقا.وكذلك تنافراً وتكاملاً.
الانتماء إحساس وشعور وإدراك نفسي اجتماعي يترجم في شكل من أشكال السلوك تتباين درجاته ويمكن قياسه من خلال المواقف والأفعال وردود الأفعال ومدى مشاركة المواطن أو عزوفه ومدى التعاون أو الصراع ومدى الالتزام بالسلوك السوي أو الانحراف إلى السلوك المرضى ومدى التماسك أو التفكك الاجتماعي وغير ذلك من المعايير( ).
يُعرف الانتماء بأنه النزعة التي تدفع الفرد للدخول في إطار اجتماعي فكري معين بما يقتضيه هذا من التزام بمعايير وقواعد هذا الإطار وبنصرته والدفاع عنه في مقابل الأطر الاجتماعية والفكرية الأخرى.
ويري البعض أن الانتماء هو حاجة اجتماعية والحاجة إلى الانتماء من العوامل التي تساعد على تماسك الجماعة وتزيد من تماسكها واستقرارها، فالفرد في حياته يشعر بالرغبة في الانتماء للأسرة والجماعة والأصدقاء وجماعة المدرسة أو الجامعة أو الجماعة المهنية التي ينتمي أعضائها إلي مهنة معينة كما يرى البعض أن روح الانتماء تتكون من خلال ما يلي( ):
- سعي الفرد وحركته لإشباع احتياجاته.
- مدى توفر البيانات والمعارف التي تتوفر لدى الفرد عن الموضوعات المختلفة في المواقف المختلفة.
- الجماعات التي ينتمي إليها ويتفاعل معها مثل الأسرة وجماعة العمل أو الجماعة المهنية.
- نسق شخصية الفرد وتكوينه النفسي.
وعلى الرغم من إن مفهوم الانتماء الاجتماعي يعاني من التعقيد والغموض، فانه يُعد من أكثر المفاهيم تداولاً في الأدبيات السوسيولوجية والتربوية المعاصرة، ويميل الباحثون في علم الاجتماع إلى تحديد الانتماء الاجتماعي للفرد وفقاً لمعيارين أساسيين متكاملين هما: العامل الثقافي الذاتي الذي يأخذ صورة الولاء لجماعة معينة أو عقيدة محددة، ثم العامل الموضوعي الذي يتمثل في معطيات الواقع الاجتماعي الذي يحيط بالفرد أي الانتماء الفعلي للفرد أو الجماعة، فالولاء هو الجانب الذاتي في مسألة الانتماء يعبر عن أقصى حدود المشاركة الوجدانية والشعورية بين الفرد وجماعة الانتماء( ).
وترى الباحثة أن الانتماء هو ” ارتباط الفرد بوطنه الذي يعيش فيه وإحساسه بعلاقة إيجابية مع الوطن، تتضح في شعوره بمكانته الاجتماعية والالتزام بقيم ومعايير ونظم الجماعة، وتفضيل مصلحة الوطن على مصلحته الخاصة،والمحافظة على ممتلكات الوطن الذي ينتمي إليه، والدفاع عنه”
الإطار الميدانى للدراسة
أولاً: المحددات المنهجية للدراسة الميدانية:
تتضمن المحددات المنهجية تحديد نوع الدراسة والمنهج المستخدم وأدوات جمع البيانات وتحليلها وتحديد العينات وأسلوب اختبارها ومعالجتها وهى كالتالي:
1-نوع الدراسة: يندرج نوع الدراسة الحالية تحت إطار الدراسات الوصفية التحليلية التي تعتمد على منهج المسح الاجتماعي بالعينة والتي يمكن عن طريقها الحصول على معلومات دقيقة تصور الواقع وتسهم في تحليله، الأمر الذي يساعد في توضيح مشكلة البحث والوصول إلى مجموعة من النتائج التي تفسر موضوع الدراسة، ومن هنا فقد كانت هذه الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية التي تهدف إلى محاولة التعرف على المشكلات الاجتماعية والمشكلات الفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء.
2-منهج الدراسة: المنهج العلمي ” يعنى الإشارة إلى الأساليب التي يستخدمها علم من العلوم في جمع البيانات واكتشاف المعرفة”.ويمكن القول أن منهج البحث هو أسلوب للتفكير والعمل يعتمده الباحثون لتنظيم أفكارهم وعرضها وتحليلها للوصول إلى النتائج المرجوه وتحقيق أهداف البحث، ويتحدد منهج أي دراسة من واقع موضوع وأهداف البحث والدراسة.لذا فإن منهج المسح الاجتماعي بالعينة يعتبر من أفضل المناهج التي تلاءم موضوع الدراسة الراهنة، حيث الوصف الكمي والكيفي لظواهر المجتمع وصفاً دقيقاً، وحيث قدرته على جمع الحقائق واستخلاص الدلالات من الواقع الأمبريقى المعاش، وذلك من أجل تقديم رؤية واضحة لموضوع المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لإهالى النوبة وعلاقتها بالانتماء.ولم تتوقف الدراسة عند مستوى الوصف بل حاولت تعدى ذلك إلى محأولاًت التحليل والربط بين ظهور بعض المشكلات الاجتماعية والفيزيقية بين الذكور والإناث للتعرف على أوجه الإتفاق والاختلاف بين العينتين، ومن خلال ذلك كانت هذه الدراسة عبارة عن دراسة وصفية بأسلوب المسح الاجتماعي المعتمد على جمع البيانات بواسطة الاستبيان..
3-أدوات جمع البيانات: الأدوات هي الوسائل التي تمكن الباحثون من الحصول على البيانات من مجتمع البحث وتصنيفها وجدولتها، وقد اقتضى جمع المادة الميدانية استخدام أدوات تتفق مع الخطة العامة للدراسة وتصلح للإجابة عن تساؤلتها الأساسية وتحقق أهدافها العامة والمتمثلة في التعرف على أهم المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء، حيث أن الهدف الأساسى من البحث العلمي هو الإجابة عن مجموعة من التساؤلات المطروحه عن المشكلة، أو اختبار مدى صحة الفروض المحددة مسبقاً والمتعلقة بجوانب المشكلة، ولن يتيسر هذا إلا عن طريق جمع معلومات معينة بهدف التعرف على الحقائق والمعلومات بأسلوب علمى للخروج بالنتائج المنطقية المحددة للمشكلة التي يتصدى لها الباحثون بالدراسة.
لهذا تعتبر عملية جمع البيانات من أهم المراحل لأى بحث علمى، ومما يساعد نجاحها ضرورة تصورها وتحديد كافة الضوابط المتعلقة بها، وعلى قدر توافرها وشمولها ودقتها تتوقف دقة التحليل وأهمية النتائج المتوصل إليها وصحة القرارات المبنيه عليها.
ومن ثم فقد اعتمدت الدراسة الراهنة بشكل عام في تحقيقها لهذا الهدف العام على عدة أدوات جمع البيانات وهى:
‌أ) الاستبيان ومقياس الإنتماء: اقتضت أهداف الدراسة العامة استخدام هذا النوع من الأدوات أتساقاً مع الخطة العامة للدراسة وتماشياً مع تساؤلاتها الأساسية وأهدافها العامة وقد مرت الاستمارة بمراحل متعددة حتى وصلت إلى صورتها النهائية، حيث تمت صياغة الأسئلة والتي وصل عددها إلى (116) سؤالاً في شكل أسئلة مقننه، وبلغة سهلة واضحة، كذلك تم ترتيبها بشكل منطقى لتتواكب مع أهداف الدراسة وطبيعة الموضوع، وقد تم عرض الاستبيان في شكله النهائى على مجموعة من الأساتذة المتخصصين في علم الاجتماع للتأكد من صدق الأداه، ولمراجعة وإبداء الرأى في مكوناتها الأساسية، وقد تم الاسترشاد بمجموعة مهمة من الملاحظات المرتبطة بصياغة بعض الأسئلة وإضافة متغيرات أخرى.
وقد تضمن الاستبيان ومقياس الإنتماء بخلاف البيانات الأساسية عدداً من المحاور الهامة التي ترصد بدقة لأهم مشكلات الدراسة.
‌ب) المقابلة الشخصية للدراسة المتعمقة: (مقابلات متعمقة)، وهى وسيلة هامة لجمع البيانات والمعلومات عن موضوع الدراسة وهى عن المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء، حيث المقابلة وجهاً لوجه لسبر أغوار المبحوثين.
وقد شملت المقابلات الشخصية للدراسة المتعمقة عدد من أهالي النوبة من الذكور والإناث لجمع المعلومات عن موضوع الدراسة وسبر أغوارهم وملاحظتهم أثناء تلك المقابلات المتعمقة لمعرفة وتدوين ما لم نستطيع جمعه عن طريق الاستبيان الذي طبق على العينة الأصلية وقد تم عمل استمارة للمقابلات المتعمقة مكونة من عدد من الأسئلة المفتوحة، وتم عمل صدق وثبات لتلك الأداة بنفس الطريقة التي عمل صدق وثبات لها مع الاستبيان المذكور لاحقاً.
‌ج) أداة الملاحظة كأدوات لجمع البيانات: والملاحظة إحدى أدوات جمع البيانات من مجتمع البحث حيث إنه عن طريق الملاحظة المقصودة وغير المقصودة يمكن جمع بيانات لا يمكن جمعها من الطرق الأخرى حيث تكون هذه الأداة هامة جداً لجمع بيانات ومعلومات لا يصرح بها المبحوثون، وتم ملاحظة سلوك المبحوثين من أهالي النوبة أثناء إجراء الدراسة والمقابلات المتعمقة معهم، كما تم ملاحظة الأماكن التي يعيشون فيها وطريقة معيشتهم في هذه الأماكن، وذلك أثناء الدراسة الميدانية من خلال الملاحظة بالمعايشة، وعمل (دليل للملاحظة) وتم عمل صدق وثبات لتلك الأداة بنفس طريقة استمارة الاستبيان والمقابلات المتعمقة وتسجيل تلك الملاحظات وتدوينها للاستفادة منها في تفسير نتائج الدراسة ووضع توصياتها.
واستعان الباحثون ببعض الأساليب الإحصائية منها اختبار Test T.، والتكرارات والنسب ومعاملات الارتباط للتعرف على البيانات ذات الدلالة الإحصائية من خلال استخدام برنامج SPSS الإحصائي.
4-صدق وثبات أدوات البحث:
أ‌- الصدق: تعتبر الأداة صادقة إذا كانت تقيس ما وضعت لقياسه، وقد اعتمدت الدراسة على: الصدق الظاهري: حيث قام الباحثون في إطار مراعاة الصدق الظاهري بعرض الاستبيان ومقياس الإنتماء على عدد من الأساتذة المحكمين بهدف تقييمه وتوضيح رؤيتهم في تحقيق الأداة لأهداف البحث، وقد استفاد الباحثون من ملاحظات المحكمين في إجراء بعض التعديلات على استمارة الاستبيان ومقياس الإنتماء قبل تطبيقها كحذف بنود أو إضافة بنود جديدة.
الثبات: ولاختبار ثبات الأداة فقد قام الباحثون باختبار مبدئ Pre-Test لأداة البحث للتأكد من ثبات الأداة على مجموعة من المبحوثين بلغ عددهم (40) من بين أفراد العينة الأصلية وكانت الغالبية العظمى من الإستجابات مطابقة للاستبيان الأصلى، وتم حساب معامل الارتباط بين كل من التطبيقين باستخدام معامل ارتباط بيرسون، قام الباحثون بحساب نتائج معامل الارتباط بيرسون للمتغيرين مجتمع الدراسة بين الشرائح الاجتماعية المختلفة.
5-مجالات الدراسة:
تتحدد مجالات الدراسة الحالية في التالي:
‌أ- المجال الجغرافي: ويقصد بالمجال الجغرافي هو النطاق المكاني لإجراء الدراسة وفى هذه الدراسة كان المجال الجغرافي لها مدينة النوبة الجديدة (نصر النوبة) التابعة لمركز ومدينة كوم إمبو (محافظة أسوان) .
‌ب- المجال البشرى: وهم النوبيين من أهالي النوبة الجديدة من مختلف الأعمار والفئات النوعية والسنية والمهنية لعينة عددها (400) كانت مقسمة (280) ذكور، و(120) إناث، طبقاً للذين أبدوا استعدادهم للإجابة على أسئلة الدراسة حيث كان هناك رفض للإجابة على أسئلة الاستبيان من عدد كبير من النوبيين خصوصاً السيدات.
‌ج- المجال الزمني: استغرقت الدراسة الميدانية قرابة الثلاثة أشهر، ابتداء من شهر فبراير 2016، وحتى نهاية شهر إبريل من نفس العام.
ثانياً: الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية:
وتشمل هذه الإجراءات مجتمع البحث والزيارات الاستطلاعية، تحديد حجم العينة، وجمع البيانات، والتحليل الإحصائي، ويمكننا في هذا الإطار الحديث عن هذه الإجراءات تفصيلاً كالتالي:
1- مجتمع الدراسة:
لقد تم تجميع قدر من البيانات المتصلة بالمشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء، وذلك بما يخدم أغراض الدراسة من جهة، ولعملية اختيار مجتمع البحث، وهو ما استلزم الإطلاع على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في هذا الموضوع، بالإضافة إلى عدد كبير من الدراسات والبحوث المعنية بدراسة مشكلات أهالي النوبة، وقد حددت الدراسة العينة الخاصة من الشرائح الاجتماعية من الذكور والإناث بعد ذلك لاختلاف مجتمع الدراسة.
الزيارات الاستطلاعية:
ترجع أهمية الزيارات الاستطلاعية لمجتمع الدراسة من تحديد الملامح العامة للدراسة والتعرف على العوامل المؤثرة فيها ، كما مكنت هذه الزيارات الاستطلاعية الباحثة من تحديد أدوات جمع البيانات بدقة، كذلك تحديد مفردات العينة.
2- حجم العينة:
تم اختيار عينة الدراسة بطريقة متعمدة من أهالي النوبة من شرائح مجتمعية مختلفة من الذكور والإناث،حيث يتم اختيار العينة وفقاً لمجموعة من الخطوات المنهجية الاساسية بهدف تحقيق تمثيل لمجتمع الدراسة بقدر الإمكان، وقد شملت العينة (280 ذكوراً + 120 إناثاً) على أن تكون العينات مقسمة على المناطق النوبية الجديدة، لمحاولة التوصل حول مدى الاختلاف بين رؤى الأهالي لهذه المشكلات الاجتماعية والفيزيقية،
جمع البيانات:
- تم طبع (400) نسخة من استمارة الاستبيان ومقياس الإنتماء في صورتها النهائية الشاملة لكافة البيانات المحققة لأغراض الدراسة.
- تم جمع البيانات خلال ثلاث شهور حيث تم بتطبيق استمارة الاستبيان ومقياس الإنتماء على أفراد مجتمع البحث من اجل التعرف على أبرز وأهم المشكلات الاجتماعية والفيزيقية لأهالي النوبة وعلاقتها بالانتماء.
3- التحليل الإحصائى:
لقد تمت عملية تحليل البيانات بعد الانتهاء من تطبيق استمارة الاستبيان ومقياس الإنتماء حيث ارتبط جمع البيانات بعملية التحليل بعد تصنيف البيانات المستخلصة من الميدان في محاولة التوصل لإجابات عن التساؤلات التي انطلقت منها الدراسة، وقد استخدمت الدراسة المعالجة الإحصائية في إطارين:
أ‌) الجداول التكرارية البسيطة، والتي توضح خصائص عينة البحث، وطبيعة استجابات العينة.
ب‌) اختبار (كا2) لتوضيح الدلالات الإحصائية والإرتباطية بين المتغيرات وحجم ونسبة العلاقات بينها، وهو يعد من أهم اختبارات الدلاله الإحصائية وأكثرها شيوعاً، بهدف المقارنة بين مجموعتى الذكور والإناث ثم استخدام المتوسط الحسابى ومعامل الارتباط بيرسون.
خصائص عينة الدراسة
جدول (1) توزيع أفراد العينة تبعاً للنوع
الإجابة التكرار النسبة %
ذكور 280 70 %
إناث 120 30 %
الإجمالي 400 100 %
تفسير وتحليل الجدول:
يشير الجدول رقم (1) إلى توزيع أفراد العينة الإجمالية لمجتمع الدراسة وقد شمل مجتمع البحث عينة عشوائية من أهالي النوبة مكونة من (400) مفردة قسمت بواقع (280) ذكور من كافة الأعمار والمراحل السنية بنسبة مئوية (70%)، (120) إناث من كافة الأعمار والمراحل السنية بنسبة مئوية (30%) بحيث تمثل هذه العينة قدر الإمكان مجتمع البحث.وقد حاول الباحثون أن تمثل العينة قدر الإمكان مجتمع البحث من الرجال والسيدات النوبيين من الفئات السنية من الشباب والشيوخ والذين وافقوا على تطبيق الاستبيان عليهم، حيث كان من الصعب جمع هذا العدد للبحث إلا بعد الجلوس وإقناعهم والذين هم محل الدراسة الحالية
نتائج الدراسة
1) أظهرت نتائج الدراسة أن هناك شكاوى كبيرة من النوبيين من انخفاض الدخل أو عدم كفايته.
2) أشارت نتائج الدراسة أن من أسباب انخفاض الدخل أو عدم كفايته هي عدم وجود التربة الصالحة للزراعة في المنطقة الجديدة مما يحد من أرزاقهم بها.
3) أظهرت الدراسة أن هناك العديد من مشكلات الرعاية الاجتماعية بمنطقة النوبة الجديدة منها عدم وجود ضمان اجتماعي وعدم وجود خدمات للفقراء، وعدم وجود خدمات لذوى الاحتياجات الخاصة، وضعف وجود خدمات للأمومة والطفولة وعدم وجود خدمات للمرأة المعيلة.
4) بينت الدراسة أن هناك مشكلات بالعمل تواجه الأسر النوبية منها: قلة فرص العمل وضعف الأجور وكساد المشروعات.
5) بينت الدراسة أن هناك ضعف في تأهيل الشباب لسوق العمل.
6) أظهرت الدراسة أن هناك العديد من مشكلات التعليم بمنطقة النوبة الجديدة منها عدم إستيعاب المدارس للطلاب وازدحام الفصول وسوء حالة المدارس وسوء المرافق وإهمال المدرسين والإدارة والمعاملة غير اللائقة من قبل بعض المدرسين والأساتذة.
7) كما أشارت الدراسة أن هناك ضعفاً يالإمكانيات التكنولوجية بالمدرسة وضعف فرص التعليم العالي ويكاد يكون منعدماً للفتيات.
8) أظهرت الدراسة العديد من مشكلات الرعاية الصحية بمنطقة النوبة الجديدة منها عدم وجود مستشفيات أو سوء حالة المستشفيات الموجودة والبعيدة عنهم، وسوء حالة الوحدات الصحية.
9) بينت الدراسة أن من مشكلات الرعاية الصحية بمنطقة النوبة الجديدة تتمثل في ندرة الأطباء والهيئات المعاونة لهم وعدم وجود أدوية أو عدم كفايتها وعدم وجود سيارات إسعاف كافية.
10) أشارت الدراسة أن تطعيم الأطفال متوافر بمنطقة النوبة الجديدة.
11) أشارت الدراسة إلى أن هناك العديد من المشكلات الأمنية في منطقة النوبة الجديدة منها، ضعف التواجد الأمنى وزيادة عدد البلطجية وزيادة السرقات وزيادة العنف وسوء معاملة الشرطة وانتشار المخدرات.
12) بينت الدراسة أن هناك العديد من مشكلات المرافق بمنطقة النوبة الجديدة منها، ضعف شبكة الكهرباء، وضعف شيكة المياه والصرف الصحي وعدم وجود مياه نظيفة ونقية، وعدم وجود سيارات إطفاء.
13) أظهرت الدراسة أن هناك العديد من المشكلات الفيزيقية في منطقة النوبة الجديدة منها أن المكان الجديد صعب الانتقال منه لاى مكان في مصر، كما أن هناك صعوبة في انتقال فرص العمل للنوبة الجديدة.
14) بينت الدراسة أن أهالي النوبة يرون أن المناخ مناسب خلال فصلي الصيف والشتاء.
15) بينت الدراسة أن هناك العديد من المشكلات البيئية في منطقة النوبة الجديدة منها عدم صلاحية الأرض الزراعية للزراعة وعدم ملائمة المساكن بيئياً من حيث الاتساع والتهوية.
16) أظهرت الدراسة أن هناك العديد من المشكلات الخاصة بالمسكن منها ضيق المسكن وعدم وجود مصادر جيدة للتهوية، كما أن هناك عدم خصوصية للمسكن والكثير من العشوائية العمرانية.
17) وأشارت الدراسة إلى عدم وجود تأثيرات مناخية على سكان النوبة الجديدة.
18) أظهرت الدراسة حب النوبيين للوطن والانتساب إليه حيث أعرب الغالبية العظمى من العينة شعورهم بالأمان والاطمئنان في وطنه مصر، كما أعربوا عن اعتزازهم بالرموز المصرية وتقديرها، كما أعربوا عن شعورهم بالفخر كونهم مصريون، وأعربت الغالبية العظمى من العينة أن بلدهم مصر أجمل بلد في الدنيا.
19) بينت الدراسة أن هناك حالة ارتباط بين النوبيين والوطن ظهر من خلال اختياراتهم على أنهم لا يفضلون الهجرة من الوطن، وأعربوا على إنهم يعيشون في الوطن بكرامة، كما إنهم يحافظون على اللغة الرسمية للوطن، وإنهم يحافظون على الزى الشعبى لهم، كما إنهم يحافظون على العادات والتقاليد المصرية ولا يخرجون عليها.
20) بينت الدراسة أن النوبيين يحصلون على حقوقهم السياسية كاملة ويهتمون بالمشاركة السياسية كما يشاركون في كل المناسبات الوطنية كما إنهم يرفضون العزلة ويتواصلون مع الآخرين من أبناء الوطن كما يقرون بأن الخدمات التعليمية تتوافر بشكل مناسب، كما إنهم يهتمون بالمشاركة مع إخوانهم في كافة المناسبات الاجتماعية.
21) أشارت الدراسة أن النوبيين يشاركون في كافة الأنشطة التي تخص الوطن كما إنهم يشاركون في المناسبات الوطنية كما إنهم أيضاً يشاركون في الأنشطة التطوعية التي تخص الوطن.
22) ويرى النوبيين كما بينت الدراسة أن مشاركتهم في الانتخابات تؤثر في صنع القرار كما أقروا أن باستطاعتهم التعبير عن أرائهم بحرية مطلقة.
23) بينت الدراسة أن النوبيين يفضلون الجنسية المصرية على الجنسيات الأجنبية، ويرون أنهم لم يحصلوا على حقوقهم حتى الآن حيث يرون أنه لا توجد مساواة في الحقوق والفرص داخل المجتمع.
24) بينت الدراسة أن هناك شعور بين النوبيين بأنهم تعرضوا لظلم تاريخي من الأنظمة المصرية، كما يرون أنهم يتعرضون لمعاملة منصفة من الشرطة المصرية.
25) أشارت الدراسة إلى أن النوبيين يواجهون صراعاً مع السلطة في مصر حيث يرون أن التهجير مثل ظلم تاريخي لهم.
26) بينت الدراسة أن النوبيين يرون أنه لا توجد تفرقة داخل المجتمع المصري على أساس العرق.
مقترحات الدراسة
في ضوء ما توصلت إليه الدراسة الحالية من نتائج فإنه يمكن للباحثة الخروج بالمقترحات التالية:
(1) توجيه نظر المسئوليين بالحكومة المصرية بإقرار حق عودة النوبيين إلى أراضيهم على ضفاف بحيرة النوبة ( بحيرة ناصر) .
(2) التوصية بإنشاء هيئة تنموية عليا تابعة لمجلس الوزراء لتنمية بحيرة النوبة (بحيرة ناصر) وجنوب السد العالى بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة مع مراعاة تمثيل شخصيات نوبية عامة من أعضاء مجلس النواب والمجالس الشعبية المحلية ومن الكوادر العلمية النوبية المختلفة.
(3) توجيه نظر المسؤليين لرؤيا تنموية متكاملة للنوبة الجديدة مثل تجربة مثلث حلايب, وإنشاء مجلس أعلى لتنمية النوبة على غرار ما يجرى فى سيناء من تنمية.
(4) إعتبار ضفاف بحيرة النوبة محمية طبيعية حيث يتم فيها الرصد المستمر للكائنات الحية, وأبحاث مستمرة لتكون مؤشر حيوى وذلك لخصوصية بيئة البحيرة حيث لا يوجد تلوث.
(5) مراعاة حماية البيئة من الأثار الضارة لعمليات التنمية بحيث لا تكون معالجة البيئة وحمايتها أحد جوانب إهدار فى الناتج الاجمالى.
(6) توجيه نظر المسئولين بالحكومة المصرية بضرورة عمل مشروعات خاصة بمنطقة النوبة تستوعب أهالي النوبة وذلك لتوفير فرص عمل دائمة لهم تعمل على توفير مصادر دخل دائمة لهم تخفف من الشعور بحالة الفقر التي هم فيها.
(7) أن على الحكومة أن تضع أهالي النوبة ضمن خطة المليون ونصف فدان وذلك بتوفير أراضى صالحة للزراعة في أماكن قريبة منهم توزع عليهم حتى يستفيدوا منها وتعوضهم عن فقد أراضيهم القديمة.
(8) بحث المشاكل المادية للنوبيين ومحاولة تعويضهم حيث يتعرض أغلب النوبيين لضيق في مستوى المعيشة داخل القرى بالنوبة الجديدة.
(9) توفير معاشات للضمان الاجتماعي لكل أهالي النوبة تخفف من وطأة الحالة المادية الصعبة التي يعيشون فيها، وتوفير خدمات اجتماعية ومشروعات للأسر المنتجة للنوبيين تعوضهم عن ضعف الدخول لديهم، كما إنه يجب توفير خدمات لذوى الاحتياجات الخاصة من النوبيين حيث يرون أنها لا توجد الآن.
(10) توفير خدمات خاصة بالأمومة والطفولة، وتوفير مشروعات خاصة بالمرأة النوبية المعيلة.
(11) ضرورة أن تقوم الحكومة ببناء مدارس جديد تستوعب الأعداد الكبيرة من التلاميذ والطلاب النوبيون وتخفف من التكدس الموجود حالياً داخل المدارس في النوبة الجديدة، خصوصاً لمرحلة التعليم الأساسى التي يوجد بها تكدس كبير جداً بمختلف مدارس النوبة الجديدة.
(12) العمل على توفير الرعاية الصحية من بناء للمستشفيات بمختلف المناطق النوبية حيث أن المستشفيات الموجود بعيدة جداً عن المناطق النوبية، كما أن على الحكومة العمل لتحسين المستشفيات الموجودة حالياً نظراً لسوء حالتها، كما أن على الحكومة أن تعمل على تحسن الوحدات الصحية الموجودة بالمناطق النوبية حيث إن خدماتها التي تقدمها ضعيفة جداً.
(13) النوبيين مرتبطون بمناطقهم القديمة لذا يسعى النوبيين إلى الرجوع إلى تلك المناطق القديمة بشتى الطرق، لذا يجب على الحكومة المصرية بحث هذا الأمر بكل جدية حتى لا تتحول إلى مشكلة دولية.
دراسات مستقبلية
(1) النوبة الجديدة والنوبة القديمة ما مدى الفروق من جميع المجالات، ولماذا يفضلها النوبيين عن النوبة الجديدة؟ وما الدوافع الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لذلك؟.
(2) أبناء النوبة الجديدة ومدى ارتباطهم النفسي والانتماء إليها.
(3) النوبة الجديدة والعوامل المرتبطة بعدم الإنجذاب إليها.