Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفكر الأخلاقي عند ابن حزم بين النظر والعمل:
المؤلف
المبروك, مريم خليفة.
هيئة الاعداد
باحث / مريم خليفة المبروك
مشرف / فيصل بدير عون
مشرف / / سعد عبد العزيز حباتر
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
412 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 412

from 412

المستخلص

احتل سؤال الأخلاق أهمية خاصة عند كثير من مفكري وفلاسفة الإسلام، وقد برز ابن حزم، كشخصية فلسفية، بين رجال الحلقة الأولى في الفلسفة العربية في الأندلس، إذ حاول بناء فلسفة خلقية متكاملة توزعت في معظم مؤلفاته، إلا أن ”كتاب الأخلاق والسير” هو المرجع الأولى الذي حدد فيه معالم نظريته الخلقية، ومعاني الخير والشر، وأنواع الفضائل والرذائل، معتمداً في ذلك على النقل والعقل، ومستفيداً من الفلسفة اليونانية، وخلاصة ما أدت إليه المشاهدة والتجربة.
تميز ابن حزم بتمسكه وتوظيفه للمنهج الظاهري، الذي يعتمد على ظاهر النص في معالجة الكثير من القضايا الأخلاقية الكبرى، كتحليل فكرة القضاء والقدر، وحرية الإرادة الإنسانية، وتوضيح أهمية العقل ومكانته في الأخلاق، وتحليل المفهوم الجديد للسعادة ”طرد الهم”، وتحليل ظاهرة الحب وأثره في أخلاق المحبين، والمجتمع الذي يعيشون فيه، بالإضافة إلى إبراز مشكلة النفس بوصفها حاملة للكيفيات الخلقية.
لقد كانت رؤية ابن حزم للأخلاق متأثرة، بشكل كبير، بالرؤية الإسلامية التي تمتاز بالشمول والوضوح، فقد حمل ابن حزم لواء التجديد والإصلاح في الجانب الأخلاقي محاولاً فيه تقديم فكر أخلاقي متكاملٍ ومتسقٍ، وابن حزم لم يكتف بالجانب النظري حيث البحث عن الفضائل وبيان الرذائل، ومعرفة الخير والشر، وإنما سعى إلى تحقيق غاية تربوية تهدف إلى تربية السلوك الفاضل، وغرس القيم والمبادئ في النفوس البشرية حتى تصلح وتتهذب وتسعد، كما اعتنى بوضع آداب السلوك العام لتكون بمثابة قوانين يتمسك بها المرء في سلوكه. فغرضه من الأخلاق أن تكون ترجمة تطبيقية وسلوكاً واقعياً ومداواة النفوس وتهذيبها عملياً مع الزهد والإبتعاد عن الرذائل.
أما عن خطة البحث فتضمنت فصلاً تمهيدياً، وستة فصول، فضلاً عن المقدمة، والخاتمة، وقائمة المصادر والمراجع.
الفصل التمهيدي وجاء بعنوان ”معالم عصر ابن حزم”، وهو يتناول ملامح العصر الذي عاش فيه هذا الفيلسوف والبيئة التي وجد في كنفها والظروف والأوضاع السياسية والفكرية والاجتماعية المضطربة، والتي كان لها الأثر البالغ في تكوين شخصيته، والحديث عن هذه الظروف والأوضاع ضرورة ملحة خاصة بالنسبة إلى شخصية كابن حزم لأنها هي التي حددت مساره العلمي، ومسيرته الفكرية وتوجهه الظاهري.
الفصل الأول: وعنوانه ”الأسس النقلية والعقلية للمذهب الظاهري”، فقد تعرضنا فيه بالدراسة لبداية نشأة المذهب الظاهري عامة، وأسباب ظهوره، ثم كيفية انتقال هذا المذهب إلى الأندلس، وتبني ابن حزم له، وسبب اعتناقه لهذا المذهب بالذات، مع إبراز أصول هذا المذهب عنده. كما تناولنا، بالبحث والدراسة، نظرية المعرفة في إطارها الكلي الذي يرتكز على وجود علاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك، ثم تحدثنا عن المعرفة عند ابن حزم ومصادرها المتمثلة في المعرفة الحسية والعقلية والنبوية (الخبر المنزل)، وعن طبيعة المعرفة، ومراتب البيان عند ابن حزم، والمعرفة من حيث الفطرة والاكتساب، وموقف ابن حزم منها، مع إيضاح موقف ابن حزم من أصحاب الدعاوى المعرفية. وذلك لمعرفة مدى التزام ابن حزم بمنهجه الظاهري والمعرفي في معالجته لبعض القضايا الأخلاقية الكبرى.
الفصل الثاني: وعنوانه ”النفس الإنسانية عند ابن حزم”، فقد تناولنا فيه مشكلة النفس من حيث بيان ماهيتها، وطبيعتها، وأدلة وجودها، وأدلة ماديتها، وعلاقتها بالبدن، وإثبات أسبقية حدوثها وخلودها، ثم الحديث عن موقف ابن حزم من التناسخ والمعاد وأحواله.
الفصل الثالث: وعنوانه ”حرية الإرادة الإنسانية” متناولاً فيه العلم الإلهي وصلته بحرية الإرادة، وإيضاح العلاقة بين علم الله المطلق وحدوث الأشياء والأفعال، ثم تحدثت عن البعد الميتافيزيقي لحرية الإرادة المتمثل في موقف ابن حزم من مسألة القضاء والقدر، وعلاقتها بأفعال الإنسان. ثم يتعرض هذا الفصل بعد ذلك لمفهوم الكسب وحقيقته عند ابن حزم، ثم الاستطاعة وشروطها، وذلك لأن الإنسان عند ابن حزم لا يمكن أن يكتسب أفعاله إلا بقدرة أو استطاعة يخلقها الله فيه. ثم يلقي الفصل أيضاً الضوء على حرية الإرادة عند بعض الفرق الإسلامية وموقف ابن حزم النقدي منها.
الفصل الرابع: وعنوانه ”المشكلة الخلقية عند ابن حزم”، فإنه يركز في بدايته على أهمية ومكانة العقل في الأخلاق من وجهة نظر ابن حزم، ثم يعرض أيضاً لمعنى الخير والشر، والحسن والقبح عند المفكرين والفلاسفة من خلال عرض بعض النماذج من فكر كبار الفلاسفة والمتكلمين عن تحديد معنى الخير والشر، والحسن والقبح والفرق بينهما، فإذا ما تم ذلك يجيء الحديث عن مفهوم الحسن والقبح والخير والشر في الطبيعة الإنسانية في رأي ابن حزم، ثم الحديث عن الفضيلة وأصولها، وطرق تحصيلها، مع إيضاح لأنواع الرذائل وأسبابها ومعالجتها، وأخيراً يعرض هذا الفصل لمسألة تهذيب الأخلاق واكتسابها عند ابن حزم.
الفصل الخامس: وعنوانه ”نظرية الحب عند ابن حزم”، فإنه يتعرض بالتفصيل لعاطفة الحب من حيث بيان تعريفه وأعراضه ونشأته وآفاته، كما يتناول أيضاً مفهوم أحادية الحب عند ابن حزم، والحب بين الاختيار والاضطرار، ثم بعد ذلك يأتي الحديث عن أبعاد مفهوم الحب عنده. والمتمثلة في الأبعاد الخلقية والجمالية، والمعرفية، والحسية.
الفصل السادس: وعنوانه ”نظرية طرد الهم عند ابن حزم”، فإنه يتناول في بدايته توضيح مفهوم السعادة عند فلاسفة اليونان والمسلمين، ثم يتحدث بعد ذلك عن المفهوم الجديد للغاية العليا من الأخلاق والمتمثلة في طرد الهم فيما يرى ابن حزم، وإبراز ما يحمله هذا المفهوم من دلالات ومضامين أخلاقية، ثم يتناول علاقة طرد الهم بغيره من المفاهيم كاللذة والألم، والطمع، وأخيراً يعقد مقارنة بين مفهوم الهم عند ابن حزم ومفهوم دفع الحزن عند الكندي. مبيناً أوجه التشابه والاختلاف بينهم.
أما الخاتمة فتأتي ملخصة لأهم النتائج التي وصلت إليها الباحثة من خلال الغوص لسنوات في أعماق المذهب الظاهري الذي تبناه هذا الفيلسوف الأندلسي العملاق في معالجة قضايا الأخلاق مخالفاً بذلك كثيراً من مفكري وفلاسفة عصره.